النجاح الإخباري - خلال السنوات الماضية، تحولت السيارات ذاتية القيادة من مجرد نماذج ونظريات إلى مركبات حقيقية تجري في شوارع كثير من دول العالم، صحيح أنها لم تحظ بالانتشار المنتظر حتى الآن، لكن يعتقد على نطاق واسع أنها ستكون وسيلة مهمة للسفر والانتقالات في المستقبل لكن كيف تعمل هذه السيارات التي تسير بلا سائق؟ كيف تحدد معالم الشوارع وتعرف طريقها وتتجنب التصادم مع السيارات أو المارة؟
تستكشف السيارات ذاتية القيادة العالم من خلال مجموعة من أجهزة الاستشعار، بما فيها الكاميرات والرادارات و"الليدار"، وهو تكتيك شبيه بالرادار يستخدم نبضات الضوء غير المرئي لخلق خريطة ثلاثية الأبعاد بالغة الدقة للمنطقة المحيطة بها، وهي تعمل جميعها على المحافظة على السيارات ذاتية القيادة آمنة.
والكاميرات والرادار والليدار تعمل معا وتكمل بعضها بعضا، بما يتيح توفير بيانات كافية يتم تحليلها لخلق صورة محيطية متكاملة للمنطقة المحيطة بالسيارة، بحيث تتمكن من تجنب العوائق والأشخاص والأشياء الأخرى.
وتعد الكاميرات رخيصة نسبيا، ويمكنها رؤية إشارات المرور وعلامات الطرق والتعرف عليها، لكنها لا تستطيع قياس المسافات، أما الرادار فيمكنه قياس المسافة والسرعة، لكنه لا يستطيع رؤية التفاصيل الدقيقة.
أما الليدار، فيوفر تفاصيل دقيقة، لكنه باهظ الثمن ويتشوش ويرتبك في حالة تساقط الثلوج في الشتاء ويعتقد معظم العاملين في مجال السيارات ذاتية القيادة أن الجمع بين أجهزة الاستشعار الثلاثة مطلوب لضمان مزيد من السامة والأمن والموثوقية، ذلك أن الحصول على البيانات بواسطة أجهزة الاستشعار الخاصة بالسيارة وحدها لا يكفي.
ولذلك فإن هذه الأجهزة تحتاج بعد ذلك إلى أن تكون قادرة على تمييز والتعرف على الأشياء المحيطة بها مثل السيارات والمشاة في الشوارع والدراجات الهوائية وإشارات المرور وعلامات الطرق وغيرها، كما تحتاج (الآلة) إلى تعلم هذه الأمور وتزويدها بكثير من الأمثلة والنماذج.
على سبيل المثال، تعتمد شركة "مايتي أرتفيشيال إنتليجانس" الأميركية التي تتخذ من سياتل مقرا لها، على قرابة 300 ألف شخص يقومون بتوثيق ووضع علامات على صور للشوارع، ورسم صناديق حول السيارات والأشجار وأشياء أخرى لمجموعة من عملاء السيارات ذاتية القيادة.