النجاح الإخباري - حذَّر مسؤولون في قوات الإحتلال الاسرائيلية، من انهيار اقتصادي في قطاع غزة بحال تواصلت سياسة الإغلاق والحصار وعدم منح القطاع تسهيلات وإمداده بالكهرباء وكافة المستلزمات الخدماتية الحياتية والمعيشية، وأعربوا عن قلقهم إزاء تداعيات وعواقب الضغط العسكري المستمر دون منح تنازلات، خاصة في ظل تراجع عدد الشاحنات التي تدخل غزة إلى حوالي الثلث، كما أن أزمة الكهرباء والوقود عالقة وتعمق معاناة السكان، يضاف إلى ذلك أن 95% من المياه غير صالحة للشرب
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية أنه ومنذ حوالي أسبوعين، ذكرت وسائل إعلام "إسرائيلية"، أن عدد الشاحنات التي تمر عبر معبر كرم أبو سالم، بين "إسرائيل" وقطاع غزة قد انخفض بنسبة النصف تقريبا خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب انخفاض القوة الشرائية لدى سكان غزة.
ووفقا للأرقام المحدثة والإحصائيات، انخفض معدلها إلى نحو الثلث: ما بين 300 و 400 شاحنة يوميا فقط، كما أن حوالي 95% من المياه في غزة غير صالحة للشرب، إذ تتدفق مئات الآلاف من الأمتار المكعبة من مياه المجاري يوميا إلى البحر الأبيض المتوسط وتصل إلى شواطئ "إسرائيل"، وبينت أنه تم تعزيز إمدادات الكهرباء إلى حد ما، حتى ست ساعات يوميا، وذلك يعود لقرار السلطة الفلسطينية بإعادة جزء من تمويل الكهرباء الذي يتم شرائها من "إسرائيل"، وعليه ثمة من يحذر من الخبراء من تفشي الأمراض المعدية.
وتابعت "هآرتس"، يصل معدل البطالة في قطاع غزة إلى 50%، بل أن معدلات البطالة بين الشباب أعلى من هذه النسبة، وقد بلغ عدد سكان قطاع غزة، وفقا للتقديرات، 2 مليون نسمة، وهؤلاء السكان محاصرون بين نظام حماس وعدم القدرة الكلية على مغادرة قطاع غزة بسبب المعابر الحدودية المغلقة من "إسرائيل" ومصر والحصار الذي تفرضه قوات الإحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 10 أعوام.
وأشارت إلى أن كل من يقابل كبار قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية والمخابرات، يسمعون منهم انطباعا موحدا بشكل مدهش عن الوضع في غزة، مفاده أن "اقتصاد قطاع غزة في حالة انهيار تام، مثل انخفاض من صفر إلى ناقص، ومعه حالة البنية التحتية المدنية"، ولفتت إلى ما اعتبرته تراجع نفوذ ومكانة حماس اقتصاديا وسياسيا على حد سواء، حَفزَّ الجيش للتصعيد واتخاذ الخطوات الأمنية في محاربة فصائل المقاومة وشبكة الأنفاق. وكما ورد في التقارير، تم قصف نفق رابع في قطاع غزة في أقل من ثلاثة أشهر وفي حادث آخر، أصيب أحد أعضاء حماس في لبنان في انفجار لم يعرف مرتكبوه.
وقالت إن في "إسرائيل"، هناك عدد من المقترحات لتغيير السياسة المدنية تجاه قطاع غزة. لكن لا يستطيع ما يعرف بوزير المواصلات والاستخبارات، "يسرائيل كاتس"، حتى الآن أن يقدم نقاشا جديا في المجلس الوزراء المصغر "الكابينيت" حول خطة الجزيرة الاصطناعية التي يعارضها رئيس الحكومة، "بنيامين نتنياهو" ووزير الجيش "أفيغدور ليبرمان".
ونوهت إلى أن المقترحات الأخرى المقدمة من المؤسسة الأمنية والعسكريةالتابعة للإحتلال، من تيسير محدد ومنح تسهيلات لإدخال آلاف العمال من قطاع غزة من أجل العمل في جنوب البلاد، فقد نوقشت هذه المقترحات ببطء واستمرت مناقشتها للموافقة عليها لعدة أشهر.
ووفقاً "لهآرتس"، فقد اندلعت الحرب الأخيرة في غزة بسبب مجموعة من الظروف، إذ صعدت "إسرائيل" من الإجراءات العقابية ضد حماس في الضفة الغربية بعد اختطاف المستوطنين الثلاثة في "غوش عتصيون"، لكن هذه المرة، بحسب الصحيفة، نقلاً عن قادة أمنيون: "ليس هناك نقطة واضحة، حيث من الواضح أن حماس قد تشتت، ويمكن أن تظل "إسرائيل" على ما يبدو متأثرة بنجاحاتها التكتيكية، دون أن تقرر ما تريد أن يحدث في غزة، وأضافت، كما هو الحال في الشمال، فإن ضبط النفس النسبي للخصم من شأنه أن يضلل القيادة "الإسرائيلية" ويقودها إلى حرب تقول إنها لا تريدها.