نابلس - وكالات - النجاح الإخباري - انطلقت اليوم الاثنين، أعمال الدورة السابعة والثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في مقر الجمعية الأممية في مدينة نيويورك، والتي يتغيب عدد من زعماء العالم البارزين عنها هذا العام، بما في ذلك زعماء روسيا وفرنسا وبريطانيا والصين.
ومع ذلك، يعتقد الخبراء أن هناك العديد من الديناميكيات المثيرة للاهتمام التي يجب مراقبتها بين رؤساء الدول والدبلوماسيين وقادة الأعمال والمنظمات غير الحكومية، وحتى أفراد من عائلات مالكة، حيث يشمل الحضور الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ويقدم منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة للرئيس الأميركي بايدن مكانًا مثاليًا لإظهار أنه، على الرغم من جهوده لتحويل تركيز الولايات المتحدة إلى الصين، فإنه لا يتخلى عن المناطق الرئيسية الأخرى، مثل منطقة الشرق الأوسط.
وتلقى كلمات البرازيل، الولايات المتحدة ، وأوكرانيا ، والأردن ، ومصر، وقطر وتركيا وإيران يوم الثلاثاء، 19 أيلول، وفلسطين وإسرائيل والصين يوم الخميس، 21 أيلول، وروسيا، والمملكة العربية السعودية ودولة الأمارات العربية، يوم السبت 23 أيلول، وسوريا الثلاثاء، 26 أيلول 2023.
ولا يتضمن مخطط البيت الأبيض لجدول أعمال الرئيس بايدن حتى الآن (الذي اطلعت عليه "القدس" وفق ما شاركه البيت الأبيض مع الصحفيين) العديد من الاجتماعات الثنائية مع قادة الشرق الأوسط، لكنه-يحسب مصادر إعلامية- قد يلتقي بعضهم، مثل الرئيس التركي أردوغان وأمير قطر، تميم، في أماكن أقل رسمية مثل حفلات الاستقبال.
وبحسب ما علمت "القدس" دوت كوم ، فإن هناك موضوع ذات أهمية كبيرة ، وهو اتفاق التطبيع الذي به فريق بايدن نحو علاقات دبلوماسية بين والمملكة العربية السعودية، وإسرائيل ، على الرغم من أن صحيفة "إيلاف" السعودية كشفت الأحد أن المملكة العربية السعودية أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بقرارها وقف جميع محادثات تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ناسبة الخبر إلى مسؤول إسرائيلي في مكتب رئيس وزراء إسرائيل، كون أن الطبيعة "المتطرفة" للحكومة اليمينية في إسرائيل بقيادة رئيس نتنياهو "تنسف أي إمكانية للتقارب مع الفلسطينيين، وبالتالي مع السعوديين".
ومن المتوقع أن يعقد بايدن اجتماعا ثنائيا مع رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذا في الواقع خذلان لنتنياهو، الذي يريد دعوة إلى البيت الأبيض.
لكن بايدن يشعر بالقلق من جهود حكومة نتنياهو لإصلاح "السلطة القضائية الإسرائيلية"، والتي يحتج عليها العديد من الإسرائيليين باعتبارها غير ديمقراطية. ويبدو أنه غير راغب في مطالبة الزعيم الإسرائيلي بزيارة واشنطن في الوقت الحالي بحسب كافة التقارير.
يذكر أن بايدن صافح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قمة مجموعة العشرين هذا الشهر في نيودلهي، في أحدث إشارة إلى أن ولي العهد السعودي تمكن من إعادة العلاقات التاريخية المتينة مع الولايات المتحدة، رغم ضغوطات الليبراليين الجدد في واشنطن، الذين يريدون من بايدن أن يبقى على تعهداته في معاملة ولي العهد السعودي على أنه "شخص مارق" بسبب مزاعم عن وضع حقوق الإنسان في المملكة.
ويأتي اهتمام بايدن الحالي في الشرق الأوسط في الوقت الذي تقدم فيه الصين نفسها كصانع سلام محتمل في المنطقة. وقد دفعت بكين بالفعل إلى تحقيق تقارب دبلوماسي بين المملكة العربية السعودية وإيران، كما أشارت إلى أن بإمكانها العمل من أجل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ولم يعرف بعد ما إذا كان بايدن أو وزير خارجيته، آنتوني بلينكن سييعقدان أي اجتماعات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقد رد الناطق الرسمي باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر على سؤال مراسل القدس بهذا الخصوص بالقول "لا أعرف عن البيت الأبيض، ولكن الجدول للقاءات التي قد يعقدها الوزير بلينكن لم تكتمل بعد".
ووفقاً لمراسل موقع القدس دوت كوم، أنه يعتقد أنه سيكون هناك اجتماع ما على هامش الجمعية العامة بين مسؤول أميركي ومسؤول فلسطيني.
كما يذكر أن الرئيس الأميركي بايدن ، ساعد في قمة العشرين على إطلاق "مبادرة كبرى للبنية التحتية تربط بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا" وهو ما يتوقع الخبراء أنها ستكون أمرا سيتم بحثه بشكل ما في نيويورك على هامش الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويخطط الرئيس الأوكراني زيلينسكي لانخراط شخصيً مع زعماء العالم في اجتماع هذا العام، حيث يسعى لعقد أكبر عدد ممكن من الاجتماعات الشخصية مع زعماء أميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا، في محاولة لإقناع هذه الدول بالوقوف إلى جانب أوكرانيا ضد روسيا.
وقد تعتمد كيفية رد روسيا على الدبلوماسيين الذين يرغبون في رؤيتهم مع الممثل الروسي، وهو (على الأرجح) وزير الخارجية سيرغي لافروف.
ومن المرجح أن يحاول لافروف أيضًا عقد العديد من هذه اللقاءات، على الأقل لضمان بقاء دول معينة على الحياد.
يذكر أنه في العام الماضي، لم يعقد لافروف الكثير من اللقاءات بسبب الضغوطات الأميركية على المشاركين، الأمر الذي يبدو أنه قد تغير هذا العام ، خاصة في إطار وجود زيلينسكي ، حيث أن زعماء العالم الذين سيجتمعون بالرئيس الأوكراني هذا العام، قد يشعرون بأنهم مضطرون إلى رؤية لافروف أيضًا، إذا كانوا عازمين على تجنب الانحياز إلى أحد الجانبين.
ومن المتوقع أن ترتفع وتيرة المشاحنات اللفظية بين أميركا ومعسكرها، مع الدول الأفريقية هذا العام بسبب الانقلابات العسكرية التي هزت القارة، والتي وقعت النيجر والجابون الأشهر القليلة الماضية فقط.