النجاح الإخباري - للمرة الثالثة منذ عام 2006، يمثل الممرض الألماني السابق نيلس هوغل أمام القضاء، حيث يواجه اتهامات جديدة بقتل أكثر من مائة مريض خلال سنوات عمله.
ويعتبر المحققون أن الحصيلة النهائية لضحايا الممرض الذي اعتقل في عام 2005 قد تتجاوز 300 شخص، ما يجعل منه أكثر قاتل متسلسل دموي في تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية وربما أوروبا والعالم برمته.
واعترف هوغل بقتله 43 شخصا، و"لم يستبعد" قتله 53 آخرين، ورفض الاتهامات بقتل خمسة أشخاص آخرين، لكنه يواجه اليوم اتهامات جديدة بقتل 36 شخصا في مشفى في مدينة أولدينبورغ و64 آخرين في مستشفى بلدة دلمنهورست، إحدى ضواحي بريمن، منذ أواخر تسعينات القرن الماضي.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن هذه القضية المدوية تثير تساؤلات جدية بخصوص عمل المؤسسات الطبية في ألمانيا، إذ لم يدق أحد من زملاء هوغل السابقين ناقوس خطر بخصوص الارتفاع الحاد في عدد الوفيات بين المرضى.
ولم يقدم هوغل، عند توظيفه في قسم الرعاية المركزة داخل مستشفى دلمنهورست عام 2003 إلا خطاب توصية واحدا قيل فيه إنه شخص يتعامل بعناية ودقة مع الحالات الحرجة.
وسرعان ما كسب هوغل في المستشفى سمعة جيدة إذ كان يضع مرضى بشكل اصطناعي على وشك الموت ثم "ينقذ" بعضهم.
وحتى في يونيو 2005، توجهت ممرضة أخرى إلى أحد أطباء المستشفى بعد أن كشفت هوغل فور إعطائه حقنة فتاكة لشخص مصاب بمرض فتاك، لكن رد فعلهما لم يكن فوريا، ما أتاح للممرض قتل شخص آخر قبل إعفائه من العمل واعتقاله.
وحسب الإحصاءات، سجلت في المستشفى خلال فترة عمل هوغل، أي نحو ثلاثة أعوام، 411 حالة وفاة، 321 منها في نوبة الممرض القاتل، ولم يتضح بعد كم شخصا راحوا في الواقع ضحية أفعاله الإجرامية.
وكانت السلطات الألمانية قد فتحت تحقيقات جنائية مع عدد من زملاء هوغل السابقين، وأدين طبيب وكبيرا الممرضين في مستشفى دلمنهورست، بالإهمال الإجرامي الذي أطلق يدي القاتل وساعده في ارتكاب جرائمه.
وقال فرانك لوخترمان، زميل هوغل السابق وهو الوحيد الذي أدلى بشهادته علنا في القضية إن "ثقافة غض النظر وخفض الرؤوس" أصبحت أفضل حماية بالنسبة للقاتل.
وسبق أن حكم على هوغل بالسجن مدى الحياة، غير أن التحقيق في جرائمه مستمر خلال أكثر من عشر سنوات، حيث انتشل المحققون حتى الآن أكثر من 130 جثة في ألمانيا وتركيا وبولندا.