النجاح الإخباري - قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امس إن إيران أو وكلاءها يخططون لهجوم خاطف على أهداف أمريكية في العراق وحذر من أنهم سيدفعون ”ثمنا باهظا للغاية“ لكنه لم يتطرق لتفاصيل.
وكتب ترامب على تويتر ”استنادا إلى قناعة ومعلومات، تخطط إيران أو وكلاؤها لهجوم خاطف على القوات الأمريكية أو الأصول الأمريكية في العراق. وإذا حدث هذا فإن إيران ستدفع ثمنا باهظا للغاية“.
ولم يتضح بعد ما المعلومات التي يشير إليها ترامب في تغريدته التي نُشرت بعد الموعد المقرر لاجتماع معه بهدف تلقي إفادة من المخابرات في الساعة الثانية عشر بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1600 بتوقيت جرينتش).
وقال مسؤول أمريكي لرويترز طالبا عدم نشر اسمه إن معلومات المخابرات الأمريكية عن هجوم محتمل تدعمه إيران في العراق تشير إلى أنه سيكون هجوما يمكن نفيه وليس على غرار الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران في العراق في الثامن من يناير كانون الثاني.
وأضاف المسؤول أن المخابرات الأمريكية تتتبع خيوطا منذ فترة بشأن هجوم محتمل تشنه إيران أو قوى تدعمها طهران. ولم يكشف المسؤول المعلومات الخاصة بتوقيت الهجوم أو أهدافه على وجه الدقة.
وفي كلمة قبل تغريدة ترامب، حذر مساعد بارز للزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي من تبعات ”التصرفات الاستفزازية“ في العراق، حسبما أفادت وكالات أنباء إيرانية.
وتتسم العلاقات الأمريكية الإيرانية بالتوتر منذ أن أطاحت الثورة الإسلامية بشاه إيران المدعوم من الولايات المتحدة محمد رضا بهلوي في عام 1979 ليبدأ عصر حكم رجال الدين.
ورغم الهدوء الذي ساد بإبرام الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، تدهورت العلاقات مع قرار اتخذه ترامب قبل عامين تقريبا بالانسحاب من هذا الاتفاق ومعاودة فرض العقوبات الأمريكية التي شلت الاقتصاد الإيراني.
وتفاقم التوتر بعدما أسفرت غارة أمريكية بطائرة مسيرة في الثالث من يناير كانون الثاني عن مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وكذلك أبو مهدي المهندس الذي أسس كتائب حزب الله الشيعية العراقية بعد غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة عام 2003.
وردت إيران بشن هجوم صاروخي على قاعدة عين الأسد العراقية التي تتمركز فيها قوات أمريكية في الثامن من يناير كانون الثاني. ولم يُقتل أي جندي أمريكي أو يصب بجروح فورية جراء الهجوم، لكن تم تشخيص إصابة أكثر من 100 جندي بإصابات في الدماغ في وقت لاحق.
وألقت الولايات المتحدة باللوم على كتائب حزب الله المدعومة من إيران في هجوم صاروخي نُفذ في 11 مارس آذار وأسفر عن مقتل جنديين أمريكيين وجندي بريطاني يبلغ من العمر 26 عامًا في العراق، وشنت بعد ذلك بيوم غارات جوية استهدفت مقاتلي هذا الفصيل في العراق.
ويقول فيليب سميث، وهو خبير يتتبع الفصائل الشيعية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إنه يعتقد أن تحذير ترامب كان مدفوعا بظهور عصبة الثائرين، وهي جماعة قال إنها تشكلت لتتيح المجال لكتائب حزب الله لإنكار هجمات على أهداف أمريكية.
كما انخرطت واشنطن وطهران في حرب كلامية حول العقوبات الأمريكية، التي تهدف إلى إجبار الجمهورية الإسلامية على كبح برامجها النووية والصاروخية، فضلاً عن استخدامها للوكلاء في الصراعات في العراق ولبنان واليمن.
وفي الشهر الماضي، شددت واشنطن مرارا عقوباتها التي تهدف إلى خنق صادرات طهران النفطية مع انتشار تفشي فيروس كورونا في إيران وهي من بين أكثر الدول تضررا بسبب المرض في الشرق الأوسط.