نابلس - وكالات - النجاح الإخباري - نشر موقع "بازفيد" تقريرا أعدته فانيسا وونغ قالت فيه إن القوى والعوامل التي لعبت دورا في جعل عام 2020 أسوأ الأعوام من الناحية الاقتصادية هي نفسها التي استفادت منها وزادت ثرواتها أطنانا على أطنان.
وأضافت أن من كان بحاجة إلى دليل على أن العالم بني للأثرياء فما عليه إلا أن ينظر إلى التباين في الثروة هذا العام. ففي الوقت الذي أصاب الفيروس ملايين الأمريكيين وأفقدهم عملهم ونشر الجوع بينهم وزاد من ديونهم بل وجعلهم على حافة فقدان بيوتهم، فعلى الجانب الآخر هناك من زادت ثروتهم التي حمتهم من سوء حظ البؤساء وأصبحوا أغنى مما كانوا عليه في هذا العام الملعون. وهذا هو واقع عام 2020 فالقوى التي ساهمت في جعله رهيبا هي التي زادت من ثرواتها.
ومع حصول أكثر من 20 مليون أمريكي على معونة بسبب فقدانهم عملهم زادت ثروة المليارديرات الأمريكية بـ 931 مليار دولار هذا الخريف والتي تعادل ميزانية اقتصاد هولندا وحده. وترى الكاتبة أن التباين في الثروة يعكس الطريقة التي بني فيها النظام المالي والسياسي والشركات لكي ينفع من يملكون أكثر في زمن الخسارة الواسعة ويستبعد من لا يملكون. فمن لديهم أموال وأرصدة ومدخرات رأوا زيادة في أموالهم هذا العام أما من لا رصيد لهم في السوق المالي فقد واجهوا ظروفا خطيرة. وانتعشت الشركات التكنولوجية التي تدار عبر عمالة بالعقود فيما مرض العمال أنفسهم وأصيبوا. كما استفادت الشركات الكبيرة من انهيار الأعمال والمصالح التجارية الصغيرة.
الوقت نفسه فعملية التعافي الاقتصادي المتوقعة العام المقبل ستنتشر بشكل غير متساو نظرا لأن البنى الاقتصادية والمالية مصممة لكي تنفع الأثرياء. وبالنظر للرابحين والخاسرين من مأساة عام 2020 يمكن فهم حجم التباين في الثروة.
فشركات توصيل الطلبات مثل غرابهاب ودورداش شهدت زيادة في الطلبات خاصة أن معظم الناس التزموا بيوتهم ولم تعد المطاعم مفتوحة لتناول الطعام فيها. بل وباتت هذه المطاعم تعتمد على الشركات هذه حتى لا تخسر أعمالها رغم العمولة العالية التي تتلقاها على الطلبات. وحسب البيانات المالية التي قدمتها شركة دور داش: “شاهدنا نموا بين الزبائن الجدد وطلبات أعلى من الزبائن الموجودين”. والشركة ليست مربحة لكن عائداتها المالية زادت خلال التسعة أشهر من 2020 مقارنة مع عائداتها عن نفس الفترة في العام الماضي. وارتفعت قيمة أسهمها في بداية كانون الأول/ديسمبر.
وقالت المتحدثة باسم الشركة إن المؤسسين الثلاثة لها يفكرون بتقديم مقابل للمجتمع والتزموا بدفع 200 مليون دولار لمساعدة المطاعم والمجتمعات المحلية. وكانت شركة أمازون المستفيد الأكبر من أزمة العام العالي. ففي التسعة أشهر التي شهدت إغلاق المتاجر أبوابها زادت أرباح أمازون بنسبة 70% أي 14.1 مليار دولار. وقال مدير تنفيذي في الشركة: “لا يزال المتسوقون عبر أمازون برايم يواصلون مشترياتهم بتردد مستمر ومن كل الفئات وأعلى مما كان عليه الوضع قبل الوباء”.
وكانت زيادة سهر السهم في السوق المالي منذ آذار/مارس سببا في زيادة ثروة جيف بيزوس، مؤسس الشركة، من 74 مليار دولار هذا العام إلى 190 مليار دولار. وفي الوقت نفسه سجلت إصابة 20.000 من الموظفين بكوفيد-19 واحتج العمال مطالبين بزيادة في الرواتب وحماية أكثر أثناء الوباء. وقالت الشركة إنها أنفقت 750 مليون دولار على عمال الخطوط الأمامية و500 مليون أخرى كعلاوات في بداية العام وأنشأت صندوق إغاثة بقيمة 25 مليون دولار لدعم العمال الذين يعانون من مصاعب بسبب الحجر الصحي. وتبرع بيزوس بـ 791 مليون دولار لمواجهة التغيرات المناخية و100 مليون أخرى لإطعام أمريكا.
