النجاح الإخباري - أعلنت الشرطة البريطانيّة عن ارتفاع ضحايا الهجوم قرب مبنى "البرلمان البريطاني" الذي وقع يوم الأربعاء في لندن إلى خمسة أشخاص و(40) جريحًا، في حين أعلنت سلطات البلاد رفع درجة التأهب وإمكانية استدعاء الجيش.
وقال مساعد قائد الشرطة البريطانية في كلمة لوسائل الإعلام، إنّ ثلاثة ضباط شرطة أُصيبوا في الهجوم، ولا تزال حالة بعضهم خطيرة، وإنّ عدد المصابين ارتفع إلى (40) مصابًا من المدنيين، وأضاف "نعتقد أنّنا على علم بهوية المهاجم".
وأشار إلى أنّ التحقيقات مستمرّة، وتمّ استجواب مئات الأشخاص الذين كانوا موجودين في المنطقة، داعيًا البريطانيين للحذر والإبلاغ عن وجود أيّ مشتبه به.
وأدانت رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي" الهجوم، ووصفته بأنّه عمل منحطّ ويثير الاشمئزاز، وقالت في بيان أمام "مقر رئاسة الوزراء" مساء أمس: مكان هذا الهجوم ليس عفويًّا.
وتابعت "اختار الإرهابي أنْ يضربَ في قلب عاصمتنا، حيث يتجمّع أشخاص من جميع الجنسيّات والديانات والثقافات للاحتفال بقِيَم الحريّة والديمقراطية وحريّة التعبير."
وقالت إن أي محاولة لدحض تلك القيم من خلال العنف "محكوم عليها بالفشل".
وقال "مارك راولي" رئيس وحدة مكافحة الإرهاب بشرطة لندن للصحفيين "أعلناه حادثاً إرهابيًّا، وقيادة مكافحة الإرهاب تجري تحقيقًا شاملًا في الأحداث التي وقعت."
وأضاف قائلًا: بدأ الهجوم عندما قاد شخص سيارة على جسر "وستمنستر"، ليصدم ويصيب عددًا من الناس، من بينهم ثلاثة ضباط الشرطة، ثمّ توقّفتْ سيارة قرب "البرلمان"، وواصل رجل واحد على الأقل مُسلّحٌ بسكين الهجوم، وحاول دخول "البرلمان".
وقال: إنّ التحقيق السريع الذي أجرته الشرطة يعمل على فرضيّة أنّ الهجوم من نوع "الإرهاب الإسلامي"، وإنّ الشرطة تعتقد أنّها تعرف هوية المهاجم، لكنّها لن تذكرَ أيّ تفاصيل في الوقت الراهن.
وهذا أعنف هجوم في لندن منذ أن قتل أربعة إسلاميين بريطانيين (52) راكبًا، وذلك في تفجيرات انتحاريّة استهدفت شبكة النقل في المدينة، في يوليو عام (2005)، في أسوأ هجوم في لندن وقت السلم.
وجاء الهجوم في الذكرى السنوية الأولى للهجمات التي شنّها إسلاميّون متشددون في "بروكسل"، وقُتل فيها (32) شخصًا.
وتحددت هوية الشرطي القتيل وهو "كيث بالمر" (48 عامًا)، ويعمل بالشرطة منذ (15 عامًا).
وشاهد مراسل لرويترز (12) شخصًا على الأقل مصابين بجروح على الجسر، وأظهرت صور قام بالتقاطها أشخاصًا على الأرض بعضهم ينزفون بشدة وكان واحد على الأقل تحت حافلة.
وانتشلت امرأة على قيد الحياة لكنها مصابة بجروح خطيرة من نهر "التيمز"، ولم تتضح ملابسات سقوطها في النهر.
وقال مسؤولون فرنسيون "إنّ ثلاثة تلاميذ فرنسيين تتراوح أعمارهم بين (15 و16عامًا )أُصيبوا في الهجوم.
وقال رئيس بلدية لندن "صادق خان" إنّه سيتم نشر قوات شرطة إضافية في شوارع المدينة للحفاظ على سلامة سكان لندن والزائرين.
وأضاف "نقف سويًّا في وجه من يسعون للإضرار بنا وتدمير أسلوب حياتنا.كنا دائما وسنظل، لن يخاف اللندنيون أبدًا من الإرهاب."
وجرى تعليق جلسة مجلس العموم التي كانت منعقدة، وطلب من المشرعين البقاء داخل القاعة.
وقالت "ماي" إن البرلمان سيجتمع كالمعتاد يوم الخميس في دلالة على أن الهجوم لن يعرقل الحياة في العاصمة.
لكن قصر "بكنجهام" أعلن عن تأجيل زيارة للملكة اليزابيث كانت مقررة اليوم الخميس لافتتاح المقر الجديد لقوة شرطة لندن وذلك في ضوء أحداث اليوم.
وقال البيت الأبيض إن ماي تحدثت إلى الرئيس الأميركي "ترامب" بشأن الهجوم.
وأدان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ما وصفها "بأعمال العنف البشعة."
وكانت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" والأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ينس ستولتنبرج" من بين الزعماء الأجانب الذين عبّروا عن صدمتهم وتضامنهم.
وفي أدنبره علق البرلمان الاسكتلندي مناقشة وتصويتًا مزمعًا على الاستقلال مع وصول أنباء الهجوم من لندن.
كانت بريطانيا قد رفعت مستوى التأهب من هجمات إرهابية إلى مستوى حاد، وهو ثاني أعلى مستوى مما يعني أنّ هجومًا قد يشنه متشددون يعتبر محتمًلا بدرجة عالية.