وكالات - النجاح الإخباري - حذَّر الدبلوماسي الفرنسي السفير إيف أوبان دولاميسوزيير من مواجهات وانتفاضة جديدة تعزز نفوذ إيران وتنعش تنظيم "داعش" الموجود أيضاً في صحراء سيناء.
وأوضح دولاميسوزيير المتخصص في شؤون الشرق الأوسط حيث شغل مناصب عدة من عمان إلى صنعاء ودمشق والقاهرة وتونس، وتولى إدارة دائرة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية أنه "من غير الممكن موضوعياً القول عن خطة ترمب إنها خطة سلام" كونها تنص على ضم حوالى 30 في المئة لما تبقى من فلسطين ووادي نهر الاردن بالإضافة إلى المستوطنات. بحسب "اندبندنت عربية"،
ورأى أن العنصر الأكثر خطورة في هذه الخطة هو إخضاع القدس للسيادة الإحتلال بما ينذر "بتوترات بالغة الخطورة"، الأمر الذي وصفه بـ "الخط الأحمر الذي لم يسبق أن تم تجاوزه".
وأشار إلى أن الخطة الأميركية تأتي بعد سوابق عدة، لم تُثر أكثر من الحد الأدنى من الاحتجاج ومنها نقل مقر السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس وكذلك الاعتراف بشرعية المستوطنات ما يحمل على القول إن "خطة ترمب بدأت تُطبَق قبل الإعلان عنها".
وبالنظر إلى الواقع العربي والدولي، لا يجد دولاميسوزيير سوى ما يدعو إلى الأسف إذ إن "الفلسطينيين معزولون" وفاقدون للدعم على المستويين الدولي والأوروبي وتبدو "الأطراف الداعمة لهم مقتصرة على إيران وتركيا".
وتبدو "الدول العربية منقسمة على نفسها" بحسب دولاميسوزيير على الرغم من الوحدة الشكلية التي عكسها بيان جامعة الدول العربية، مشيراً إلى وجود "شرخ بين الرأي العام العربي والأنظمة العربية"، ما يدفع إلى ترجيح أن "تستيقظ المنطقة وتشهد مواجهات وانتفاضة جديدة تتجاوز السلطة الفلسطينية وتتجاوز حركة حماس" على الرغم من الهدوء الحالي المسيطر.
وحمل هذا الاستنتاج الدبلوماسي الفرنسي على التوجه بالنقد لموقف الاتحاد الأوروبي وخصوصاً فرنسا نظراً إلى "التراجع الحاصل على صعيد موقفها من القضية الفلسطينية علماً أنها كانت في الطليعة ضمن الصف الأوروبي".
أما اليوم "لم نعد نسمع صوتاً لفرنسا سوى عند وقوع مأساة دامية" وهو ما يسميه دولاميسوزيير "الدبلوماسية العاطفية" التي تعكس "عدم وجود رؤية شاملة لنزاعات الشرق الأوسط التي تتغذى من بعضها بعضاً".
ولذلك فإنه شعر بالصدمة على غرار سواه من الدبلوماسيين عند اطلاعه على بيان الخارجية الفرنسية الذي يحيي جهود ترمب من أجل السلام وهو شعور لم يبدده توضيح وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان بقوله إن البيان يحيي جهود الرئيس الأميركي وليس نتائج هذه الجهود.
ويبدو واضحاً برأيه أن ترمب الذي يعتمد مبدأ السياسة الثنائية ويرفض الأخذ بالتعددية والشرعية الدولية والقانون الدولي لم يطلب من إدارته تبليغ حلفائه الرئيسيين ومنهم فرنسا بمضمون الخطة قبل الإعلان عنها وفقاً لما هو متبع في هذه الحالات ما يعني أنه يعتبر أن "لا دور لأوروبا وفرنسا" في هذا الملف، علماً أنه أبلغ خطته لرئيس الحكومة البريطاني بوريس جونسون الذي خرجت بلاده من الاتحاد الأوروبي.
في موازاة ذلك، انتقد الاتحاد الأوروبي الثلاثاء خطة ترمب لحل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.
وأكد الاتحاد الأوروبي في 28 يناير الماضي، مع إعلان ترمب عن خطته للشرق الأوسط التي يرى الفلسطينيون أنها تقدم تنازلات كبيرة لإسرائيل، التزامه "الحاسم" بحلّ "واقعي بدولتين".
وقالت دول الاتحاد الـ28 في بيان مشترك، إنها "ستدرس وتقيّم الاقتراحات المقدّمة".