النجاح الإخباري - على الرغم من أنه تم اكتشاف الصلة بين استخدام اليد اليسرى والوراثة في الماضي، إلا أنه لم يتم تحديد الجينات الدقيقة المرتبطة بالتوارث وبفضل مجموعة كبيرة من المشاركين، تمكن العلماء من تحديد أربع مناطق وراثية يزعمون أنها مرتبطة باختيار اليد اليسرى.
ومن بين المناطق الوراثية الأربع التي تم تحديدها، ارتبطت ثلاث منها بالبروتينات المشاركة في نمو الدماغ وبنيته. على وجه الخصوص، كانت هذه البروتينات مرتبطة بالأنابيب الدقيقة، والتي تعد جزءا من السقالات الموجودة داخل الخلايا، والتي تسمى الهيكل الخلوي، والتي توجه بناء وعمل الخلايا في الجسم.
وباستخدام التصوير التفصيلي للدماغ لنحو 10 آلاف من المشاركين، وجد العلماء أن هذه الآثار الوراثية ارتبطت باختلافات في بنية الدماغ في مساحات المادة البيضاء، التي تحتوي على الهيكل الخلوي للدماغ الذي ينضم إلى المناطق ذات الصلة باللغة.
وقال الدكتور أكيرا ويبرغ، من مجلس البحوث الطبية في جامعة أكسفورد، الذي أجرى التحليلات: "اكتشفنا لدى المشاركين العُسر، أن المناطق اللغوية في الجانبين الأيسر والأيمن من المخ تتواصل مع بعضها البعض، بطريقة أكثر تنسيقا".
وأضاف: "هذا يثير إمكانية هامة للبحث المستقبلي بشأن امتلاك أصحاب اليد اليسرى ميزة خاصة عندما يتعلق الأمر بأداء المهام اللفظية".
وقالت البروفيسورة دومينيك فورنيس، المؤلفة المشاركة في الدراسة: "أثبتنا في هذه الدراسة أن استخدام اليد اليسرى هو نتيجة لعلم الأحياء التطوري للدماغ، ويعزا ذلك جزئيا إلى التفاعل المعقد بين العديد من الجينات.. إنها جزء من نسيج غني لما يجعلنا بشرا".
مشيرة إلى أن هذا يثير احتمالا محيرا بأن السمات المميزة للتطور المستقبلي للاختيار استخدام اليد اليسرى يبدأ ظهورها لدى الدماغ في الرحم.
ووجد العلماء أيضا ارتباطات بين المناطق الوراثية التي تشارك في اختيار اليد اليسرى وفرصة أقل بكثير للإصابة بمرض الشلل الرعاش، ولكن هناك فرصة أعلى قليلا للإصابة بمرض انفصام الشخصية، ويمكن أن تساعد دراسة هذه الروابط الوراثية في تحسين فهم كيفية تطور هذه الظروف الطبية الخطيرة.
ومع ذلك، ذكر العلماء أن هذا الرابط قد تم اكتشافه فقط بين عدد صغير من الناس، وأن هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول هذا الموضوع.