النجاح الإخباري - رصد علماء الفلك في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، بواسطة مرصد تشاندرا للأشعة السينية وتلسكوبات فضائية أخرى، 3 ثقوب سوداء ضخمة للغاية تسير باتجاه تصادمي هائل.
وقال علماء الفلك إن النظام غير العادي، المعروف باسم "SDSS J084905.51 + 111447.2"، يقع على بعد حوالي مليار سنة ضوئية من الأرض.
وقال الأستاذ في جامعة جورج ماسون في فيرفاكس بولاية فرجينيا، أحد مؤلفي الدراسة التي نشرت في "مجلة الفيزياء الفلكية"، ريان فايفل "كنا نبحث فقط عن أزواج من الثقوب السوداء في ذلك الوقت، ومع ذلك، من خلال تقنية الاختيار الخاصة بنا، عثرنا على هذا النظام المذهل".
وأضاف أن "هذا هو أقوى دليل موجود حتى الآن لمثل هذا النظام الثلاثي من الثقوب السوداء النشطة فائقة الكتلة"، وفقا لصحيفة ديلي ستار البريطانية.
وللكشف عن الثلاثي النادر للثقوب السوداء الهائلة، قام الباحثون أولا بجمع بيانات 3 تلسكوبات على الأرض وفي الفضاء، ثم قام الفريق بفحص البيانات التي تم جمعها من هذه المصادر.
وقال فايفل "من خلال استخدام هذه المراصد الفلكية الرئيسية، حددنا طريقة جديدة لتحديد الثقوب السوداء الفائقة الكتلة"، مشيرا إلى أن كل تلسكوب "يعطينا فكرة مختلفة عما يحدث في هذه الأنظمة.. نأمل أن نوسع نطاق عملنا لرصد مزيد من الثلاثية باستخدام نفس التقنية".
وأوضح أعضاء فريق الدراسة أن المسافة بين كل ثقب أسود وأقرب جار له تتراوح بين 10 آلاف و30 ألف سنة ضوئية، مشيرين إلى أن هذه المسافات ستنكمش لأن الثقوب السوداء تتجه على ما يبدو إلى الدمج أو التصادم، تماما كما تفعل المجرات الأصلية.
وقالت الأستاذة في جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد كريستينا مانزانو كينغ "الأطياف البصرية تحتوي على ثروة من المعلومات حول المجرة.. إنها تستخدم عادة لتحديد الثقوب السوداء المتراكمة بفعالية، ويمكن أن تعكس تأثيرها على المجرات التي توجد فيها".
من جهتها، قالت الأستاذة في جامعة جورج مايسون، المشاركة في تأليف الدراسة، شوبيتا ساتيابال، إن "الثقوب السوداء المزدوجة والثلاثية نادرة جدا، ولكن مثل هذه الأنظمة هي في الواقع نتيجة طبيعية لعمليات دمج المجرات، التي نعتقد أنها تؤدي إلى نمو وتطور المجرات".
ومن المتوقع أن تتفاعل الثقوب السوداء الثلاث الهائلة بشكل مختلف عندما اندماجها معا مقارنة بما يحدث في حالة اندماج ثقبين أسودين، بحسب ما أشار موقع ناسا.
ويعتقد أن ما سيحدث في البدايه هو اندماج ثقبين أسودين ليشكلا ثقبا أسود هائلا أكبر بكثير من أي ثقب أسود عملاق، وقد يكون هذا حلا للغموض النظري المسمى "مشكلة بارسك النهائية"، حيث يمكن للثقبين الأسودين الهائلين الاقتراب من بعضهما في غضون بضع سنوات ضوئية، لكنهما يحتاجان إلى قوة سحب إضافية إلى الداخل للاندماج مع الثقب الأسود الثالث.
وأظهرت المحاكاة الحاسوبية أن 16 بالمئة من أزواج الثقوب السوداء الهائلة في المجرات المتصادمة ستتفاعل مع ثقب أسود هائل للغاية قبل أن تندمج، كما أفاد موقع مختبرات الدفع النفاث التابع لناسا.
وسوف يتمخض عن هذه الاندماجات تموجات خلال "الزمكان" تسمى موجات الجاذبية.