النجاح الإخباري - تتواصل التحليلات الإسرائيلية بشأن مسيرات العودة، والتعامل معها، مع اقترابها من الجمعة الرابعة.
فقد ذكر يوسي بيلين السياسي "الإسرائيلي" المخضرم أن الحكومة الإسرائيلية مطالبة بإجراء تحقيق جدي في كيفية وقوعها في شرك نصبه لها عدد من الفتيان الفلسطينيين المحبطين على حدود غزة، خلال أول جمعتين من اندلاع المسيرات الشعبية الفلسطينية منذ يوم الثلاثين من آذار /مارس الماضي، حيث لحقت بها أضرار كبيرة، مما جعلها تستدرك خطأها، وتمارس سياسة ضبط النفس في الجمعة الثالثة، وتغير طريقة تعاملها مع المتظاهرين.
وقال بيلين في مقاله على موقع يسرائيل بلاس، إن من الأشياء المستفزة فعلا خلال المظاهرات الفلسطينية الأخيرة أنها لم تحمل سيناريوهات مفاجئة غير متوقعة، فالفلسطينيون المعتقلون في سجنهم الكبير المسمى قطاع غزة، مستعدون لأن يخاطروا بحياتهم للتظاهر، والتعبير عن غضبهم.
في حين أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأقوى في المنطقة، لا يعرف كيف يتعامل مع مدنيين غير مسلحين، لكنه بدأ بإطلاق النار، مما استجلب انتقادات عالمية على "إسرائيل" بسبب استخدام القوة المفرطة غير المتناسبة مع المظاهرات، والغريب أنه طالما أن الولايات المتحدة غير مشاركة في هذه الانتقادات فإن "إسرائيل" غير قلقة.
وأوضح بيلين، وزير القضاء الأسبق ونائب وزير الخارجية السابق، أن المظاهرات باتت نهايتها معروفة، وهو يوم الخامس عشر من مايو القادم، حيث يحيي الفلسطينيون "يوم النكبة" الـ 70، ومن المقرر أن تقام مسيرات ضخمة وكبيرة سيتخللها مقتل عدد كبير من الفلسطينيين أكثر من الأسابيع الثلاثة الماضية.
وقد يرى الفلسطينيون في مسيراتهم هذه انتصارا، لأنهم نجحوا في إدارة حدث شعبي وجماهيري كبير، وسقوط عدد كبير من ضحاياهم سيستدعي بالضرورة اهتمام المجتمع الدولي، على اعتبار أن العالم لم يمل بعد من متابعة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ويشير بيلين، وهو أحد عرابي مفاوضات السلام مع الفلسطينيين بجانب شمعون بيريس وإسحاق رابين، أن الغريب في السلوك "الإسرائيلي" تجاه مظاهرات غزة، أن الفلسطينيين دأبوا على الحديث في فترات ماضية عن توجهاتهم بتنظيمها نحو خط الهدنة، مما يطرح السؤال على من أنتج القبة الحديدية، كيف عجز عن تحييد المتظاهرين السلميين دون قتلهم.
وجاء سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء الفلسطينيين ليدفع لذلك رئيس هيئة الأركان الجنرال غادي آيزنكوت لتشكيل لجنة تحقيق، فيما بدأت محكمة الجنايات الدولية من جهتها تحقيقا آخر، مما يجب أن يقلق دوائر صنع القرار في تل أبيب.
وأوضح أن رئيس الحكومة الراحل أريئيل شارون أبدى شجاعة كبيرة حين انسحب من قطاع غزة في 2005، ودمر كل المستوطنات هناك، لكنه افتقر للخطوة المطلوبة بفحص التبعات القانونية المترتبة على هذا الانسحاب، وهي إخلاء المسئولية عن أوضاع غزة، فقد اعتقد للحظة أنه بالانسحاب منها، وإلقاء مفاتيحها، فإنه يتخلص من أي مسئولية عنها، وثبت خطأ ذلك.
حتى أن رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو توعد حماس بالقضاء عليها فور توليه الحكم في 2009، في حين هدد وزير الحرب أفيغدور ليبرمان قبيل دخوله المفاجئ للوزارة في 2016 باغتيال قيادة الحركة، ولكن بعد مرور هذه السنوات تبين أنه كلام لا قيمة له، فليس هناك خطط سرية ولا تفكير منظم، وجاءت هذه المسيرات الفلسطينية لتؤكد أن ما أعلنها لم يكن سوى تصريحات فارغة واستهتار بالرأي العام الإسرائيلي.
صحيفة "إسرائيل اليوم" نقلت عن الأديب اليهودي الكبير دافيد غروسمان، أنه وجه انتقادات حادة للسياسة الإسرائيلية في التعامل مع المتظاهرين الفلسطينيين.
وقال في تصريحات صحافية: حين تطلق "إسرائيل" النار على المدنيين، فهي لم تعد وطنا لي، وفي الوقت الذي يقدم فيه القناصة "الإسرائيليون" على قتل المتظاهرين السلميين على حدود غزة، فإن ذلك يقلل من شأن إسرائيل في نظري.