خاص - النجاح الإخباري - يبدو أنَّ تداعيات فضيحة البيض الملوَّث ما زالت تزداد فصولاً لاسيما بعد أن طالت هذه الفضيحة (40) دولة وأدَّت إلى سحب ملايين البيض من المتاجر الأوروبية.
وأثارت هذه الفضيحة قلقاً وتحركاً دوليًّا للحدّ من مضاعفات هذه الفضيحة على الأمن الصحي لما يحمله من تأثير على صحة الإنسان. وبرغم من المحاولات الحثيثة ومنها إعدام أعداد هائلة من الدجاج كإجراء وقائي إلا أنَّ الخوف من مخاطر مادة "الفيبرونيل" يرخي بظلاله على المستهلكين خصوصاً بعد معرفتهم أنَّ هذه المادة السامَّة قد تتسبب بخلل في وظائف الكبد والغدّة الدرقية والكلى في حال إستهلاكها بكميات كبيرة.
إزاء هذا الواقع الصحي المتأزم، كان لا بدّ من إلقاء نظرة على موقف منظمة الصحة العالمية في هذا الشان، و التي إعتبرت أنَّ"الفيبرونيل" و "السالمونيلا" "مادتين "متوسطة السميّة" إذا تناولها الإنسان بكميات كبيرة، مضيفةً: "أنَّ الأمر يتطلب إعدام ملايين الدجاج".
فلسطيني خالية ..
يُشار إلى أنَّ مدير عام الخدمات البيطرية في وزارة الزراعة إياد العدرا، أكَّد قبل أيام أنَّ فلسطين خالية تمامًا من مرض تلوث البيض.
وأضاف العدرا في تصريحات نقلها "النجاح الإخباري"، أنَّ قطاع الدواجن يلقى اهتمامًا مستمرًا من قبل وزارة الزراعة، لا سيما في مجال التحصينات ضد الأمراض المختلفة، مشيرًا إلى قيام طواقم الخدمات البيطرية في المحافظات كافة، بزيارات عشوائية لمزارع الدواجن البياض، وأخذ عينات وفحصها بمختبرات البيطرة التابعة للوزارة والتأكد من خلوها من الإصابة بمرض "السالمونيلا".
وبيَّن العدرا أنَّ فلسطين لا تعاني نقصًا في إنتاج بيض المائدة، بل تمتلك اكتفاءً ذاتيًّا منه.
أضرار مدمرة ..
بالعودة إلى شروط ومنافع استخدام هذه المادة، نجد أنَّ الهدف من استخدامها يتمثل في القضاء على القمل والبق الذي يُصيب الحيوانات لكن يُحظر استخدامه مع الحيوانات المستخدمة في إنتاج المواد الغذائية لما يحتويه من سموم.
أما عن تأثير تلوث البيض على صحة الإنسان، فتقسّم الصحة العامة الأضرار الى قسمين:
الضرر المباشر: ينتقل المبيد إلى الإنسان بطريقة مباشرة وهنا يكون الحديث عن الأشخاص العاملين في المزراع والذين قد يُصابون بتسمم سريع نتيجة تعرضهم لهذه المادة عن طريق الهواء. ويمكن علاج هذا التسمم في حال تمّ التدخل سريعاً.
الضرر غير المباشر: عن طريق تناول الأسماك أو البيض أو الفواكه التي تعرَّضت لمبيد"الفيبرونيل"والتي قد تتسبب على المدى الطويل جرَّاء تناولها بكميات كبيرة إلى:
* أورام في الغدة الدرقية
* خلل في وظائف الكبد الذي يتولى معالجة السموم التي تدخل الى الجسم.
* خلل في الكلى والجهاز اللمفوي .
وبحسب مختصين فإنَّ الضرر يكمن في الأضرار غير المباشرة التي تؤدي إلى أمراض خطيرة يصعب معالجتها بسبب عدم معرفتنا بها وبحقيقة ما تناولناه على فترة طويلة. هذا التسمم الذي يتعرض له الحيوانات كالدجاج مثلًا يكون بمثابة تسمم بطيء سيُصيب الإنسان وقد يؤدي إلى الوفاة في حال تناوله بكميات كبيرة جدًا.
في حين تتفاوت العوارض عند الشخص بين الغثيان والتقيؤ والحكاك واحمرار في العين، وأحيان أخرى لا يشعر بها لاسيما عند تناولنا لكميات قليلة لكن خطورتها تظهر على المدى الطويل نتيجة استهلاكها المتكرر بأورام في الغدَّة الدرقية وخلل في وظائف الكبد.