وبالإضافة لشركات التوصيلات استفادت الشركات الكبرى التي تنتج الطعام والمواد الغذائية الأخرى. فشركة تايسون التي تنتج الدجاج ولحم البقر والخنزير زادت أرباحها في هذه السنة المالية إلى 2.15 مليار دولار في وقت أصيب آلاف من عمالها بفيروس كورونا. ولم تعلق الشركة على أسئلة الموقع. أما وولمارت فقد زادت مواردها بنسبة 6.5% إلى 407 مليارات دولار وذلك ما بين شباط/فبراير إلى تشرين الأول/أكتوبر مقارنة مع العام الماضي، بزيادة نسبة في التعاملات التجارية عبر الإنترنت وزيادة أرباح بنسبة 45% ولكن عددا كبيرا من موظفيها خسروا أعمالهم.
وتخلت الشركة عن خدمات مئات من العاملين في وحدات مثل التخطيط للمتاجر والبيع والعقارات. وأكدت الشركة أنها ستتخلى عن خدمة 1.200 موظف في أركنساس ونيوجرسي كجزء من إعادة تنظيم عملها. وقالت إنها شغلت 500.000 موظف جديد في عموم محلاتها من أجل الاستجابة للعرض والطلب. وقالت في بيان إنها أصدرت 2.8 مليار دولار كعلاوات هذا العام ودفعت للموظفين عن تخلفهم عن العمل بسبب إصابتهم بكوفيد-19 وزادت من رواتب العاملين في عدد من المواقع.
ورغم تعهد بعض شركات الأدوية من عدم الاستفادة ماليا من الوباء مثل جونسون أند جونسون وأسترا زينكا إلا أن شركات أخرى استفادت مثل موديرنا التي وقعت عقدا بـ 1.5 مليار دولار مع الحكومة الأمريكية لتوفير 100 مليون حقنة من اللقاح الذي طورته بدعم 995 مليون من الحكومة، مما يضع استثمار الحكومة الإجمالي عند 2.48 مليار دولار. أما فايزر التي طورت لقاحها بدون دعم من الحكومة فقد وقعت عقدا بـ 4 مليارات دولار مع الحكومة لتوفير 200 مليون حقنة من لقاحها. ويتوقع أن تزيد أرباح الشركتين من اللقاح مما أثار نقدا. وزادت ثروة مدير موديرنا ستيفان بانسل إلى 4.8 مليارات دولار هذا العام وارتفعت أسهم الشركة في السوق المالي بشكل خيالي. ولم تعلق أي من الشركتين.
ولأن الناس لم يحصلوا على الفحص الروتيني أو الاختياري هذا العام، فقد زادت أرباح شركات التأمين، مثل “يونايتد هيلث” أكبر شركة تأمين في البلد والتي زادت أرباحها الإجمالية بنسبة 27% أي 13.4 مليار دولار. وزادت أسعار الشركة منذ آذار/مارس. وقال متحدث باسمها: “لقد اتخذنا الخطوات اللازمة لمساعدة العاملين معنا وعائلاتهم ومجتمعاتنا والنظام الصحي بشكل عام”. وفي الوقت الذي لم تدفع فيه الشركة تسويات مالية لعملاء وظلت تحصل على رسوم خدمة من النخب الأول إلا أن بعض الزبائن تحدثوا عن مصاعب للحصول على تغطية للتأمين حالة الإصابة بكوفيد-19.
وربما وجدت شركات التأمين نفسها أمام مشاكل حالة لم يتحسن الاقتصاد العام المقبل. واستفادت مكاتب الائتمان التي تجمع المعلومات عن العملاء لتحديد القرض الذي يمكن الحصول عليه. ومن هذه الشركات “إيكويفاكس” التي انتفعت من عمليات شراء البيوت عام 2020. وتقدم الشركة تقارير ائتمان خاصة لشركات الرهن العقاري. وزادت مواردها من الرهن العقاري منذ الصيف بنسبة 90%.