النجاح الإخباري - ذكرت صحيفة "التايمز" أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وتكنولوجيا الصور الفضائية توصلت إلى وجود عشر قواعد عسكرية إيرانية في سوريا، في الوقت الذي يتزايد فيه التوتر بين الطرفين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن عدد القواعد العسكرية هي عشر قواعد، بالإضافة إلى منشآت نقل للصواريخ، ودعم حزب الله في لبنان، لافتة إلى أنه بحسب تقارير صحافية إسرائيلية، فإن مؤسسة الاستخبارات العسكرية قدمت مراجعة إلى الحكومة الإسرائيلية، جاء فيها أن "هناك توجهين استراتيجيين سيتواجهان بشكل محتوم: الإصرار الإيراني على إنشاء تأثير وحضور عسكري في سوريا، مقابل الإصرار الإسرائيلي على منعهم".
وتلفت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث أمام اللوبي الإسرائيلي المؤثر "اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة/ إيباك"، قائلا: "لدي رسالة اليوم، وهي بسيطة.. وهي يجب أن نوقف إيران وسنفعل".
ويفيد التقرير بأن الوجود الإيراني في سوريا كان حتى وقت قريب محلا للنقاش، حيث أرسلت مستشارين إيرانيين ومقاتلين من حزب الله إلى سوريا، في الفترة ما بين 2012- 2013، حيث كان نظام بشار الأسد على حافة الانهيار، وكانت الذريعة للدخول إلى سوريا هي "حماية المزارات المقدسة" ضد ما قالت عنه خطر المتطرفين السنة، بمن فيهم عناصر تنظيم الدولة.
وتستدرك الصحيفة بأن هؤلاء استطاعوا تأكيد حضورهم في أنحاء سوريا كلها، وترى إسرائيل أنهم يستخدمون القواعد لزيادة ترسانة حزب الله، خاصة من الصواريخ، التي تقول إيران إن عددها يزيد على 100 ألف، بالإضافة إلى هذا دعم الإيرانيون مليشيات تعمل من سوريا، لافتة إلى أنه حتى شهر مضى، فإن المحللين العسكريين ظنوا أن فرص المواجهة قليلة جدا؛ لأن الضرر الذي سيصيب حزب الله وإسرائيل سيكون فادحا لو اندلعت جولة جديدة من المواجهة، ولن يحقق أي منهما إلا أهدافا محدودة.
ويفيد التقرير بأن هذا الوضع تغير عندما اندلعت المواجهة بين إسرائيل والإيرانيين والقوات السورية الشهر الماضي، حيث دخلت طائرة دون طيار إيرانية المجال الجوي الإسرائيلي في الشمال، وقام الطيران الإسرائيلي بإسقاطها، وبعد ذلك شن سلسلة من الهجمات على مواقع وقواعد عسكرية في داخل العمق السوري، مثل قاعدة الطياس الواقعة قرب مدينة تدمر، وآطلقت الدفاعات السورية سلسلة من الصواريخ التي أدت إلى إسقاط مقاتلة جوية، وهو ما أدى إلى سلسلة من الغارات التي دمرت نصف الدفاع الجوي السوري.
وتنوه الصحيفة إلى أن الطياس تعد إحدى القواعد العسكرية التي يتمركز فيها قادة الحرس الثوري، بحسب تقرير لمركز الأبحاث والاتصالات البريطاني الإسرائيلي "بيكوم"، الذي قال إن صوره أكدتها المصادر العسكرية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن قاعدة الطياس هي واحدة من قاعدتين في منطقة حمص، والثانية هي قاعدة الشعيرات التي هاجمتها أمريكا العام الماضي بسلسلة من صواريخ "تومهوك"، حيث انطلقت منها هجمات غاز السارين على خان شيخون، وتدير القيادة المركزية للحرس الثوري عملياتها من مجمع في مطار دمشق الدولي يعرف بـ "البناية الزجاجية".
وبحسب التقرير، فإن مركز الهجمات الإسرائيلي هو قاعدة إزرع في الجنوب، وهي تحتوي على قاذفات صواريخ أرض- جو، ويستخدمها الحرس الثوري في عملياته في جنوب غرب سوريا، لافتا إلى أن هناك اتفاق وقف إطلاق النار في درعا قرب بلدة إزرع، الذي تم التوصل إليه بمساعدة أمريكية وأردنية وإسرائيلية وروسية.
وتذكر الصحيفة أن الاتفاق، الذي عقد في عمان، شمل ضمانا بعدم اقتراب الإيرانيين وحلفائهم من الحدود الإسرائيلية في الجولان مسافة 60 كيلومترا، إلا أن الضمان لم يتم الوفاء به إن تم فعلا، ودعمت إيران مليشيات شيعية باكستانية وعراقية وأفغانية، بالإضافة إلى حزب الله.
ويكشف التقرير عن أن مركز "بيكوم" يعتقد أن عدد المقاتلين الأجانب، بمن فيهم الحرس الثوري الذين يقاتلون إلى جانب الأسد، يزيد على 50 ألف مقاتل، وما بين 90- 100 ألف من المقاتلين المنخرطين في قوات الدفاع الشعبي، المليشيا التي دربتها إيران، بشكل يتفوق على قدرة الجيش السوري النظامي، منوها إلى أن المحللين يعتقدون أن هذه القواعد ليست سوى ثكنات عسكرية، فيما ترى المخابرات العسكرية الإسرائيلية أن الحرس الثوري الإيراني يريد بناء قاعدة جوية ومرفأ عسكريا على البحر الأبيض المتوسط، ومركزا لإنتاج الصواريخ للنظام السوري وحزب الله.
وتبين الصحيفة أن إسرائيل تعتمد في دفاعاتها على الولايات المتحدة، وبشكل أقل على روسيا، لافتة إلى أن إسرائيل بدأت مع أمريكا مناورات عسكرية، فيما يقوم نتنياهو بتطوير علاقاته مع الرئيس فلاديمير بوتين.
ويورد التقرير نقلا عن المتفائلين من الجانب الإسرائيلي، قولهم إن روسيا لم تتدخل عندما ضربت إسرائيل قاعدة الطياس في تدمر، رغم أن القوات الروسية كانت قريبة منها، مشيرا إلى أن المتشائمين يقولون إن موسكو لم توقف الطائرة دون طيار، أو تمنع إيران من استخدام سوريا قاعدة لتهديد إسرائيل.
وتقول الصحيفة إنه من غير المعلوم عما إذا كان بوتين سيوقف نشاطات إيرانية عميقة في سوريا، لافتة إلى أن إسرائيل بدأت بتسليح جماعات معارضة سورية وتمويلها؛ لمنع الأسد وداعميه الإيرانيين من السيطرة على المناطق الحدودية، وهو تحالف يقارنه البعض بالتحالف مع "جيش لبنان" في الجنوب بعد اجتياح عام 1982.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه جاء في نتيجة مركز "بيكوم" أن "العدد الكبير من القطع التي تتحرك في سوريا يخلق وضعا متفجرا، ويفرص إساءة تقدير بين إسرائيل وإيران وحلفائها"، بشكل يجعل من اندلاع الحرب أمرا محتوما.