وكالات - النجاح الإخباري - تردد اليوم الخميس في العاصمة الأميركية واشنطن، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه لعملية التسوية، وصهره جاريد كوشنر، ومبعوثه الخاص للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، وسفيره لدى إسرائيل ديفيد فريدمان يستعدون للكشف عن خطة تسوية ترامب الملقبة بـ"صفقة القرن" مع نهاية العام الحالي.
وأفادت مصادر إعلامية مطلعة من البيت الأبيض أن الرئيس ترامب "سيقوم بإعلان خطته وفق الظروف المناسبة، لتحقيق النجاح وحشد الدعم الدولي والإقليمي، مع الأطراف المعنية لهذه الخطة".
وبحسب المصادر فإنّ ترامب لا يكترث بتغييرات سياسية محتملة في التركيبة الحكومية لأي طرف من الأطراف المعنية في إشارة إلى استقالة وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، بسبب قبول نتنياهو للتهدئة مع حركة "حماس"، ما قد يعني أن إجراء انتخابات إسرائيلية جديدة بات وشيكًا.
يشار إلى أن الرئيس ترامب صرح في نيويورك في شهر أيلول الماضي أثناء انعقاد الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة أنه سيقوم بإطلاق "صفقة القرن" في غضون أربعة أشهر.
وقد قام فريق ترامب للتسوية في البيت الأبيض بوضع اللمسات الأخيرة على الخطة، بقيادة صهر ترامب وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر، وإضافة عدد من الموظفين للفريق تحسّبًا لإطلاق الخطة بحسب مصادر.
من جهتها ذكرت وكالة "بلومبرغ نيوز" يوم الخميس (15/11) أن الرئيس ترامب "يشعر بالإحباط المتزايد من رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو - الذي أقام ترامب معه روابط شخصية وثيقة، كون أنه لم يفعل الكثير لمساعدة الخطة كي تؤتي بثمارها". ونسب التقرير لشخصين على دراية بـ مشاعر الرئيس الأميركي القول "إن ترامب اشتكى في الاجتماعات الأخيرة من أن نتنياهو لم يكن مرنًا بما يكفي في دعم الخطة".
ويقول تقرير "بلومبرغ " إن الاضطرابات السياسية في إسرائيل ليست مجرد مشكلة بالنسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؛ إنها أيضًا الضربة الأخيرة لآمال الرئيس دونالد ترامب في الكشف عن خطة السلام الكبيرة في الشرق الأوسط (صفقة القرن) التي أمضى زوج ابنته (جاريد كوشنر) سنتين تقريبًا عليها".
ويحتفظ ائتلاف نتنياهو حاليًا على أغلبية ضئيلة تتكون من 61 مقعدًا (من أصل 120 مقعدًا في الكنيست) بعد أن سحب منافسه السياسي ليبرمان حزبه من الحكومة يوم الأربعاء. وفي حال ترك الأحزاب الأخرى الائتلاف - والبعض هدد بالفعل بالقيام بذلك - من المحتمل انعقاد انتخابات برلمانية في إسرائيل هذا الشتاء، فيما يواجه نتنياهو تحقيقات فساد في ثلاث قضايا مختلفة.
وكان مسؤولون إسرائيليون قد حثوا إدارة ترامب على عدم إطلاق اقتراحها (خطتها للتسوية) في وقت قريب من الانتخابات، "خشية أن تلحق خطة تطالب بالتنازلات من إسرائيل الضرر بفرص نتنياهو عندما يتهمه المتشددون بالفعل بأنه متساهل أكثر من اللازم مع حماس"، بحسب بلومبرغ.
وكان ترامب قد صرح بعد نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة والاعتراف بالمدينة كعاصمة لإسرائيل، في شهر آب الماضي في أحد مهرجاناته السياسية أن الفلسطينيين "سيحصلون على شيء جيد جدًا" في خطته لأن "الآن دورهم".
ونسبت "بلومبرغ" في تقريرها لدينس روس، مبعوث التسوية الأميركي السابق الذي يعمل حاليًا مستشارًا لـ"معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" المقرّب من إسرائيل قوله إنه "بغض النظر عن كيفية عرض الاقتراح الأميركي، فستكون هناك بعض الأشياء في الخطة التي لا تعجب إسرائيل، ولذلك فإن المفتاح هو كيفية التأكد من أنهم (إسرائيل) موافقون على الإطار العام للخطة (صفقة القرن). ولكن روس تنبأ بأنه إذا جرت الانتخابات الإسرائيلية في الشتاء المقبل، فإن إدارة ترامب ستضطر للانتظار للتأكد من إعادة انتخاب نتنياهو قبل تقديم اقتراح الولايات المتحدة.
يشار إلى أنّ جيسون جرينبلات المبعوث الخاص للإدارة الأميركية لعملية التسوية في الشرق الأوسط، قام بزيارة إسرائيل الأسبوع الماضي والتقى بنتنياهو دون أن يلتقي مسؤولين فلسطينيين، وقام هذا الأسبوع، بإدانة حركة حماس بشدة قاسية، لإطلاقها مئات الصواريخ على إسرائيل ردًا على عملية القوات الإسرائيلية الخاصة في غزة الأحد الماضي والتي منيت بالفشل.