النجاح الإخباري - كشفت دراسة علمية جديدة أن الجلد الصناعي المنتج من مكونات الفطر قد يكون أفضل بديل في المستقبل للجلود الحيوانية، وأكثر استدامة وأقل كلفة من الجلود الاصطناعية المتوفرة حاليا في الأسواق.
وأثبتت النتائج أن إنتاج الجلود من الفطريات يستخدم مواد كيميائية أقل خطرا من الجلود الطبيعية والمصنعة، ويطلق كمية أقل من غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، وأنه يشبه الجلد التقليدي من حيث المتانة والمرونة. إضافة إلى ذلك فهو قابل للتحلل بشكل كامل عندما لا يتم دمجه مع مادة أخرى، ويمكن التخلص منه بأمان دون ترك أي أثر مضر بالبيئة.
ويقول البروفيسور ألكسندر بسمارك من جامعة فيينا وقسم الهندسة الكيميائية في إمبريال كوليدج، "نميل عادة إلى الاعتقاد بأن الجلد الصناعي أفضل للبيئة. ولئن كانت الجلود التقليدية موضع جدل أخلاقي، فإن هذه البدائل لها كذلك مشكلات تتعلق بالاستدامة البيئية".
في المقابل، فإن "الجلد المشتق من الفطريات لا يجلب أيا من هذه المشكلات، وبالتالي لديه إمكانات كبيرة ليكون أحد أفضل بدائل الجلد من حيث الاستدامة والتكلفة"، كما يضيف المؤلف المشارك في الدراسة.
يقول المؤلفون إنه يمكن إنتاج بدائل الجلود من الفطريات عن طريق إعادة تدوير المنتجات الثانوية الزراعية والحرجية منخفضة التكلفة مثل نشارة الخشب. وتعتبر هذه المواد "مواد أولية" تنمو عليها الفطريات ككتلة متشابكة من الخيوط الفطرية الممدودة، والتي تنمو لتصبح صفيحة.
وأكد الباحثون أن الجلد المشتق من الفطريات يمكن أن يكون ذا أهمية خاصة للمستهلكين والشركات المهتمة بالاستدامة في المستقبل، لكنّ مؤلفي الدراسة يشيرون إلى أن أحد أكبر التحديات في إنتاج الجلود المشتقة من الفطريات يتمثل في صنع صفائح فطرية عالية الجودة على نطاق واسع، يكون لها سمك ولون وخصائص ميكانيكية ثابتة.