وكالات - النجاح الإخباري - بدأت روسيا عملية عسكرية واسعة في أوكرانيا، حيث سيطرت على مناطق جديدة في الشرق والجنوب والشمال، وشنت ضربات جوية وصاروخية على مواقع عسكرية ومدنية في مختلف أنحاء البلاد. وقالت موسكو إن العملية تهدف إلى حماية المواطنين الروس والمتحدثين بالروسية من "الإرهاب" الأوكراني، بينما اتهمت كييف موسكو بـ "العدوان" و"الغزو". وأعلنت أوكرانيا حالة الطوارئ وطلبت المساعدة من حلفائها الغربيين، الذين أدانوا التصعيد الروسي وفرضوا عقوبات جديدة على روسيا.

الجبهات المفتوحة

بحسب المصادر الروسية والأوكرانية، فإن القوات الروسية تهاجم من ثلاث جهات رئيسية:

  • من شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014، حيث تقدمت القوات الروسية نحو مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا، وقطعت خط إمداد الماء إلى القرم.
  • من شرق أوكرانيا، حيث تدعم روسيا المتمردين الموالين لها في منطقتي دونباس ولوغانسك، وحاولت كسر خط الجبهة المشترك مع الجيش الأوكراني، والتقدم نحو مدينة ماريوبول المطلة على بحر آزوف.
  • من شمال أوكرانيا، حيث دخلت قافلة عسكرية روسية من بيلاروس، التي تحظى بدعم رئيسها ألكسندر لوكاشينكو لروسيا، واتجهت نحو مدينة تشيرنيغوف في شمال شرق أوكرانيا.

الضحايا والخسائر

لا تزال حصيلة الضحايا والخسائر غير مؤكدة، لكن التقارير تشير إلى سقوط المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين والجنود من الجانبين. كما تعرضت البنية التحتية الأوكرانية لأضرار كبيرة، بما في ذلك محطات الكهرباء والمياه والاتصالات والمطارات والجسور. وقالت أوكرانيا إن روسيا أسقطت طائرة شحن عسكرية أمريكية من طراز سي-17 كانت تقل مساعدات إنسانية إلى مدينة دنيبرو، مما أدى إلى مقتل جميع أفراد طاقمها البالغ عددهم 12 شخصا. وقالت روسيا إنها دمرت عدة دبابات ومدافع وطائرات مسيرة تابعة للناتو، التي كانت تدعم الجيش الأوكراني.

الردود الدولية

أثارت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ردود فعل قوية من المجتمع الدولي، حيث دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) روسيا إلى وقف فوري لإطلاق النار وسحب قواتها من أوكرانيا. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن "روسيا تخالف قواعد النظام الدولي"، وأن "الولايات المتحدة تقف إلى جانب أوكرانيا في هذه اللحظة الحاسمة". وأعلن بايدن عن فرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا، تشمل حظر صادرات النفط والغاز والذهب والألماس والفضة، وتجميد أصول كبار المسؤولين الروس. كما قال بايدن إنه سيرسل مزيدا من المستشارين العسكريين والأسلحة لأوكرانيا، لكنه استبعد إرسال قوات قتالية. من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "روسيا تدافع عن حقها في حماية شعبها"، وأن "أوكرانيا هي التي بدأت العداء". وقال بوتين إن "روسيا لن تستسلم للابتزاز والضغط"، وأن "روسيا لديها قوة كافية لصده أعدائه". وقال بوتين إنه مستعد للحوار مع بايدن، لكنه شرط أن يكون على أساس "المساواة والاحترام".

آفاق المستقبل

لا تزال حالة التصعيد مستمرة بين روسيا وأوكرانيا، في ظل غياب أفق لحل سلمي للأزمة. وتخشى بعض الدول المجاورة من احتمال امتداد الصراع إلى أراضيها، خصوصا بولندا