ترجمة إيناس الحاج علي - النجاح الإخباري - يعتقد مسؤولون أمريكيون سابقون أن سياسة إدارة ترامب الصديقة تجاه المملكة العربية السعودية قد دفعت قادتها إلى الاعتقاد بأنهم لا يواجهون أي عواقب على تصرفاتهم .

وأثيرت هذه المخاوف بعد اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في تركيا الأسبوع الماضي وسط أنباء عن مقتله أثناء زيارته إلى القنصلية السعودية في اسطنبول ولم يعلق البيت الأبيض علناً بعد على الحادث.

وقالت تمارا كوفمان وهي مسؤولة سابقة بوزارة الخارجية الأمريكية أن إدارة ترامب قد أوضحت أنه ليس لديها اهتمام كبير بحماية حقوق الإنسان إلا عندما يتعلق الأمر بحقوق الأقليات المسيحية.

و "أضاف ترامب صراحة أنه غير مهتم في اخبار الدول الأخرى وكيفية إدارة حكومتها والسؤال هو هل يمكن اعتبار ذلك بمثابة ضوء أخضر للأعمال القمعية".

وكانت إدارة ترامب بذلت جهودا ملحوظة لتحسين علاقات أمريكا مع المملكة العربية السعودية التي أصبحت متوترة خلال فترة رئاسة باراك أوباما.

واختار دونالد ترامب المملكة العربية السعودية كأول زيارة خارجية له كرئيس  في مايو 2017 ودعمت القيادة السعودية بصراحة قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.

وتطورت علاقة وثيقة بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر.

وحسب الصحفي بوب وودوارد في كتابه"الخوف" فقد نجح كوشنر في دفع الإدارة الأمريكية إلى دعم ولي العهد في صراعات السلطة الداخلية في المملكة العربية السعودية العام الماضي.

ولكن اليوم  إدارة ترامب لم تنتقد أو تحذر السعودية حول أي من هذه السياسات وفي الواقع إدارة ترامب تدعم وتشجع بعضها.

وعندما اعتقلت القيادة السعودية المئات من السياسيين ورجال الأعمال قال ترامب: "لدي ثقة كبيرة في الملك سلمان وولي عهد المملكة العربية السعودية فهم يعرفون بالضبط ما يفعلونه".

وكتب مارك لينش مدير معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة جورج واشنطن على تويتر أن "السعودية كانت تعتقل النقاد والناشطين بقوة وسأفاجأ إذا فعلت الولايات المتحدة أي شيء  ضد ذلك حتى لو تم تأكيد مقتل خاشقجي.

كما أشار كوفمان ويتيس إلى الفارق الصارخ في رد فعل الإدارة تجاه انتهاكات حقوق الإنسان من جانب إيران والسعودية ،والذي حذر من أن هذه السياسة تقوض مصداقية الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم.

وقالت: "إذا بدا لنا الانتقائية في اهتمامنا بحقوق الإنسان فإن العالم سيأخذ نقدنا على نحو أقل جدية".

وقد هاجمت الإدارة إيران لإسكات المحتجين ومنتقدي الجمهورية الإسلامية لكنها لم تفعل الشيء نفسه عندما اعتقل السعوديون النشطاء.

وقال كوفمان ويتس: "هذا يقوض النهج الأمريكي الكامل تجاه حماية حقوق الإنسان من خلال جعل القضية تبدو كأداة سياسية تستخدمها الولايات المتحدة لمهاجمة منافسيها".