النجاح الإخباري - أقل من شهرين تفصلان العالم عن احتفال عملة "بيتكوين" بـ(عيد ميلادها) الثامن والعملة الإلكترونية التي يقتصر تداولها عبر شبكة الانترنت فقط، ظهرت لأول مرة في الثالث من كانون الثاني/يناير عام 2009، بيد أن شهرتها الراهنة، تجاوزت كثيرا عمرها القصير نسبيا.

فيما تدور الأحاديث عن تجاوز قيمة بتكوين حاجز الأحد عشر ألف دولار أمريكي، بحسب "رويترز"، يبقى الحديث عن تأثيرها على الاقتصاد، ضئيلا.

حول هذا الأمر، يقول محلل الأسواق المالية، نعيم سالم لـ"يورونيوز": "ربما لا ترغب في استخدام عملة بيتكوين الخاصة بك، لأنك تعرف أنه في الخمس أو العشر دقائق القادمة ستكون قيمتها أعلى".

وأضاف: "أعتقد أن هذا الجانب من التقلب أمر يحتاج إلى معالجة، بكل تأكيد، الأمر الذي قد ينظر إليه حال صدور نوع من الضوابط".

من جهتها، وتحت عنوان "قد تكون بيتكوين ’فقاعة‘، لكن العملات الرقمية ليست كذلك"، نشرت مجلة "فوربس" تقريرا مطولا حول العملات الافتراضية.

وتنقل مقدمة التقرير انتقادات المستثمر الأمريكي الشهير، جاك بوجل، والبروفسور جوزيف ستيغليتز، الحائز على نوبل للآداب، لعملة بيتكوين.

إذ ينتقد كلاهما بيتكوين بوصفها "فقاعة"، بل ويطالب ستيغليتز بحظرها قائلا إنها "لا تؤدي أي وظيفة اجتماعية".

بيد أن كاتب التقرير، جيمي هوبكنز، يخالف الرجلين في الرأي، إذ يرى أنه قد تم بالفعل اعتماد العملات الرقمية، وأنه لابد من مواكبة التطور "وليس التمسك بمفاهيم العملات القديمة".

كما يجادل هوبكنز في أن العملا الرقمية "مثل هوبكنز تكتسب زخما ولها دور وقيمة تفشل العملات التقليدية في تقديمهما".

كما يرى أن "بيتكوين ليست شركة بالمعنى التقليدي (...) وأنها إحدى عملات افتراضية كثيرة" لا يمكن التكهن بما تحمله مستقبلا، حالها حال أي عملة أخرى "غير قابلة للتنبؤ".

ويضيف هوبكنز: "تجتذب العملات الرقمية الناس دون أن يشعروا، إذ أنهم لا يفكرون في طريقة إنفاقهم المال هذه الأيام؛ جزء كبير من المجتمع، وخاصة الشباب، يعتمد على الدفع عبر البطاقات الائتمانية فقط".

والحال أن "مجموعة من الناس تقول إن هناك مال ما في مكان ما، كالبنوك مثلا (...) فيما تعتمد على وعود المؤسسات المالية والحكومات".

علاوة على كل هذا، يحيل هوبكنز قلق حكومات معينة من العملات الافتراضية إلى كونها تلغي "آليات المراقبة التي تتبعها الدول من قرون، كالسيطرة على الجيب والتحكم بالناس".

بل ويرى أن فصل العملة الافتراضية عن الحكومة يسمح بعملة "أكثر استقرارا دون أن تخضع لتغيرات السياسة الحكومة أو التضخم أو الحروب وغيرها".

من جانبه، يرى جون كونليف، نائب محافظ بنك انجلترا المركزي، أن عملة بيتكوين ليست بالحجم الذي يشكل خطرا على الاقتصاد العالمي.

وقال كونليف لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): "أقول فقط إن المستثمرين في حاجة نوعا ما للقيام بواجباتهم".
وأضاف أنه لا يعتقد أن الأسر البريطانية ككل تتجه صوب "إسراف مدعوم بالدين"، لكنه قال إن هناك حاجة لمراقبة المعدلات السريعة لنمو ائتمان المستهلكين.

بدوره، توقع لي ناك يون، رئيس وزراء كوريا الجنوبية، "تزايد إقبال الشباب والمراهقين على العملات الرقمية" بين أنه حذر من الأمر بقوله: "إذا تركنا الأمور على ما هي عليه، يمكن أن تحدث بعض الظواهر المرضية الخطيرة".

وجدير بالذكر أن بيتكوين قفزت فوق 11 ألف دولار، مسجلة مستوى قياسيا مرتفعا لليوم السادس على التوالي وكانت بتكوين قد تجاوزت مستوى عشرة آلاف دولار في التعاملات الآسيوية المبكرة قبل أن تقفز فوق 11 ألف دولار بعد أقل من 12 ساعة لتصل إلى 11 ألفا و935 دولارا في بورصة بيتستامب ومقرها لوكسمبرج، وهي إحدى أكبر وأكثر بورصات العملة الرقمية سيولة.