النجاح الإخباري - العاصمة المكسيكية، مكسيكو سيتي، قد تستنفد مواردها من المياه العذبة. وهذه الأزمة قد تفاقم جميع المشكلات التي تعاني منها المدينة بالفعل، بداية من مشكلة طفح مياه الصرف الصحي، والهبوط الأرضي، وصولا إلى الزلازل.
وتعدُّ العاصمة المكسيكية، واحدة من أكبر المدن في العالم، ويبلغ تعداد سكانها نحو (21) مليون نسمة، وقد يصل إلى (27) مليون نسمة إذا شمل التعداد المناطق الواقعة على مشارفها. ويتركز (20%) من سكان المكسيك في العاصمة. وبحسب تقديرات حكومية، سيزيد عدد سكان المدينة ويصل إلى (30) مليون نسمة بحلول عام (2030).
وقد فرضت الكثافة السكانية المرتفعة على مدينة مكسيكو سيتي الكثير من التحديات، من بينها تزايد الضغط على إمدادات المياه. فقد أصبحت شبكة إمداد المياه بالمدينة على وشك الانهيار، كما أنَّ مخزون المياه الجوفية في المدينة يتعرض للاستنزاف. ولو استمر مخزون المياه في التناقص على هذا المنوال، فمن المتوقع أن ينضب في غضون (30) عامًا.
وبالنظر إلى عدد السكان الذين ستطالهم تداعيات نضوب المياه الجوفية في المدينة، فإنَّ هذا يعني أنَّ أكبر أزمة مياه في العالم قد تنفجر قريبًا على عتبات الولايات المتحدة الأمريكية.
مدينة تغمرها المياه
تقع مدينة ميكسيكو سيتي على ارتفاع ألفي متر فوق مستوى سطح البحر، وتهطل على المدينة أمطار غزيرة. وفي الموسم المطير، بين شهري يونيو/حزيران، وسبتمبر/أيلول، كثيرًا ما تضرب المدينة الفيضانات العنيفة.
ومن المتوقع أن تشتد حدَّة الفيضانات مستقبلًا، إذ ربطت دراسات بين تزايد التقلبات الجوية وبين التغير المناخي. لكن تدفق الماء المنهمر على البلاد يسبب الكثير من المشكلات، منها على سبيل المثال الشلل المروري عندما تغمر الشوارع المياه، بالإضافة إلى أن البنية التحتية متهالكة، فقد تؤدي الفيضانات الخاطفة التي تجتاح البلاد إلى طفح مياه الصرف الصحي، وانفجار أنابيب الصرف، وغرق الشوارع والمنازل بالمياه الملوثة.