وكالات - النجاح الإخباري - في اطار التحركات الخارجية المرتبطة بالاستحقاق الرئاسي ومنها استدعاء قصر الاليزيه المرشح سليمان فرنجية وزيارة مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية باربرا ليف وجولة السفير السعودي وليد البخاري، يصل إلى بيروت في الساعات القليلة المقبلة وزير الدولة لشؤون الخارجية القطرية الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي للقاء عدد من المسؤولين اللبنانيين في طليعتهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.
وتترقّب الاوساط ما سيحمله الموفد القطري في زيارته خصوصاً أن دولة قطر كانت عضواً في اللقاء الخماسي الذي انعقد حول لبنان إلى جانب فرنسا والسعودية والولايات المتحدة الامريكية ومصر، وسبق لها أن وقفت إلى جانب لبنان ورعت اتفاق القيادات اللبنانيين في الدوحة عام 2008، وتتولى دعم مؤسسة الجيش لتبقى صامدة.
ويترافق التحرك القطري مع مسعى فرنسي لتسويق مقايضة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة اصطدمت برفض سعودي وبرفض داخلي من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي، قبل أن تتطور المبادرة الفرنسية لطلب ضمانات من فرنجية بهدف إرضاء السعودية وطمأنتها. ومن بين هذه الضمانات الالتزام بالعمل على استراتيجية دفاعية لسلاح حزب الله والموافقة على خطة صندوق النقد الدولي، إلا أن الرياض ما زالت تعتبر أن لا شيء اسمه ضمانات بدليل التجارب السابقة وما تخللها من انقلاب على الوعود والتعهدات ومن استخدام للثلث المعطل لتطيير حكومة الرئيس سعد الحريري وعدم التزام حزب الله بإعلان بعبدا، اضافة إلى آخر تجربة في عهد الرئيس ميشال عون حيث تمت تسوية مماثلة وكان الرئيس عون محسوباً على محور الممانعة والرئيس الحريري محسوباً على المحور الآخر وواجه ما واجهه من تعقيدات ومن انقلاب عليه ومن تهجّم على الدول الخليجية ومن قتال لحزب الله في سوريا والعراق واليمن.
وفي ما يُعتبر رداً على محاولة إلزام فرنجية بالموافقة على خطة صندوق النقد، تحدث حزب الله على لسان رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد عن شروط يريد البعض أن يلتزم بها الرئيس الجديد وهذا مرفوض، وعلّق على طرح أسماء توافقية بخلفية اقتصادية مثل جهاد أزعور فقال “هناك خبر نُشر في إحدى الصحف ولم يتطرق له البعض وهو أن الإدارة الأمريكية غيّرت وجهة نظرها تجاه مرشح الرئاسة في لبنان وهي لا تُفكر بشخصيات ممن اعتاد عليها الجمهور اللبناني بل تفكر بشخصية لها خلفية اقتصادية”، فسأل: “ماذا يعني لديه خلفية اقتصادية؟ يعني أن البنك الدولي يستطيع أن يتفاهم معه، كما صندوق النقد الدولي، لمصلحة التعليمات والتوجيهات والسياسات التي يرسمها النافذون الاستكباريون للعالم من خلال هذه المؤسسات الاقتصادية الدولية”. واضاف رعد: “نحن دعمنا مرشحاً قادراً على أن يعبر بالبلد في هذه المرحلة بأكثر ما يمكن أن يتوهم المرء من انجازات وبأقل ما يمكن أن يدفع من ضريبة”، وختم “نحن منفتحون على الحوار مع الآخرين لكن أين هو المرشح الآخر؟ هم يعطلون ويؤخرون هذا الاستحقاق ويراهنون على وصول كلمة سر من الخارج ونحن لا نراهن على الخارج بل على دعاء المخلصين من أبناء شعبنا”.
في المقابل، صدر عن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع موقف تصعيدي في ذكرى حرب زحلة في مواجهة القوات السورية، حيث هاجم التركيبة السياسية في البلد، وقال “هذه التركيبة تشكل بيئة حاضنة مثالية “لتْفَقِّس” وتستشري فيها أكثر كل انواع الأزمات والتحديات، مثلما نشهد في موضوع الفراغ الرئاسي، إذ يتحدثون عن حوار وتفاهم، فيما قرّروا سلفاً من يريدون، تبعاً للطريقة التي يبغون”.
وتوجّه إلى “من يبتزّنا ككل مرة، ويخيّرنا بين المرشح التابع له أو الفراغ” قائلاً: “روح بلّط البحر” لأن أي مرشح من محور الممانعة، مهما كان اسمه أو هويته هو الفراغ بحدّ ذاته، ولن يكون عهده إلا تتمة للجزء الأول من العهد السابق”، مذكّراً “أن محور الممانعة تسلّم الرئاسة مرة، ودمَّر البلد ألف مرة ومرة، لذا حان الوقت كي يبتعد ويفسح المجال أمام اللبنانيين الشرَفاء الإِصلاحيين السياديين ليُخرجوا الشعب من هذا الآتون الذي تسبّب به هذا المحور، بدل أن يسعى إلى حوارات لطرح مرشحين والإتيان برؤساء أو إلى التفاوض حول شكل الحكومة العتيدة، فهذه المرة “لن نترك الفاجر ياكل مال التاجر”، مستشهداً بقول أهالي زحلة لجيش الأسد “ع زحلة ما بتفوتوا” ليردّد: “هيك منقول لمحور الممانعة، عالقصر ما بتفوتوا”.
وتوقف جعجع عند الجلسات النيابية، مذكّراً “أننا شاركنا 11 مرة في الجلسات وانتخاب مرشح واضح الهوية، بينما هم وضعوا أوراقاً بيضاء واشباحاً في الدورة الاولى ليعطلوا النصاب في الدورة الثانية وكأنهم “لا بيحسّوا عدمّن ولا بيذوقوا” كما لا يراجعون نتائج خطواتهم التعطيلية منذ عام 2006 إلى الآن ويتجاهلون ثمن سياساتهم على البلد وجشعهم وفشلهم وحبهم للسلطة وتمسكهم بسلاح غير شرعي”. وأضاف “من يريد الدويلة والسلاح غير الشرعي “يعملن عندو” لأننا نريد دولة تؤمن ابسط الحقوق لمواطنيها، إذ من غير المسموح من الآن وصاعداً أن نسمع بحوادث انتحار بسبب القهر والهجرة جراء اليأس”.
وكان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ترأس في أحد الشعانين قداساً في بكركي بالتزامن مع احتفالات في معظم المناطق اللبنانية. ولفت الراعي إلى “أننا نستعد مع السادة النواب المسيحيين لخلوة روحية لنستمع معاً إلى كلام الله ونكرّس الباقي للصلاة والتأمل، وسنصلّي معاً من اجل لبنان وخلاصه من أزماته السياسية والاجتماعية والاقتصادية”، مضيفاً “ليعلم السياسيون وعلى رأسهم نواب الأمة أن ضامن السياسة الصالحة هو انتخاب رئيس جمهورية لكي تنتظم معه المؤسسات الدستورية”.