وفاء ناهل - النجاح الإخباري - حصد المعلم الفلسطيني جميل الدرباشي من مدرسة ذكور الخليل التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" على جائزة أفضل معلم مُلهم في العالم من مؤسسة "School Enterprise Challenge" البريطانية للعام 2018، ليؤكد من جديد أن المعلم الفلسطيني وبالرغم من كل الصعوبات يصنع نجاحاً غير مسبوق، ليس على مستوى فلسطين فقط بل على مستوى العالم.
وكان لموقع "النجاح الإخباري" حوار مع المعلم جميل الدرباشي حول هذا الانجاز .
"النجاح الإخباري": ما هي جائزة" أفضل معلم ملهم في العالم"؟
الدرباشي: " هي جائزة دولية تستهدف كل العالم تنظمها مؤسسة بريطانيا تعمل في جميع انحاء العالم تستهدف قطاع التعليم بشكل عام في كل أنحاء العالم، والجائزة تمنح لمبادرات تعليمية خلاقة داخل المدارس يقوم بها المعلم".
"النجاح الاخباري": كيف تمت مشاركتك بالمسابقة؟
الفكرة بدأت بداية 2017 ارسل طلب خاص بهذه الجائزة من أحد الاصدقاء من تونس، وتم الحديث عن كيفية التقدم لانها جائزة دولية، وأكدوا لنا أن عدد هائل من المؤسسات بالعالم يتقدمون لمثل هذه المسابقة، لم نتوقع أن نصل لهذه المرحلة".
"النجاح الاخباري": من أين جائت فكرة المبادرة؟
وفيما يتعلق بالظروف التي ساعدت على الخروج بهذه المبادرة يضيف الدرباشي:" ادرس في أحد المدارس التابعة لوكالة الغوث بمنطقة "سي" المنطقة الجنوبية لمدينة الخليل تحت السيطرة الاسرائيلية وقريبة من حاجز عسكري وتتعرض لمضايقات من قبل الاحتلال والمستوطنين، وفكرنا كيف يمكن أن نخدم المدرسة من خلال المبادرة، وكنا نعلم أن المنافسة عالية جداً، ولكننا مدركون ان المدرسة مهمة ويجب ان نوصل رسالتها".
"النجاح الاخباري": كيف بدأت بتطبيق المبادرة؟
كانت البداية التفكير بالشرائح التي سنستهدفها، وهذا جزء مهم حتى يتم قبول ترشحنا للجائزة فاستهدفنا الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة والطلاب المتسربين والمهددين بالتسرب والطلاب الذين يعيشون بضائقة اقتصادية واجتماعية".
"النجاح الاخباري": ما الذي يميز المبادرة عن غيرها ؟
ما يميز المبادرة ان الطلاب هم انفسهم الذين يعالجون زملائهم الطلبة ودور المعلم عملية رصد ومتابعة وتوثيق وتدريب وتوجيه، ولكن من يخرج الطلاب من الازمة طلاب والذين تتطبق عليهم المبادرة طلاب أيضاً، وتم قبول الفكرة للترشح وعندها كان أكثر من 20 ألف معلم قد اجتاز المرحلة الاولى".
"النجاح الاخباري": هل لك أن تطلعنا على المراحل التي مرت بها المبادرة؟
وفيما يتعلق بالمراحل التي مرت بها المبادرة يقول الدرباشي:" بعد ان اجتزنا المرحلة الاولى وتم قبول الفكرة، بدأنا باعداد خطة العمل والطلاب هم المحور الأساسي، والطلاب المستهدفين مهمشين والمنطقة مهمشة وقمنا بإعداد خطة عمل محكمة واستشرنا العديد من الاشخاص بالداخل والخارج، وقدمنا الخطة وبدأنا بالمرحلة التطبيقية وقبلت خطة العمل وبدأنا بالتنفيذ في 31/5، خلال هذه الفترة تعاونا مع شركاء دوليين، للمساعدة بالناحية المادية، وفي شهر 9 طلب منا التقرير النهائي وقدمناه وبشهر 11 تم التدقيق بوثائق المشروع".
"النجاح الاخباري": ما الذي حققته المبادرة للتعليم بالمدرسة؟
فكرة المبادرة اقتصادية ولكن يجب ان تنعكس على الطلاب، ما قمنا به هو أن مجموعة من الطلاب تعاونوا، ودفعت مجموعة منهم المال، بمقدار "شيكل" كل اسبوع واصبح هناك مبلغ مادي قمنا بتشغيله بمحل مجاور للمدرسة وحققنا أرباحاً ومن خلالها قمنا بشراء نظارات وسماعات طبية لذوي الاحتيجات الخاصة من الطلبة، والذين يتمتعون بالذكاء ولكن مشكلتهم الضعف بالسمع والرؤسة، واستطعنا أن نرفع نسبة التحصيل العلمي لديهم بنسبة 37%".
