وكالات - النجاح الإخباري - أدى تراجع مستويات الأنهار والبحيرات والخزانات المائية في أوروبا بسبب الجفاف إلى ازدهار ما يسمى بـ"سياحة الجفاف"، بعد أن ظهرت إلى السطح آثار كانت مخفية عن الأنظار لسنوات عديدة.
وقرب بلدة براهوفو الصربية، انخفض منسوب المياه في نهر الدانوب لدرجة أنه كشف هياكل عشرين سفينة حربية أغرقتها القوات الألمانية أثناء انسحابها عام 1944.
لا يستبعد الخبراء أن السفن غرقت برؤوس حربية، ما يثير مخاوف من الانفجار بسبب السلوك غير المبالي من قبل الغواصين وغيرهم من الأشخاص الفضوليين.
وفي إسبانيا، كشف الجفاف عن "دولمن (مناطير) غوادالبيرال"، وهي عبارة عن دوائر من عشرات الأحجار الصخرية، التي تسمى "ستونهنج الإسبانية"، والتي يعود تاريخ بنائها إلى 5000 عام قبل الميلاد.
وكانت قد اكتشفت عام 1926، لكن المنطقة غرقت في المياه في مشروع للتنمية الريفية عام 1963.
ومنذ ذلك الحين، لم تظهر للعيان سوى أربع مرات، وأتاح تراجع منسوب المياه في حوض مياه فالديكانياس، حيث تقع الآثار، فرصة نادرة للباحثين لدراستها.
وأظهر خزان ساو المائي في كاتالونيا هذا العام للعالم والسائحين كنيسة سان روما التي غمرتها المياه عام 1962.
وفي إيطاليا، أدى الجفاف في أواخر يونيو إلى ظهور بارجة غرقت إبان الحرب العالمية الثانية في نهر بو بشمال البلاد.
في يوليو، بعد أن تراجع منسوب مياه نهر التيبر إلى مستوى منخفض للغاية، ظهر للعيان جسر روماني من القرن الأول قبل الميلاد، يكون عادة مخفيا تحت المياه.
وبدت بحيرة غاردا بشمال إيطاليا مثل مشهد فيلم خيالي بعد أن كشف الجفاف مساحات من الصخور المبيضة في أجزاء منها.
وقد يستمر الجفاف في بعض مناطق أوروبا حتى نوفمبر 2022، حسب تقديرات المفوضية الأوروبية، ويعتبره الخبراء أشد جفاف في القارة منذ الـ 500 عام الماضية.