نابلس - النجاح الإخباري - تحدث مفوض التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية بشكل صارم تجاه شركات الاتصالات الصينية هواوي، حيث قال أندروس أنسيب Andrus Ansip إن على الاتحاد الأوروبي أن يشعر بالقلق من شركة هواوي وغيرها من شركات التكنولوجيا الصينية، بسبب تزايد المخاوف بشأن مخاطر الأمن السيبراني والمخاطر التي تشكلها على صناعة وأمن الاتحاد.
وقال أنسيب، الذي يتعامل مع القضايا الرقمية في المفوضية الأوروبية: "أعتقد أنه يتعين علينا أن نشعر بالقلق بشأن هذه الشركات"، وذلك أثناء الحديث عن هواوي وغيرها من شركات الاتصالات الصينية بعبارات قوية غير معتادة من قبل مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي ضمن مؤتمر صحافي في بروكسل.
ويأتي هذا الحديث بعد مرور أيام من إلقاء القبض على مديرة تنفيذية كبيرة في شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة هواوي ضمن كندا في إطار تحقيق في مزاعم حول تزوير مصرفي.
وتواجه شركة هواوي، التي حققت إيرادات بلغت 93 مليار دولار في العام الماضي، وينظر إليها على أنها بطلة وطنية في الصين، تدقيقاً مكثفاً من العديد من الدول الغربية بسبب علاقاتها بالحكومة الصينية، مدفوعة بمخاوف من إمكانية استخدامها من قبل بكين للتجسس.
وقال أنسيب إنه قلق لأن شركات التكنولوجيا الصينية مطالبة بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات الصينية، مثل توفيرها لأبواب خلفية إلزامية للسماح بالوصول إلى البيانات المشفرة، مضيفاً أن تلك الشركات تنتج رقاقات يمكن استخدامها "للحصول على أسرارنا".
وأوضح: "كأفراد عاديين، بالطبع يجب أن نكون خائفين"، مؤكداً أنه ليس لديه معلومات كافية عن الاعتقال الأخير في كندا.
من جهتها، قالت ألمانيا، الجمعة، إنها تعارض استبعاد أي شركة مصنعة من إمكانية البناء المزمع لشبكات الجيل الخامس للهاتف المحمول 5G.
وكان مركز بلجيكا للأمن السيبراني يدرس إمكانية حظر شركة هواوي في البلاد، وذلك بحسب ما أفادت صحيفتا L’Echo و De Tijd، حيث تقوم الشركة الصينية بتوريد المعدات لمزودي خدمات الاتصالات Proximus و Orange Belgium.
ويستعد الاتحاد الأوروبي ككل لإطلاق نظام بعيد المدى لتنسيق وتدقيق الاستثمارات الأجنبية في أوروبا، وذلك بعد تزايد الاستثمارات الصينية والمخاوف بشأن الأمن ونقل التكنولوجيا القسري.
كما يتعلق توقيف المسؤولة المالية في شركة هواوي مينغ وانزهو Meng Wanzhou في كندا بتحقيق أميركي في مخطط مزعوم لاستخدام النظام المصرفي العالمي للتهرب من العقوبات الأميركية ضد إيران، وهي تنتظر احتمال تسليمها للولايات المتحدة.
ويعتقد مسؤولو المفوضية الأوروبية أن هيمنة هواوي على فضاء شركات الاتصالات يهدد استقلال أوروبا الاستراتيجي وأمنها على المدى الطويل.
من جانبه، قال متحدث باسم شركة هواوي: "نحن نرفض رفضاً قاطعاً أننا نشكل تهديد للأمن القومي. هل يمكن لأي شخص في الولايات المتحدة أو كندا أو بلجيكا أو أي مكان آخر أن يثبت لنا وجود أي دليل حول الأبواب الخلفية"، موضحاً: "لم يتم طلب ذلك من شركة هواوي أبداً ولن تقدم ذلك أبداً ولن تتجسس على أي حكومة لصالح أي حكومة".
وتابع قائلاً: "دعونا نعامل الأمن السيبراني كمسألة تقنية حتى نتمكن من العمل معاً لتأمين الشبكات وليس تسييسها. نحن لا نريد أن يتم تمييزنا لأننا صينيون".