نابلس - النجاح الإخباري - تواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسه في انتخابات الرئاسة الديمقراطي جو بايدن وجها لوجه في أول مناظرة تلفزيونية تسبق الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
واصطدم المرشحان خلال 90 دقيقة محتدمة بشأن كل شيء؛ من الوضع الاقتصادي إلى التعامل مع أزمة تفشي فيروس كورونا,
تناول فريق تقصي الحقائق في بي بي سي مدى صدقية أبرز المقولات التي أوردها المتنافسان خلال هذه المناظرة.
ترامب: "بنينا أعظم اقتصاد في التاريخ"
الحكم: هذا ليس صحيحا - ثمة أوقات في التاريخ الأمريكي كان فيها الاقتصاد أقوى.
قبل تفشي فيروس كورونا، زعم الرئيس ترامب أنه حقق نموا اقتصاديا تاريخيا في الولايات المتحدة.
من الصحيح القول أن الاقتصاد الأمريكي كان يسير بشكل جيد قبل أزمة تفشي الوباء - مواصلا المسار الذي بدأ تحت إدارة أوباما - ولكن ثمة فترات في التاريخ الأمريكي كان فيها الاقتصاد أقوى.
بايدن: "لدينا نسبة 4 في المئة من سكان العالم، (لكن) لدينا نسبة 20 في المئة من الوفيات".
الحكم: هذا صحيح تقريبا، ولكن عند النظر إلى الوفيات بالنسبة لعدد الأفراد، ثمة بلدان فيها عدد الوفيات أسوأ من الولايات المتحدة.
انتقد بايدن استجابة إدارة ترامب لأزمة تفشي فيروس كورونا. وبحسب الاحصاءات يبدو زعمه صحيحا تقريبا، فعدد سكان الولايات المتحدة 328 مليون نسمة، وهو اكثر بقليل من نسبة 4 في المئة من عدد سكان العالم البالغ 7,7 مليار نسمة.
وثمة 205,942 حالة وفاة سُجلت في الولايات المتحدة، بحسب أخر البيانات في جامعة جون هوبكنز. وقد وصل العدد الكلي للوفيات عالميا إلى 1,004,808 حالة وفاة.
وفي هذا القياس تسجل الولايات المتحدة نسبة نحو 20 في المئة من مجمل الوفيات بكوفيد-19 في العالم، على الرغم من أن الطريقة التي تسجل فيها هذه الأرقام تختلف من بلد إلى أخر إلى حد كبير.
ترامب: زيادة التصويت عبر البريد "أشبه بتزوير لم نر له مثيلا"
الحكم: لم تجد الدراسات أي دليل على وجود تزوير واسع النطاق، على الرغم من وجود حالات معزولة.
جراء تفشي فيروس كورونا، من المتوقع أن تدلي نسبة كبيرة من الأمريكيين بأصواتها باستخدام التصويت عبر البريد في انتخابات هذا العام.
لقد حذر الرئيس بشكل متكرر من أن ذلك قد يؤدي إلى تزوير واسع النطاق.
ثمة حالات معزولة من التزوير، ومن بينها عدد من الأمثلة في الفترة الأخيرة في ولايتي نورث كارولينا ونيوجرسي.
وفي سبتمبر/أيلول، نشرت وزارة العدل الأمريكية بيانا بشأن حادثة في ولاية بنسلفانيا، حيث أهملت تسع أوراق اقتراع تابعة لعسكريين، وقالت إن سبعا منها "كانت تصب في مصلحة المرشح الرئاسي دونالد ترامب".
ولكن على الرغم من هذه الحوادث، لم يكشف عدد ضخم من الدراسات عن وجود أي عمليات تزوير كبرى واسعة الانتشار.
ومعدل التزوير في عمليات الاقتراع في الولايات المتحدة هو بين 0.00004 و 0,0009 في المئة حسب دراسة في عام 2017 لمركز برنان للعدالة.
بايدن: "100 مليون شخص (في الولايات المتحدة) لديهم حالات مرضية سابقة"
الحكم: ليس ثمة إجابة حاسمة على ذلك.
اصطدم المرشحان بشأن عدد الناس الذين لديهم حالات طبية سابقة، التي قد توقف بعض الأمريكيين من التمتع بتغطية شركات التأمين الطبي الخاصة.
قال بايدن: هناك 100 مليون أمريكي لديهم حالات طبية سابقة، بيد أن الرئيس ترامب قال إن الرقم "غير صحيح كليا".
إذن، ما هو عدد هؤلاء؟ ليس ثمة جواب محدد.
فبحسب وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، ما بين 50 إلى 129 مليون من الأمريكيين غير المسنين لديهم نوع من الحالات الصحية السابقة.
وتقدم منظمات أخرى تقديرات مختلفة. فمركز التقدم الأمريكي يعتقد أنها أعلى من ذلك وتصل إلى 135 مليون شخص ممن هم تحت سن 65 عاما.
ترامب: "نحن على بعد أسابيع من (الحصول على) اللقاح".
الحكم: ثمة "فرصة ضئيلة جدا جدا" لأن يكون هناك لقاح مجاز للاستخدام جاهزا بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول، بحسب قول رئيس المستشارين العلميين في برنامج اللقاح الأمريكي منصف السلاوي.
وقدم السلاوي تقييمه الحذر هذا في أوائل سبتمبر/ايلول.
