وكالات - النجاح الإخباري - كشفت قناة سي أن أن الأميركية عن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة الأميركية، بناء على نتائج ولاية بنسلفانيا الحاسمة.
وذكرت الشبكة الأميركية أن بايدن فاز بولاية بنسلفانيا الحاسمة، ليحصل بالتالي على 273 صوتا في المجمع الانتخابي، الذي يحتاج 270 صوتا كحد أدنى لإعلانه رئيسا.
وشهدت انتخابات الرئاسة الأميركية مقاربة شديدة بين المرشحين تتوقف على هوامش ضيقة للغاية في حفنة من الولايات، في حين صعد ترامب مساعيه القانونية للتأثير على فرز الأصوات وأطلق اتهامات جديدة بشأن بتزوير الانتخابات.
ويمتلك بايدن ميزات نجحت في جذب مزاج الناخب الأميركي، استطاع إبرازها في خطابه على مدار الأشهر التي سبقت الانتخابات، فهو متحدث فصيح وخبير في السياسة الخارجية الأميركية، كما أنه يعرف خبايا الداخل.
بايدن (77 عاما) الذي أصبح الرئيس الأكبر سنا في تاريخ الولايات المتحدة، لم يكن غريبا على الحياة السياسية الأميركية عندما اختير قبل أشهر ممثلا للديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية، فقبل 47 عاما دخل مجلس الشيوخ الأميركي، كما قاد أول حملاته لانتخابات الرئاسة قبل 33 عاما.
ولد جو بايدن في سكرانتون بولاية بنسلفانيا عام 1942، وفي بداية حياته المهنية عمل بالمحاماة عام 1969 ثم انتخب لمجلس مقاطعة نيوكاسل سنة 1970.
وبعدها بثلاث سنوات، أصبح بايدن لأول مرة في مسيرته السياسية عضوا بمجلس الشيوخ، وكان وقتها أصغر سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة، ونجح في تثبيت نفسه بهذا الموقع 6 دورات متتالية.
ترشح بايدن عن الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة عام 1988 لأول مرة، ثم ترشح مرة أخرى عام 2008، إلا أنه فشل في المرتين، وفي يناير 2017 أعلن نيته خوض السباق الثالث عام 2020.
وكلل بايدن، المتهم أكثر من مرة بالتعامل غير اللائق مع النساء، عمله السياسي من خلال 8 سنوات داخل البيت الأبيض نائبا لأوباما، وإن كانت هذه الفترة أحد مصادر قوته فإنها على الجانب الآخر كانت محل انتقاد من جانب ترامب ومؤيديه، الذين دأبوا على سؤاله: "لماذا لم تفعل ذلك عندما كنت في المسؤولية؟" كلما عرض شيئا من برنامجه الانتخابي.
وبحسب الصحفي الأميركي المخضرم توماس فريدمان، الذي تحدث قبل أيام إلى "سكاي نيوز عربية"، فإن بايدن "يمثل أميركا الجديدة والمتنوعة"، وسيعمل على "إعادة الوحدة إلى الشعب الأميركي بعد حالة من الانقسام خلقها ترامب".
وربما خدم الحظ بايدن عندما عمل مع أوباما، أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة، ثم اختار كامالا هاريس نائبة له في انتخابات 2020، وهي آسيوية لاتينية، ليغازل الأقليات الأميركية المتعطشة للمساواة بعد أشهر حرجة ووقائع مؤلمة، اتهمت خلالها الشرطة الأميركية بالعنصرية ضد السود، ويحاول إبعاد تهم عنصرية لاحقته شخصيا على مدار سنوات.
ومع مواقفه المتباينة، والمتضاربة أحيانا، بخصوص سياسة الولايات المتحدة الخارجية لا سيما ما يتعلق بغزواتها العسكرية، يثير بايدن حيرة السياسيين ممن يحاولون التنبؤ بمسار علاقات واشنطن مع العالم خلال فترة رئاسته، لا سيما بعد الأسابيع الأخيرة التي أثارت القلق من نهج الديمقراطيين الداعم لجماعات متطرفة، على خلفية تسريب البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون.
وكان باين قد صوت ضد حرب الخليج عام 1991، ثم تحول لتأييد غزو العراق بعد 12 عاما، قبل أن ينقلب ويصبح من منتقدي توريط القوات الأميركية في هذا الغزو، كما عارض العملية الخاصة لصيد زعيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان.
أما أكثر ما يثير القلق بشأن هذا ملف العلاقات الخارجية، فهو ميل بايدن أكثر إلى استخدام الدبلوماسية، لا الضغط، في مسألة الأسلحة النووية الإيرانية، بعد سنوات من الشدة التي كانت سلاح ترامب في التعامل مع طهران وسياساتها التوسعية في المنطقة.