وكالة أنباء العالم العربي - النجاح الإخباري - أفادت وكالة أنباء الأناضول اليوم الأحد بحصول الرئيس رجب طيب أردوغان على نحو 53.62% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، بعد فرز أكثر من 30% بالمئة من الأصوات، بينما حصل منافسه كمال كليتشدار أوغلو على حوالي 40.42%، وفق نتائج أولية.
وبدأت في وقت سابق اليوم عملية فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية والتشريعية التركية بعد إغلاق صناديق الاقتراع وسط مشاركة واسعة من قبل الناخبين الأتراك.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تويتر "لقد انتهت العملية الانتخابية بشكل ديمقراطي نفخر به، سنحمي الإرادة الشعبية حتى صدور النتائج النهائية".
وذكر نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي أن هناك إقبالا كبيرا على التصويت في الانتخابات في كافة المدن التركية.
ودعا مرشح حزب الأمة في الانتخابات الرئاسية كمال كليتشدار أوغلو أنصاره في تغريدة على تويتر إلى اليقظة حتى انتهاء عمليات الفرز وصدور النتائج.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن رئيس لجنة الانتخابات قوله إن عملية التصويت انتهت دون "أي مشاكل".
وذكر نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، أن مراكز الاقتراع شهدت إقبالا كبيرا من الناخبين في كافة المدن.
ووصفت انتخابات اليوم الأحد بأنها "مصيرية"، وربما كانت أهم انتخابات في تاريخ البلاد على الإطلاق، وسط حالة من الاستقطاب والتحالفات السياسية لم تشهدها البلاد منذ تأسيس الجمهورية عام 1923.
وأدلى الناخبون بأصواتهم في أكثر من 191 ألف صندوق اقتراع في جميع أنحاء تركيا من أجل انتخاب رئيس للبلاد لمدة خمس سنوات، واختيار أعضاء البرلمان.
وقد تُغيّر الانتخابات من وجه تركيا وهويّتها على المستويين الداخلي والخارجي، كما ستحدد مصيرها في السنوات الخمس القادمة بعد سيطرة حزب العدالة والتنمية - بزعامة أردوغان - على مقاليد الحكم منذ 21 عاما.
ويتنافس في السباق الرئاسي ثلاثة مرشحين بعد انسحاب رئيس حزب البلد المعارض محرم إنجه قبل ثلاثة أيام من موعد الاقتراع.
والمرشحون الثلاثة هم أردوغان مرشح (تحالف الشعب)، وكمال كليتشدار أوغلو مرشح (تحالف الأمة)، وسنان أوغان مرشح تحالف (أتا) أو (الأجداد) القومي.
ويتمتع بحق التصويت 60 مليونا و697 ألفا و843 ناخبا، منهم 4 ملايين و904 آلاف و672 ناخبا سيكون من حقهم التصويت لأول مرة.
ويخوض 24 حزبا سياسيا و151 مرشحا مستقلا السباق الانتخابي على 600 مقعد برلماني.
* سكان مناطق الزلزال والمغتربون
ورغم تراجع شعبية أردوغان في الولايات الجنوبية عقب زلزال السادس من فبراير شباط الماضي، لا يمكن إنكار قوة حزب العدالة والتنمية الحاكم ورئيسه في الولايات المنكوبة خاصة في مرعش وعنتاب وأورفا وكلس وآدي يمان وعثمانية.
وأقيمت مراكز اقتراع داخل مساكن مسبقة التجهيز في المناطق المتضررة من الزلزال وسط إقبال كبير على التصويت من المواطنين.
واتخذت الهيئة العليا للانتخابات التركية، تدابير مختلفة في 11 ولاية متضررة من كارثة الزلزال لضمان تصويت المواطنين دون أي عوائق.
أما المغتربون الأتراك في خارج البلاد، فقد أدلوا بأصواتهم يوم الثلاثاء الماضي بمشاركة تعد الأعلى منذ عام 2011. وقد أدلوا بالأصوات في 151 ممثلية و16 مركزا في 73 دولة.
وتحتل أصوات الناخبين فى الخارج المركز الرابع بعد إسطنبول وأنقرة وإزمير، إذ يبلغ عدد الناخبين المغتربين 3.4 مليون ناخب.
ووفقا للجنة التركية العليا للانتخابات، أدلى مليون و817 ألفا و10 ناخبين بأصواتهم فى الخارج. وتجاوزت نسبة إقبال الناخبين فى الخارج 53 بالمئة.
وجرى إحضار أصوات المغتربين إلى تركيا عن طريق البريد الجوي وسيجري احتسابها في نفس الوقت مع الأصوات المدلى بها في تركيا.
* تجييش واستقطاب
وخلال الفترة الماضية، شهدت تركيا تجييشا إعلاميا وسياسيا غير معهود، وزار المرشحون أغلب المدن والمناطق التركية لحث الناخبين على التصويت لهم ودعم استراتيجياتهم لحكم تركيا في السنوات القادمة.
وكما أن هذه الانتخابات مصيرية بالنسبة لتركيا وشعبها، فهي أيضا مصيرية بالنسبة لأبرز المترشحين فيها.
فخسارتها بالنسبة لأردوغان (69 عاما) لن تقضي على حياته السياسية فحسب، بل ستطوي صفحة عقدين من الحكم والتفرد بالسلطة. وهو يسعى لأن يربح السباق الانتخابي من الجولة الأولى، وعدم الاضطرار للتوجه إلى الجولة الثانية في الثامن والعشرين من الشهر الحالي.
أما الخسارة بالنسبة لمنافسه القوي كليتشدار أوغلو، فتعني تفويت فرصة لن تتكرر في العهد القريب بعد أن التفت حوله أطياف المعارضة التركية.
وعمل كليتشدار أوغلو على إدراج مرشحين للبرلمان من أربعة أحزاب صغيرة - من بينها أحزاب محافظة تُحسب على التيار الإسلامي - على قوائم حزب الشعب الجمهوري للانتخابات البرلمانية، على الرغم من أن الشخصيات التي تقود هذه الأحزاب لديها ماض شديد العداوة معه هو شخصيا.
أما المنافس الثالث على كرسي الرئاسة التركية سنان أوغان، فقد اتخذ شعار (أوغان قادم) عنوانا لحملته.
وتُعد حظوظه بالظفر بكرسي الرئاسة ضئيلة جدا مقارنة بمنافسَيه أردوغان وكليتشدار أوغلو وفق ما أشارت إليه معطيات ودراسات مؤسسات استطلاع الرأي في تركيا.