النجاح الإخباري - وجد الباحثون مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين كانوا قادرين على الشم رغم افتقارهم إلى "البصيلة الشمية"، وهي المنطقة الموجودة في الدماغ الأمامي، والتي تعالج المعلومات المتعلقة بالروائح في الأنف، وذلك بحسب دراسة جديدة نشرت يوم 6 نوفمبر في مجلة Neuron،
وبدا مسح دماغ امرأة تبلغ من العمر 29 عاما، محيرا للعلماء، حيث كشف أنها تفتقد إلى هياكل الدماغ التي تحتاجها لتكون قادرة على الشم، ومع ذلك، كانت قادرة على شم الروائح من حولها أكثر من الأشخاص العاديين.
وليس من الواضح كيف يمكنهم القيام بذلك، لكن النتائج تشير إلى أن الدماغ البشري قد يملك قدرة على التكيف أكبر مما كان يعتقد سابقا.
وعثرت مجموعة من الباحثين في إسرائيل على هذا الاكتشاف، عن طريق الصدفة، أثناء مراجعة صور بالرنين المغناطيسي لأدمغة المرضى الذين يملكون حاسة الشم الطبيعية، لكنهم لاحظوا أن إحدى النساء كانت فاقدة للبصلة الشمية الخاصة بها.
وكان ذلك مفاجئا للعلماء نظرا لأن دراستهم تطلبت مشاركين يتمتعون بشعور جيد بالرائحة، وبناء على فحص دماغها، كان يفترض ألا تكون المرأة قادرة على الشم.
ومع إجراء المزيد من عمليات الفحص والاختبارات عليها، وجد الباحثون أن المرأة العسراء، تملك حاسة شم أقوى قليلا من أي شخص عادي.
وقرر الباحثون متابعة الأمر بشكل أكبر، وقاموا بتجنيد المزيد من المشاركات لمقارنتهن مع هذه الحالة غير العادية، وراجع الفريق 1113 صورة بالرنين المغناطيسي، ووجدوا أنه من بين 606 امرأة، هناك ثلاث نساء يتمتعن بالقدرة ذاتها على الشم، على الرغم من فقدانهن البنية العصبية المسؤولة عن الشم في الدماغ (البصلة الشمية).
والغريب في الأمر، أن هذه الظاهرة تؤثر في الغالب على النساء العسراوات حيث تم تشخيصها في 4% من المشاركات، بينما لم يتم اكتشاف أي حالة مشابهة لدى الرجال، وهو ما جعل العلماء في حيرة من سبب علاقة الجنس واستخدام اليد اليسرى في القدرة على الشم دون الحاجة إلى البصلة الشمية.
ويقول فريق البحث "إن التفسير البسيط لهذه الحالة هو أن النساء ولدن بالفعل من دون بصلة شمية، ولكن بفضل الليونة الشديدة للدماغ النامي، طورن خارطة شبكية(شبكة تشبه الخصلة من الشعيرات الدموية) بديلة في مكان آخر من الدماغ، وليس في البصلة الشمية.