ترجمة إيناس الحاج علي - النجاح الإخباري -  خطوة ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني تم الحديث عنها لعدة أشهر وعلى الرغم من المحاولات الأخيرة التي قام بها حلفاء الولايات المتحدة والمؤيدون المحليون للاتفاق على إقناع الرئيس بالالتزام بالوضع الراهن و قالترامب انه منفتح على المفاوضات المتجددة وكتن سيتاح له فرصة لإظهار أنه يستطيع أن يفعل أفضل لكن لماذا الانسحاب الآن؟

وتظهر استطلاعات الرأي أن غالبية الأمريكيين يؤيدون البقاء في الصفقة ولم تكن هذه قضية تحفز قاعدته الجماهيرية كما فعلت الهجرة والتجارة والاقتصاد وهناك ثلاثة أسباب لماذا نمت لكراهية الصفقة واتخذت هذه الخطوة.

لقد وضع ترامب في بعض الأحيان معارضته لصفقة إيران بشروط شخصية للغاية وقد استهزأ مراراً وتكراراً بوزير الخارجية السابق جون كيري أحد واضعي الاتفاق ووفقاً لأحد التقارير  فإن جهود كيري للتواصل مع الإيرانيين في الأيام الأخيرة ساعدت على دفع الرئيس أكثر نحو التخلي عن الصفقة.

موقف إيران 
نظم السياسيون مظاهرة داخل البرلمان  الأيراني بعد يوم من إعلان ترامب قراره بالانسحاب من الاتفاق وفرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران كما أحرقوا قطعة من الورق تمثل الصفقة النووية وكان رئيس البرلمان الإيراني من بين المسؤولين في طهران الذين قالوا إنه لا يزال من الممكن إنقاذ الاتفاق وقال علي لاريجاني للنواب إن قرار البيت الأبيض كان "عرضا دبلوماسيا" لن يؤدي إلا إلى عزل الولايات المتحدة.

وبدأت القوى الأوروبية مضاعفة جهودها للحفاظ على الصفقة على قيد الحياة.وتمثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي غالبية الدول الموقعة على الاتفاقية والمعروفة رسمياً باسم خطة العمل المشتركة الشاملة وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إن الاتفاق "لم يمت" لكن تصرفات الولايات المتحدة خلقت "مخاطرة حقيقية" للمواجهة في المنطقة.

وفي خضم التهديد بعدم استقرار أكبر في الشرق الأوسط بدا أن إسرائيل أطلقت جولة جديدة من الهجمات الصاروخية ضد مواقع العسكرية في سوريا بعد لحظات من إعلان ترامب قراره بشأن الصفقة الإيرانية.
وقال لو دريان من فرنسا ان بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيران ستعقد اجتماعها يوم الاثنين المقبل لمناقشة سبل المضي قدما في الاتفاق النووي وقال إن الحكومة الفرنسية ستتحدث أيضا مع أي شركات لها مصالح في إيران  لمناقشة التأثيرات المحتملة عليها وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه سيرسل أيضا مبعوثين لمناقشة الوضع مع الصين وروسيا.

تأثير الغاء الصفقة بالنسبة لاتفاقيات الدول الأخرى:

بالنسبة للدول التي تفكر في توقيع صفقات حساسة مع ترامب مثل كوريا الشمالية  فإن الانسحاب سيزيد من الشكوك بأنها لا يمكن أن تتوقع أمانة دائمة للولايات المتحدة للاتفاقيات الدولية التي توقعها ووصف الرئيس السابق باراك أوباما  الذي تفاوضت إدارته في الاتفاق عمل ترامب بأنه "مضلل" وقال التناقض المستمر للاتفاقات التي يعتبر بلدنا طرفًا فيها يخاطر بتقويض مصداقية أمريكا ويجعلنا على خلاف مع القوى الكبرى في العالم" ومع ذلك  فإن دولاً مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية  اعتبرت الإجراء بمثابة إشارة إلى عودة الولايات المتحدة إلى نهج أكثر تشككاً وثقةً في التعامل مع الخصوم.
في إيران  يشعر الكثيرون بقلق عميق حول كيفية تأثير قرار ترامب على الاقتصاد المتعثر في طهران  وسعى روحاني لتهدئة الأعصاب ولم يذكر اسم ترامب بشكل مباشر لكنه أكد أن إيران تواصل السعي إلى "الارتباط بالعالم".