وكالات - النجاح الإخباري -  في تهديد مباشر لحياة ملايين الأشخاص الذين ما زالوا يعتمدون على خط الإمداد الحيوي الذي توفره المساعدات الإنسانية العابرة للحدود في شمال غرب سوريا، فشل مجلس الأمن في التوصل إلى تصويت لتمديد آلية الأمم المتحدة لإدخال المساعدات الإنسانية الحيوية عبر الحدود إلى شمال سوريا التي انتهى مفعولها الإثنين، بانتظار مفاوضات جديدة من مجلس الأمن الدولي لدخول قرار جديد حيز التنفيذ، حيث من المقرر أن يعقد المجلس جلسته بهذا الصدد مساء الثلاثاء 11 من تموز.
وتدفع موسكو ومن خلفها النظام السوري، بأن تمر المساعدات عبر دمشق الواقعة تحت سيطرته ومن ثمّ تقديمها عبر خطوط الجبهة للمناطق المحتاجة في شمال وشمال غرب سوريا، وهو ما يعرف بالمساعدات عبر “الخطوط” مقابل المساعدات عبر “الحدود”.
وذكرت وكالة “الأناضول” التركية أن المشكلة تكمن في وجود مشروعَي قرارَين منفصلَين حول الموضوع ذاته، الأول سويسري- برازيلي، والثاني روسي، حيث طرحت سويسرا والبرازيل مقترحا مدته تسعة أشهر.
وينص المقترح السويسري- البرازيلي على تمديد تمرير المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدة عام كامل، من معابر “باب الهوى” و”الراعي” و”باب السلامة”، تماشيًا مع مطالبة منظمات وشخصيات عاملة في الشأن الإنساني على مستوى الأمم المتحدة، كما ينص المقترح الروسي على التمديد لستة أشهر فقط، من معبر “باب الهوى” فقط.
وخلّف النزاع المسلح المستمر في سوريا منذ 12 عاما، 13,4 مليون من السوريين المحتاجين، 12,4 مليون يعانون من انعدام الأمن الغذائي، 6,7 مليون مصنفون بأنهم نازحون داخليا، والباقي من اللاجئين، في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وحول عواقب فشل مجلس الأمن في التوصل إلى تصويت لتمديد آلية الأمم المتحدة لإدخال المساعدات الإنسانية الحيوية عبر الحدود إلى شمال سوريا، يقول المعارض السوري والمحامي عبد الناصر حوشان لـ “القدس العربي” إن بازار المساومات والابتزاز السياسي يتجدد كل ستة أشهر مع قرب انتهاء تفويض مجلس الأمن الدولي لتمرير المساعدات عبر الحدود 2 حيث النظام وحلفاؤه من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من جهة أخرى.
وبينما يدفع الشعب السوري شمال غربي سوريا ثمن هذا المزاد، كان النظام السوري وفق المتحدث “قد استبق الأمر مستغلا كارثة الزلزال ليعلن موافقته على فتح معبري باب السلامة والراعي لمدة ثلاثة أشهر وحصل مقابلها على إلغاء العمل بقانون قيصر لمدة ستة أشهر وتساهل الدول العربية والأوربية معه”.
وتوقع المتحدث أن تكون الصفقة اليوم “على الشكل التالي سيتوافق روسيا على تمرير القرار لمدة 6 أشهر ومن معبر باب الهوى فقط مقابل تمديد فتره إلغاء العمل بقانون قيصر ورفع بعض العقوبات الدولية وعدم عرقلة خطوات التطبيع العربي مع نظام الأسد، كما سيدفع الروس لزيادة حجم المساعدات عبر خطوط التماس لفرض شرعية النظام في تعامله مع الأمم المتحدة في برنامج الغداء العالمي الذي يتم تمرير المساعدة عن طريقه”.وقالت وكالة الأنباء الفرنسية، إن مجلس الأمن فشل في التوصل إلى تصويت لتمديد آلية الأمم المتحدة لإدخال المساعدات الإنسانية الحيوية عبر الحدود إلى شمال سوريا.
ويحاول أعضاء مجلس الأمن منذ أيام إيجاد تفاهم لتمديد هذه الآلية التي تسمح للأمم المتحدة بإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا من دون الحصول على موافقة النظام السوري.
وقالت الرئاسة البريطانية لمجلس الأمن إن التصويت الذي كان مقررا الجمعة أرجئ إلى الاثنين تم أجل مجددا إلى صباح الثلاثاء. وفي وقت سابق، قالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربرا وودورد التي تتولى رئاسة مجلس الأمن لشهر تموز/يوليو “المفتاح هو إيجاد تفاهم”. وأضافت الدبلوماسية “نريد أن نبذل كل ما في وسعنا من أجل 4,1 ملايين سوري في حاجة ماسة إلى المساعدة”.