في غضون ذلك، قال الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة الأمريكية إن البلاد ستعلم هل أنها آمنة وحققت تقدما مؤثرا ضد تفشي الفيروس بحلول نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول من هذا العام.
وقال في جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي هذا الشهر قد تكون هناك كمية جرعات من اللقاح كافية لكل مواطن أمريكي في أبريل/ نيسان.
بايدن: حدث تراجع في التصنيع قبل أزمة فيروس كورونا.
الحكم: هذا غير صحيح، بحسب الاحصائيات.
أشار المرشح الديمقراطي جو بايدن إلى حدوث تراجع في التصنيع في الولايات المتحدة، حتى قبل أزمة كوفيد-19.
لم يكن لتفشي الوباء تأثير على هذا القطاع. ففي أغسطس/آب كانت هناك 237,000 وظيفة في قطاع الصناعة في الولايات المتحدة أقل مما كانت عليه الوظائف عندما تولى ترامب الرئاسة في عام 2017.
بيد أنه قبيل تفشي الوباء، أضاف الرئيس ترامب نحو نصف مليون وظيفة في قطاع الصناعة خلال السنوات الثلاث الأولى من دورته الرئاسية.
ترامب: سبق لبايدن أن وصف الأمريكيين الأفارقة مرة بأنهم "وحوش مفترسة"
الحكم: هذا ليس صحيحا، فبايدن استخدم فعلا كلمة "وحوش" ولكن لم يستخدمها لوصف الأمريكيين الأفارقة.
في عام 1993، حذر بايدن من "وحوش مفترسة في شوارعنا" خلال حديث قبل التصويت على مشروع قانون رئيسي لمكافحة الجريمة في الكونغرس.
ولم تكن هناك إشارة خاصة للأمريكيين الأفارقة، بيد أن مشروع قانون الجريمة تعرض لاحقا لانتقادات لتسببه في زيادة عمليات سجن واسعة النطاق أثرت بشكل غير متناسب على الرجال الأمريكيين الأفارقة.
وقد استخدمت هيلاري كلينتون مصطلح "وحوش مفترسة أو (فائقة)" في عام 1996 في حديثها لدعم مشروع القانون المثير للجدل.
وقالت كلينتون: " نحتاج الى التعامل بشدة مع هؤلاء. فهم في العادة مرتبطون بكارتلات المخدرات الكبرى، فهم لم يعودوا مجرد عصابات من الصبيان. إنهم عادة نوع من الصبيان الذين يمكن أن نسميهم "وحوش فائقة" ليس لديهم أي ضمير ولا تعاطف مع الآخرين".
بايدن: "لم يخفض ترامب أسعار الدواء لأي شخص"
الحكم: معدل كلفة وصفات الدواء شهريا انخفض قليلا في السنة الماضية حتى شهر أغسطس/آب، لكنه عاود الارتفاع ثانية.
بحسب مؤشر أسعار المستهلك في مكتب إحصاءات العمل - الذي يحسب كلفة السلع المنزلية في الولايات المتحدة - فإن معدل كلفة وصفة الأدوية شهريا قد انخفض بنسبة 3 في المئة في السنة حتى أغسطس/آب 2019.وكان ذلك أول انخفاض خلال فترة 12 شهرا منذ عام 1973، بينما ارتفع معدل أسعار الأدوية بنسبة 1.5 في المئة خلال السنة التالية، و تحت حكم ترامب كانت زيادة المعدل أقل من عهد الرئيس أوباما.
و لا يعد مؤشر أسعار المستهلك بالضرورة أفضل وسيلة لحساب أسعار الأدوية، لأنها تتضمن أدوية مستخدمة على نطاق واسع، والتي عادة ما تكون أرخص سعرا. وثمة احتمال أقل في أن تتضمن أدوية جديدة أو تلك التي يصفها الأطباء بشكل أقل، والتي تكون أغلى بكثير وتخضع أسعارها لزيادة عالية.
ترامب: هانتر (نجل بايدن) قد طرد من الجيش. لقد ... طرد من الخدمة بطريقة مخلة بالشرف ... لتعاطيه الكوكايين".
الحكم: لقد صرف هانتر بايدن، نجل بايدن الثاني، من الخدمة في البحرية الأمريكية بعد فشله في اختبار تعاطي المخدرات، ولكنه لم يطرد من الخدمة بتهمة مخلة بالشرف.
الانتخابات الرئاسية في أمريكا: كيف ينتخب الرئيس؟
أشار ترامب إلى هانتر خلال نقاش حول بو، الابن الأكبر لجو بايدن، الذي خدم في الجيش الأمريكي وتوفي بالسرطان في عام 2015.
قال ترامب: "لا أعرف بو. أعرف هانتر. هانتر طرد من الجيش ... طرد بطريقة مخلة بالشرف... لتعاطيه الكوكايين".
رد بايدن أنه ليس صحيحا أن ابنه طرد من الجيش بتهمة مخلة بالشرف. فقد صرف هانتر بايدن من الخدمة في البحرية الأمريكية في عام 2014، وتقارير وسائل الإعلام في ذلك الوقت قالت إن اختبار البحرية لفحص المخدرات كشف عن وجود آثار كوكايين لديه. بيد أنه لم يطرد بتهمة مخلة بالشرف، التي تعد أعلى مستوى للعقوبة يمكن أن يتعرض له في الجيش.