النجاح الإخباري -  تستمر ملفات الفساد بملاحقة نتنياهو، فيما هو يحاول التهرب منها ويدعي ملاحقته من قبل وسائل الإعلام التي غطت بشكل موّسع التحقيقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي. الملفات التي بدأت قبل أعوام قليلة بملف التحقيق مع زوجة رئيس الوزراء سارة نتنياهو حول التنكيل بالموظفين لديها في مقر رئيس الوزراء بالقدس الغربية، استمرت في السنتين الأخيرتين وتحوّلت لملفات تحقيق بشبهات فساد أكثر خطرا، متراوحة بين تلقي خدمات وخيانة الثقة والأمانة، وحتى شبهات بمحاولة تقديم رشى.

في آخر حلقات المسلسل المتواصل الى الآن، طالت التحقيقات مسؤولين كبار وحتى رئيس مجلس إدارة كبرى شركات الاتصالات الإسرائيلية، بيزك، حول شبهات بتقديمه رشوة لنتنياهو مقابل تغطية إعلامية "محببة"، لتسهيل بعض الملفات بالنسبة له. ما دفع رئيس مجلس إدارة شركة بيزك، دوف فايسغلاس للتعقيب.

وتسيطر "بيزك" على شبكة الهواتف السلكية في إسرائيل، وتملك مجموعة اتصالات كبرى، بينها أيضا شركة البث بالقمر الاصطناعي "يس"، وغيرها من وسائل الاعلام الإسرائيلية التي تشارك في ملكيتها.

ومن بين ما قاله فايسغلاس في مقابلة عبر راديو تل أبيب، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتنحي.

وقال فايسغلاس "أحذر من الحكم في شؤون لا أعرف فيها مجمل المواضيع والمعلومات. في المقابل، الحديث يدور عن أربعة ملفات معلقة ضد رئيس الوزراء وتصعّب عليه العمل وأداء واجبه في إدارة الدولة".

وتابع قطب الأعمال الإسرائيلي الرفيع "الصعوبة تنبع ليس بالضرورة من قوائم الأزمان الخاصة به بل من صعوبة ذهنية. التحقيق هو أمر يجعلك تستفيق وسط الليل ولا يترك لك أي مجال للتحرك، هذا عبء يؤثر على كل شخص بحسب حصانته النفسية وقدرته على التحمل. أشخاص عاديين كرئيس الوزراء الذي ترتبط سمعته الجيدة ومصيره السياسي بأداءه سيصعب عليه أن يواصل أداء وظيفته مع تأثير التحقيقات التي قد يكون لها وقعا وحشيا من حيث استخدام الطاقة النفسية".

ووجه نصيحة لنتنياهو مؤكدا "أنصح رئيس الوزراء البحث عن طريقة للتنحي مؤقتا وإقصاء نفسه من وظيفته حتى يتم استيضاح الأمور. المشكلة الأساسية هي أن كل قرار مهم يتخذه اليوم، وبالأخص في الشون الأمنية، سيصبح مباشرة محط جدل بسبب الشبهات ضده، فستصبح قراراته مشكوك بصحة اتخاذها وأنها اتخذت ليس من احتياج فعلي وإنما من رغبة بخدمة احتياجات التحقيق ولتعزيز مكانته. يصعب جدًا أن تؤدي وظيفتك في ظل شبهات من هذا النوع".

وفي ظل قرع طبول الحرب بشكل مكثف في الاعلام الإسرائيلي مؤخرا، والحديث المتزايد عن تهديدات من إيران وسوريا وحزب الله في الشمال، أكد فايسغلاس "لا اعرف اذا كان رئيس الوزراء سيخرج في عملية عسكرية عقب التحقيقات، ولكن الشعور الجماهيري هو كما كان في أيام الانسحاب أحادي الجانب عندما ادعوا أنها تمت لأغراض تهرب من التحقيقات ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق أريئيل شارون".

وأشار فايسغلاس أن شركة بيزك من كبرى وأعرق الشركات الإسرائيلية وأنها توّظف آلاف العمال. "تقريبا كل مواطن في دولة إسرائيل هو زبون لشركة بيزك بطريقة أو بأخرى". معتبرا أن التحقيقات المذكورة تؤثر بشكل معين على الشركة، وتسيء الى سمعتها، خصوصا وأنها شركة عامة.

وأمس الاثنين، كشف عن اعتقال اثنين من المقربين من نتنياهو، في قضية شركة الاتصالات "بيزك"، المعروفة إعلاميا بتسمية "ملف 4000"، والمعتقلان هما، مدير عام وزارة الاتصالات الموقوف عن العمل شلومو فيلبر ومستشار عائلة نتنياهو سابقا لشؤون الاعلام نير حيفتس.

وتنصب الشبهات في هذا الملف على أن ألوفيتش الذي يعتبر من مالكي الموقع الاخباري المعروف Walla (واللا) قام هو ومسؤولون كبار في شركة "بيزك" بمنح تغطية إعلامية إيجابية لرئيس الوزراء وعائلته في الموقع.

وقامت الشرطة الاسرائيلية بالتحقيق مع نتنياهو ومقربين منه في عدة ملفات فساد، وركز التحقيق مع نتنياهو حول قضية "ملف 1000" الذي يشتبه في أن نتنياهو تلقى هدايا ومزايا من رجال أعمال مقابل تقديم خدمات. ويشتبه بحسبها أنه تلقى من رجل الأعمال أرنون ميلتشن مقابل السيجار وصناديق الشمبانيا التي حصل عليها الزوجين نتنياهو منه.

وهي ليست المرة الأولى التي يتهم فيها نتنياهو بشبهات فساد واستغلال المنصب، ولكن في كل مرة حامت هذه الشبهات ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي فشلت السلطات القضائية والمحققون بالتوصل الى ما يكفي من المواد لملاحقة نتنياهو قضائيا. ولكن ذلك لم يمنع السلطات من سيب التحقيقات المستمر منذ أشهر.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 أعلن مراقب الدولة أنه فتح تحقيقا بخصوص استغلال الزوجان نتنياهو المنصب المرموق الذي يشغله بنيامين للتأثير على إحدىى المسؤولات في مكتب رئيس الوزراء كي تحقق مكاسب شخصية في الدعوى ضد مدير مقر رئيس الوزراء السابق ميني نفتالي.