النجاح الإخباري - علاج السرطان في البداية، كان يجري من خلال استهداف كافة الخلايا التي تنمو في المريض، سواء كانت مسرطنة أو لم تكن كذلك لكن الأطباء أحدثوا نقلة بارزة، في وقت لاحق، فراهنوا على أدوية تستهدف البروتينات التي تنتجها الخلايا السرطانية، وبالتالي، كان الهدف هو حرمان تلك الخلايا مما يضمن بقاءها على قيد الحياة.
ومن بين هذه الأدوية، نجد عقار "Gleevec"، الذي كان موجها لسرطان الدم، لكن الاختبارات التي أجريت قادت إلى خيبة أمل كبيرة، بعدما كانت الآمال معقودة بشكل كبير.
وبحسب دراسة نشرت في وقت سابق من العام الجاري، فإن 3 بالمئة فقط من الأدوية، التي جرى تجريتها بين عامي 2000 و2015 حظيت بالموافقة حتى تتحول إلى علاج للمرضى.
وفي البحث عن أسباب هذا الفشل، أوردت دراسة منشورة في صحيفة "ساينس تراسناشنال ميديسين"، أن سبب الإخفاق هو أن الأطباء يلاحقون الهدف الخطأ في سعيهم إلى إيجاد العلاج.
وتوصل الباحث في أمراض السرطان بمختبر "كولد سبرينغ هاربور" في نيويورك، جيسون شيلتزر، إلى هذه الخلاصة رفقة عدد من الباحثين، أثناء اختبار دواء جديد لمكافحة سرطان الثدي.
ولفهم هذا الفشل، تشرح الدراسة أنه في بعض حالات المرض، تقوم الخلايا السرطانية بإنتاج بروتين يسمى "MELK"، وحين يرتفع مستوى هذا البروتين في جسم الإنسان فإن فرص نجاة المريض تتضاءل بصورة كبيرة.
لكن الأطباء اعتقدوا أن الخلايا السرطانية تحتاج إلى جين ضروري حتى تنمو في الجسم، لكن تبين فيما بعد أن الأمر غير دقيق.
واستخدم فريق البحث الأميركي، طريقة متطورة في الهندسة الوراثية حتى يتحكموا في الجين المرتبط بالخلايا السرطانية، والمفاجأة الكبرى هي أن الخلايا لم تتوقف عن النمو والانتشار، رغم النجاح في تحييده.
وتبعا لذلك، فإن العلاج عن طريق هذه "الخطوة الجينية" لم يؤت ثماره، أما حين جرى استهداف الخلايا السرطانية بدواء ضد البروتين الخطير، على نحو مباشر، فتوقف النمو بشكل ملحوظ.
وأبدى الباحث شيلتزر حيرة أمام هذه النتيجة، فحرص على التعمق في التجربة، لكنه وصل إلى النتائج نفسها.
ولم يستبعد الباحث أن يكون فشل الطب، ناجما عن اللجوء إلى الطرق الخطأ، فضلا عن إخضاع مرضى غير متجاوبين مع تجارب العلاج.
وأضاف أن بعض تقنيات استهداف الخلايا السرطانية، صارت متقادمة بعض الشيء لأنها اكتشفت قبل 5 أو 10 أعوام، في بعض الحالات.