القدس - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - لا تزال جريمة إحراق المسجد الأقصى حاضرة في ذاكرة الكثير من الفلسطينيين، فبالرغم من مرور (50) عامًا على حادثة حريق المسجد الأقصى المبارك، إلا أنَّ الجريمة الإسرائيلية بمختلف مستوياتها ومسمياتها لا زالت مستمرة بحق أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
في يوم (21 أغسطس/آب 1969)، اقتحم متطرّف أسترالي الجنسية يدعى دينيس مايكل روهان المسجد الأقصى من باب الغوانمة، وأشعل النار في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى. وجاء ذلك في إطار سلسلة من الإجراءات التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي منذ عام (1948) بهدف طمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس.
وفي هذا السياق، يقول خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا: "إنَّ الحريق المشؤوم الذي حصل يوم الخميس في 21 / 8/1969 يمثّل جريمة نكراء لن تنسى".
وأضاف صبري في حوار خاص مع "النجاح الإخباري": "في كلّ عام نحيي هذه الذكرى لتبقى وصمة عار في جبين الاحتلال ونوعي الجماهير وبخاصة الأجيال الصاعدة التي لم تحضر هذه الجريمة"، مشيراً إلى أنَّ الحرائق لا تزال مشتعلة بالأقصى بسبب الأخطار المحدقة به".
وتابع: " إنَّ الجرائم الإسرائيلية بحق الأقصى مستمرة ومتلاحقة بحق الأقصى تتمثل باقتحامات اليهود المتطرفين لباحاته، والحفريات أسفل المسجد، الأقصى تحدق به الأخطار".
وأشار صبري إلى أنَّ وزير الأمن الداخلي صرّح قبل أيام أنَّه يسعى لتغيير الوضع القائم بالأقصى، يعني بذلك السماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى، مشدّدًا على أنَّ هذه التصريحات تنمّ عن النوايا المبيتة ضد الأقصى ونحن ندرك هذه الأخطار أولاً بأول وكلمتنا ستكون بالميدان.
وذكر الشيخ صبري أن على الفلسطينيين من الناحية الشعبية والمحلية شد الرحال للمسجد الأقصى والتواجد فيه، متسائلاً عن كثرة الأعداد في شهر رمضان وانقطاعها بقية العام.
وأردف قائلاً: إنّ التواجد هو الذي يحمي المسجد الأقصى بعد الله، وأنّ اعتداءات اليهود لن تُكسبهم أيَّ حق في المسجد الأقصى مهما غطرسوا ومهما اعتدوا واقتحموا".
وأكَّد خطيب المسجد الأقصى على أنَّ الفلسطينيين يقاومون الاحتلال بمستوى ومنطلق عقائدي، وأنَّه لا حاجة للفصائلية في الحماية عن المسجد الأقصى، معلّلاً أنَّ حماية الأقصى لا بد أن تصبَّ في صالح كلِّ فلسطيني عربي وإسلامي.
وأوضح: "لا يوجد لدينا فصائل ولا أحزاب، الكل ينطوي تحت مصلحة واحدة وهو حماية المسجد الأقصى.. لا نريد مزايدات ولا نريد تسجيل مصالح كما حدث في هبّة الأقصى، كلنا في خدمة الأقصى وحمايته دون أي تمييز".
وعن مواقف الدول العربي والإسلامية تجاه ما يحصل بالمسجد الأقصى، قال صبري: " لا نعوّل كثيراً على مواقف الدول العربية والإسلامية، نحن نعالج الأمور على أرض الواقع ولسنا بحاجة إلى شجب واستنكار وبيانات".
وأضاف: " نحن بحاجة لعمل، وبالتالي فإنَّ الواقع في الحرم لا يُرجى منه أي اعتبار وأي اعتماد على أحد من العرب والمسلمين وهم يتوجهون إلى التطبيع وهذا أمر يزيدنا ألمًا وأسفاً".
وتابع صبري: "يتوجَّب على العرب والمسلمين كافة، أن يتحملوا المسؤولية تجاه المسجد الأقصى لأنَّه لعموم المسلمين وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وسيحاسب الله كل من يقصر بحقه".