ويتابع الدرباشي:" كما استطعنا أن نوقف تسرب 12 طالباً الذي كانوا سيتوجهون لسوق العمل بسبب الوضع الاقتصادي السيء لعائلاتهم وتعاونا مع مؤسسة بهذا المجال حيث قدمت مشاريع صغيرة لعائلاتهم مقابل أن يعودوا للمدرسة، وبذلك أوقفنا العمالة الجزئية للاطفال بنسبة 120 طالباً، وفيما يتعلق بالجانب الاجتماعي تواصلنا مع انقاذ الطفل ليكون لدينا باحث اجتماعي يعمل على القضايا الاجتماعية، وبهذا كانت المبادرة شاملة، اجتماعية واقتصادية وتعليمية وصحية، ونجاح مدرسة بمنطقة مهمشة وتعايش ظروف صعبة".
"النجاح الاخباري": هل توقعت الفوز بالمرتبة الاولى؟
لم نتوقع ان نفوز وتم الاتصال بنا عن طريق الايميل الرسمي قبل اعلان النتائج بعشر ساعات وتم سؤالنا اذا كنا نريد ان يوضع بجانب المدرسة الأنوروا أو فلسطين واخترنا فلسطين لأن المسابقة دولية، وكان هذا أحد المؤشرات على الفوز ولكن مع ذلك لم نتوقع وخلال المؤتمر الصحفي تم الاعلان عن ثلاثة مدارس من ضمنها مدرستنا وتم فوزي بالمسابقة".
"النجاح الاخباري": هل لك أن تشرح لنا عن لقب سفير متنقل لتحسين التعليم بالمناطق النائية؟
لقب السفير المتنقل يمنح لكل شخص يفوز لمدة سنتين حيث يتجول بالعالم في المناطق التي تحتاج لتطوير التعليم، ويقوم بدراستها ويقدم تصويات للمؤسسة والتي تساعد بتحسين قدرات المعلمين، لكن بالنسبة لي كمعلم فلسطيني سأركز على المناطق "سي" والاغوار والمناطق البدوية بالقدس ويطا وغزة، اضافة لذلك سأخرج لزيارات دولية أيضاً".
"النجاح الاخباري": ما اهم المعاير التي تم اعتمادها في اختيار الفائز؟
أهم المعايير التي تم اعتمادها الى اي درجة اثر المشروع واعطى نتيجة واثر على تحسين واقع التعليم بالمدرسة وكوني ناشط في مؤسسات المجتمع المدني وكنت مدير تنفيذ في احدى المؤسسات ورئيس مجلس ادراة احدى المؤسسات واعمل على تجميد اموال بشكل محترف، كل هذه الخبرات ساعدتني فأي معلم لديه فكرة لكن احيانا تكون المشكلة بعدم القدرة على صياغتها بشكل صحيح".
"النجاح الاخباري": حدثنا عن الصعوبات التي واجهتك في تطبيق المبادرة؟
أهم الصعوبات كانت التخوف من قبل المدرسة بعدم نجاح المبادرة كونها بسيطة، وبدأت بالمشروع عندما جئت للمدرسة، و كان هناك عزوف من المجتمع المحلي عن المدرسة وبدات اعمل على تهيئة المجتمع المحلي لقبول الفكرة،ولم أبدأ مباشرة واهم شيء هو تهيئة المجتمع المحلي، واضافة الى ما حققته المبادرة قمنا ايضا بتأسيس أفضل غرفة مصادر بالمدرسة على مستوى فلسطين، وكذلك تم تأسيس حديقة للطلاب".
"النجاح الاخباري": ما العوامل التي ساعدت على نجاح المبادرة؟
على الشخص ان يكون مؤمناً برسالته، وان يسعى للوصول لهدفه دون تخوف".
"النجاح الاخباري": متى سيتم تسلم الجائزة؟
سيكون هناك احتفال في السابع والعشرين من اذار القادم، سيتم خلاله تسلمي للجائزة، وعندما سالت أن يكون الممثل من وكالة الغوث أو وزارة التربية والتعليم أخترت ان يكون وزير التربية والتعليم، لأننا نتحدث هنا عن دولة فلسطين".