نابلس - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - كشف الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ورئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة سعيد أبو علي، عن توجه الجامعة الدول العربية نهاية شهر أغسطس القادم، لتقديم مرافعات إلى محكمة العدل الدولية، للنظر في الاحتلال الإسرائيلي.
وقال أبو علي في حوار خاص للـ"النجاح الاخباري": إن "الترتيبات تسير على قدمٍ وساق لتقديم مرافعات الجامعة العربية، إلى محكمة الجنايات الدولية، نهاية الشهر القادم، للنظر في الاحتلال الإسرائيلي واستمراريته وآثاره وتداعياته".
وأضاف أن "الجامعة ستقدم مرافعاتها لمحكمة العدل؛ من أجل الحصول على موقف منها بشأن إنهاء الاحتلال، كضرورة حتمية تجيبها مبادئ وأسس القانون الدولي، كما ظروف ومتطلبات تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة والإقليم".
وشدد أبو علي على أن مشروع السياسات الإسرائيلية ليست قدراً مرسوماً، مشيراً إلى أنها مواقف إسرائيلية مستمرة لحكومات متتالية.
وتابع: إن "حكومة الإسرائيلية الحالية أكثر إرهاباً وتطرفاً وعلانية في نواياها، بشأن الضم والاستيطان، ورفض الدولة الفلسطينية حتى اجتثاث فكرة الدولة".
مشروع صهيوني استعماري
وأكد أبو علي أن المشروع الإسرائيلي مشروع صهيوني استعماري يزداد ضراوة مع الحكومة الإسرائيلية الحالية، مستدركاً "ولكن أيضاً يزداد الشعب الفلسطيني ومعه جموع الأمة العربية شعوباً ودولا،ً للتصدي لهذا الموقف، ولتعميق النضال والإصرار على مواصلته، لانتزاع الحقوق الوطنية وهزيمة المشروع الاستعماري الإسرائيلي".
ويرى أن هذه معركة وحرب مفتوحة، وتتحمل سلطات الاحتلال تبعاتها ونتائجها وانعكاساتها على المنظمة والعالم بأسره، مؤكداً أن السياسات الإسرائيلية مرفوضة ومدانة على مستوى أغلبية دول العالم.
وأوضح أبو علي أن سياسات إسرائيل وحكوماتها المتعاقبة، تشكل انتهاكاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي، وتحدياً للإرادة الدولية، محمّلاً المجتمع الدولي مسؤولية توفير نظام الأمن والحماية للفلسطينيين.
واستطرد: إن "هذه مسؤولية المجتمع الدولي أيضاً في انقاذ ما يمكن إنقاذه لنظام الأمن الجماعي العالمي، لحماية صرح السلام والأمن الدوليين لتأكيد مصداقية النظام الدولي".
القضية الفلسطينية قضية مركزية
اعتبر أبو علي أن موقف الجامعة العربية تجاه القضية الفلسطينية، انعكاس وتجسيد لمواقف الدول العربية الأعضاء، مضيفاً أن "تجسيد الموقف العربي المشترك الجماعي المعبر عن أولوية القضية الفلسطينية كقضية مركزية أولى بالنسبة للجامعة العربية، رغم أي انشغالات أو تحديات أخرى".
وتابع: "قد حافظت القضية الفلسطينية كونها القضية المركزية التي تحظى بالأولوية بالنسبة للدول العربية الأعضاء كافة ولجامعة الدول العربية، خاصة في مثل الظروف التي تتعرض فيها القضية الفلسطينية لتحديات جسيمة وتهديدات حقيقية".
وأوضح أبو علي أن "الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة وما تكتبه من عدوان مستمر، يستهدف الوجود والحقوق والمقدسات الفلسطينية، بهذه الهجمة الاستيطانية غير المسبوقة، وبهذا الإرهاب الذي يمارسه المستوطنون بصورة مستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة في مدينة القدس وشمال الضفة الغربية".
وبيّن أن الشعب الفلسطيني يواجه هذا الإرهاب المتمادي والمتصاعد الذي يعبر عن إرهابية الحكومة الإسرائيلية، منوهاً إلى أن حكومة اليمين المتطرف تمارس الإرهاب الممنهج الرسمي والمنظم ضد الوجود والحقوق الفلسطينية بسياسة إسرائيلية معلنة.
ومضى قائلاً: إن "الجامعة العربية تقوم بمسؤولياتها تجاه التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني من خلال تصديها للإجراءات الإسرائيلية، عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية والمنظمات الدولية، بتأكيد مواقفها ورفضها وإدانتها، وكذلك توفير متطلبات ومقومات الصمود ودعم نضال الشعب الفلسطيني على كافة المستويات".
متابعة مستمرة
وجدد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية تأكيده على أن الجامعة العربية مستمرة في دعم صمود ونضال الشعب الفلسطيني، في وجه الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المتواصل، مشيراً إلى أن هناك متابعة مستمرة من الجامعة، حول تنفيذ قرارات تم اتخاذها في مجالس الجامعة سابقاً.
وأردف: "نقوم بعملية متابعة مستمرة للقرارات التي اتخذتها مجالس الجامعة، بما في ذلك قرارات القمة العربية الأخيرة، المنعقدة بجدة في أراضي المملكة العربية السعودية، لتوفير أسباب الدعم ومواجهة الإرهاب والعدوان الإسرائيلي".
وأكد أبو علي أنه "حتى على مستوى وزراء الخارجية والمندوبين، الجلسات مفتوحة وفي حالة جاهزية للانعقاد، لمتابعة التطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية"، منوهاً إلى أن آخر جلسة في مجلس الأمن، بشأن تنفيذ القرار الخاص بالحماية الدولية وتوفير نظام حماية دولية في الأراضي الفلسطينية، والتي انعقدت الأسبوع الماضي، كانت بمشاركة وتنسيق وتكامل عربي.
الحماية الدولية أكثر إلحاحاً
ويرى أبو علي أن توفير نظام حماية دولية في الأراضي الفلسطينية، أكثر إلحاحاً اليوم، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر، والهجمة العنصرية المتطرفة ضد الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن ما يمر به الوضع الفلسطيني الآن، أكثر احتياجاً لتوفير هذا النظام.
وأكد أن عملية توفير الحماية للشعب الفلسطيني تحظى بأولوية في الحراك السياسي والدبلوماسي العربي، لافتاً إلى أن هناك جهود عربية تعمل باستمرار، لمزيد من تحصيل واكتساب الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، ودعم مسار انضمام دولة فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة.
وبحسب أبو علي فإن المسار القانوني والعدالة الدولية، يعتبر المحور مهماً بالنسبة للجهود التي تتابعها جامعة الدول العربية بشأن القضية الفلسطينية.