النجاح الإخباري - تبدو الولايات المتحدة معزولة هذه الأيام أكثر من اي وقت مضى، فيكفي انها قدمت مقترحا امس حول قطاع غزة في مجلس الأمن ولم تؤيده أية دولة، كما أن استخدامها الفيتو لاحباط مشروع قرار كويتي يدعو لتوفير حماية دولية للفلسطينيين يجعل موقفها يزداد صعوبة ويزيد من مأزومية انعزالها.
ومع إصرار القيادة الفلسطينية على أن الولايات المتحدة لم تعد وسيطا لعملية السلام انما طرفا في الصراع بسبب مواقفها المؤيدة للاحتلال، وعدم قدرة ترامب على بلورة أو فرض ما تسمى بـ"صفقة القرن"، تجد الإدارة الأميركية نفسها تخسر ورقة مهمة في الشرق الأوسط، بعدما وضعت كل اوراقها في سلة واحدة، والمتمثلة في دعم الاحتلال قلبا وقالبا.
ولا يعد الملف الفلسطيني القضية الوحيدة التي تعزل واشنطن عن العالم، فسياسة ترامب الاقتصادية تثير استنكارا وقلقا على المستوى العالمي.
وخلال اجتماع دول مجموع السبع في كندا بدت الولايات المتحدة منبوذة، وعبرت كندا وفرنسا والمانيا عن "اسفها" لان هذه المحادثات طغى عليها شبح اندلاع حرب تجارية بعدما صعدت ادارة ترامب فجأة من هجومها على حلفائها عبر فرض رسوم جمركية جديدة على وارداتها اعتبارا من الجمعة.
وحسب وكالة الانباء الفرنسية، فان التناقض واضح بين المكان الذي اختير لعقد اجتماع مجموعة السبع وهو منتجع تزلج راق وهادىء، والتوتر السائد لدى المشاركين.
وابلغ وزير المالية الكندي بيل مورنو نظيره الاميركي ستيف منوتشين "بعبارات قاسية" بحسب ما قال "بعدم موافقة" اوتاوا على الاطلاق على تحرك واشنطن التي فرضت رسوما جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب و 10% على واردات الالمنيوم الاوروبية والكندية والمكسيكية.
وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومير الجمعة ان "اجتماع مجموعة السبع هو بالاحرى --مجموعة 6+1-- مع الولايات المتحدة لوحدها ضد الجميع ما يثير مخاطر زعزعة استقرار الاقتصاد العالمي".
- "خاسرون"-
قبل بدء المحادثات، اعلنت الدول انه "لن يتم اصدار بيان ختامي" او بعبارات اخرى انها لن تتمكن من التوصل الى توافق من اجل صوغ بيان مشترك.
وقالت مصادر اوروبية وكندية لوكالة فرانس برس ان ستيف منوتشين لم يكن لديه خيار آخر سوى "اخذ العلم بهذا الاستياء" لدى حلفاء الولايات المتحدة لكن بدون ان يكون قادرا على تقديم رد على ذلك.
وردا على الاجراءات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، لجأ الاتحاد الاوروبي وكندا الى منظمة التجارة العالمية حيث رفعا شكوى، فيما اتخذت المكسيك اجراءات مضادة على منتجات اميركية.
ويتفق الجميع على القول ان الحرب التجارية لم تعلن بعد ما دام الرئيس الاميركي دونالد ترامب لم ينفذ بعد تهديده بفرض رسوم على السيارات.
وفي حال حصل ذلك، فان تداعيات هذا الاجراء على الاقتصاد ستكون خارجة عن السيطرة لان قطاع السيارات يشكل صلب التبادلات التجارية الاميركية.
وتقول وكالة الانباء الفرنسية أنه يبقى ايضا معرفة كيف ستتطور الجبهة التجارية الاخرى التي فتحها ترامب مع الصين. فقد بدأ وزير التجارة الاميركي ويلبور روس محادثات في بكين السبت تستمر ثلاثة ايام.
وتطالب الولايات المتحدة بانفتاح أكبر للسوق الصينية وبخفض عجزها التجاري مع الصين بواقع 200 مليار دولار سنويا (171 مليار يورو) بعدما سجل 375 مليار دولار العام الفائت. الا ان الصين لم توافق حتى الان على هذا المبلغ الذي يعتبره بعض خبراء الاقتصاد "غير واقعي".