النجاح الإخباري - قالت السلطات الفرنسية إنها لن تسمح بعودة رعاياها الذين قاتلوا في صفوف تنظيم داعش إلى البلاد، مشيرة إلى أنها ستنظر في كل حالة بشكل منفصل بالنسبة لرجوع أبنائهم لباريس.
وأثارت أزمة عودة أبناء الدواعش الفرنسيين الذين تقدر الحكومة أعدادهم بـ500 قاصر من سوريا والعراق جدلاً واسعاً، في حين لا تملك السلطات معلومات عن نحو 300 منهم.
وتحت عنوان: "أسئلة حول عودة الأطفال الإرهابيين"، أشارت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إلى أن ما يقرب من 300 قاصر فرنسي من مناطق النزاع في سوريا والعراق، ربما تم أسرهم، أو لجأوا إلى شمال سوريا، وقد يكون بعضم قد قتل.
واعترف نائب وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز، خلال مقابلة مع محطة "فرانس2" أن فرنسا ليست لديها معلومات حول 200 إلى 300 طفل ولدوا لأبوين فرنسيين في سوريا والعراق، مؤكدا وجود ما يقارب من 500 طفل بينهم 350 منهم سافروا مع أبويهم، و150 الآخرين ولدوا في مناطق الصراع".
بدوره، أكد وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان، خلال مقابلة مع صحيفة "ويست فرانس"، أنه " لا عودة لإرهابيين انضموا إلى تنظيمات داعشية إلى فرنسا مرة أخرى، موضحاً أن "باريس تعتبرهم أعداء، لأن موقفها واضح من البداية مع المقاتلين في صفوف "داعش" الإرهابي، وأنه لا بد من محاكمتهم على جرائمهم التي اقترفوها في سوريا والعراق، وفقاً للمحاكم العراقية.
وأضاف لودريان أن هذا الأمر ينطبق على الرجال والنساء على حد سواء، لأن من سافر منذ عام 2014 إلى سوريا والعراق ذهبوا بإرادتهم للقتال"، موضحاً أنه بالنسبة للمحاميات اللائي يطالبن بالرحمة مع النساء، فإنها في نهاية المطاف مقاتلة إرهابية ويجب التعامل معها على هذا النحو".
وفيما يتعلق بالأطفال، قال لودريان إن مشكلة الأطفال والقصر هي أن أمهاتهم قد يتنازلن عن رعايتهم، ويتم هذا على أساس دراسة كل حالة على حدة بالتنسيق مع الصليب الأحمر، موضحاً أنه علينا توخي الحذر".
وأعرب لودريان عن تشاؤمه من التعامل بسذاجة مع هذه الحالات، والتعاطف الإنساني الذي قد يضر بمصلحة فرنسا، موضحاً أنها سوف تحترم القانون ولكن أيضاً تحترم أمن الفرنسيين".
وأوضح نونيز أنه تم إعادة 95 إرهابياً إلى فرنسا منذ 2015، بما فيهم الستة الفرنسيين الذين تم تسليمهم مؤخراً، مضيفاَ أن "نحو 5 أطفال منتصف مارس/آذار الجاري، عبر مطار حربي في مدينة "فيلاكوبلاي"، لكون سعة وضخامة مطار "رواسي" لن تستوعب التأمينات العسكرية لعودة الإرهابيين".
وأضاف نونيز، فيما يتعلق بأعمار الأطفال، فإن ثلثهم أقل من 5 سنوات، و90% منهم أقل من 10 سنوات. وباقي 89 طفلا الذين عادوا إلى فرنسا قبل فبراير/شباط الماضي خضعوا لإجراءات وصاية، مشيراً إلى أنه "بعد وصولهم السن القانونية يتم اندماجهم مع المجتمع مع أسر تستضيفهم، أو مع أقاربهم".
وأشار نونيز إلى أن "عددا منهم قبض عليهم مع آبائهم خلال نهاية الأعمال التي تقوم بها قوات التحالف الدولي في سوريا، ولكن لن يعودوا إلى فرنسا".
إلى ذلك، نقلت صحيفة "لوفيجارو" عن مصدر قضائي، قريب من الملف، قوله إن مبدأ القضاء الحفاظ على سرية الهوية لهؤلاء القصر، لعدة أسباب أهمهما عدم وصمهم بالعار وقدرتهم على الاندماج في المجتمع، وأيضاً لمنع تعرضهم للخطر باختطافهم".
والشهر الماضي، طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريدة على موقع "تويتر"، كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بـ"استعادة أكثر من 800 من إرهابيي داعش تم أسرهم في سوريا، وتقديمهم للمحاكمة"، مهددا بأن الولايات المتحدة ستضطر إلى إطلاق سراحهم في حالة عدم استردادهم.