هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - كشف عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير ، قيس عبد الكريم (أبو ليلى) أن اجتماع المجلس المركزي المقرر عقده في 14 من الشهر الجاري سيتخذ قرارات في عدة قضايا مطروحة للنقاش، تتعلق بالتطورات الفلسطينية في ضوء التغيرات التي طرأت على القضية الفلسطينية ومسارها بعد اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لاسرائيل، إضافة إلى الخطوات الاخيرة التي اتخذت من قبل اسرائيل سواء بقرار ضم الضفة أو القانون الذي اصدره الكنيست بشأن تقسيم القدس، ووضع شروط تعجيزية للتنازل عن اي جزء من القدس.
وصرح أبو ليلى في حوار شامل مع "النجاح الإخباري" الاثنين بأن المركزي سيناقش الإنتقال الى استراتيجية وطنية جديدة تأخذ بعين الاعتبار كل هذه التحولات، وتحافظ على الحقوق الوطنية الفلسطينية في اطار النضال من اجل الوصول في المقاومة الشعبية الى مستوى الانتفاضة.
ونوه إلى أنه سيتم إعادة تحكيم العلاقة مع إسرائيل على قاعدة القرارات التي اتخذت في الدورة السابقة للمجلس المركزي بوقف التنسيق الأمني، وسحب الإعتراف باسرائيل، بحيث إنهاء العلاقة مع إسرائيل بكافة تفاصيلها.
وأكد دعمه إلى ضرورة اتخاذ مثل هذه القرارات الحاسمة، قائلا "الوضع بات يتطلب مغادرة مربعات الانتظار والرهانات الخاسرة والاقدام على الخطوات التي تكفل ردع التوسع الاستيطاني الاسرائيلي، ووقف هذا الانحياز الامريكي لجانب اسرائيل".
حل السلطة أمر غير وارد
وحول دور السلطة، أكد أبو ليلى أن اتخاذا القرارات السابقة سيؤدي إلى تحرر السلطة من الالتزامات التي أمليت عليها بموجب اتفاقيات أوسلو سواء في المجال الأمني او الاقتصادي.
وأشار إلى أن السلطة ستنهض بوظيفة جديدة، وهي تعزيز صمود المجتمع وتمكينه لمواصلة نضاله والفوز بمعركة الاستقلال.
وأكد أن حل السلطة ليس امرا مطروحا، قائلا "إنه غير واقعي، والمطلوب ليس حل السلطة وانما توظيف السلطة كأداة من اجل تمكين فلسطين وممارسة سيادتها على ارضها، وتعزيز صمود الشعب في نضاله المتواصل ضد الاحتلال.
حماس تدرس أجندة المركزي
وصرح بأن حماس أبلغت بأجندة المجلس المركزي، وما زالت تدرس المشاركة، مؤكدا أنهم لم يبلغوا باتخاذ حماس قرار حتى اللحظة.
وتكمن أهمية مشاركة حركتي حماس والجهاد، وفقا لما ذكره أبو ليلى في التأكيد على وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة التطورات الجوهرية التي طرأت على القضية، إضافة إلى تطوير وتعجيل مسار المصالحة والاسراع بدخول حماس والجهاد كفصائل معترف بها في منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
ما بعد أجتماع "المركزي"
وحول الإجراءات التي ستتبع المركزي أوضح أبو ليلى أنه من المبكر الحديث عن الاجراءات إلا أنه لابد من اتخاذ عدد من الخطوات الفورية للبت بها وتنفيذها، والخطوة الأولى هي احالة الجرائم الاسرائيلية الى محكمة الجنايات الدولية للمساءلة امام العدالة.
وأضاف أن الخطوة الثانية هي الإنضمام الفوري لمؤسسات الامم المتحدة التي كانت تؤكد الولايات انها ستنسحب منها اذا انضمت لها فلسطين.
أما عن الخطوة الثالثة، لإاشار أبو ليلى إلى ضرورة تنفيذ القرارات المتعلقة باسرائيل بوقف التنسيق الأمني بكل أشكاله، والبدء بالانفكاك التدريجي عن التبعية الاقتصادية للاحتلال من خلال مقاطعة البضائع الإسرائيلية.
المصالحة في خطر
وأشار إلى أن المصالحة في خطر وتدور في دوائر ضيقةداعيا إلى فتح افاق جديدة والارتقاء لمستوى الوحدة الشاملة وانخراط الجميع باطار المنظمة لتمكينها من قيامها بدورها كقيادة شاملة بكل مكوناتها السياسية.
واختتم أبو ليلى حديثه مع "النجاح الإخباري" لافتا إلى أن الخطوات التي تتخذها إسرائيل من أجل المزيد من الدماء والتوسع الاستيطاني في القدس والضفة، مطالبا بضرورة إعادة النظر في مجمل المسار الذي انتهجناه على امتداد ربع القرن الاخير والذي انتهى الى طريق مسدود تماما، خاصة بعد خروج الولايات المتحدة من اطار الوساطة والرعاية في العملية السياسية.