النجاح الإخباري - تخطط مجموعة من الأطباء لاستخدام سم العقرب لمكافحة الالتهابات البشرية، بعد اكتشاف قدرته على قتل البكتيريا دون آثار جانبية.
ويحتوي السم على مادتين كيميائيتين اكتشف العلماء أن لديهما قدرات مضادة للبكتيريا، حيث قتلت السلالات المسؤولة عن أمراض مثل السل، وفقا لدراسة أجريت على الفئران.
وكشفت التجارب عن قدرة السم (المأخوذ من عقرب Diplocentrus melici الموجود في المكسيك) على محاربة البكتيريا، دون إتلاف أنسجة صحية في الفئران.
وقال معد الدراسة البروفيسور ريتشارد زاري، من جامعة ستانفورد: "إن هذه المركبات قد لا تكون العنصر القاتل في السم. ليس لدينا أي فكرة لماذا يصنع العقرب هذه المركبات، وهناك المزيد من الألغاز حول ذلك".
وعمل الأستاذ زاري مع لوريفال بوساني، من الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، والذي ركز على تحديد المركبات ذات الإمكانات الطبية في سم العقرب، لمدة 45 عاما. وقام طلابهما بالتقاط عينات قليلة من سم العقرب، من خلال تحفيز ذيولها بنبضات كهربائية خفيفة.
ووجد الباحثون مركبين كيميائيين أساسيين (benzoquinones)، يتشاركان في بنية جزيئية مماثلة، مع احتواء أحدهما على الأكسجين ووجود الكبريت في الآخر.
وأُرسلت benzoquinones إلى معهد سلفادور Zubirán الوطني للعلوم الصحية والتغذية في مكسيكو سيتي، لإجراء المزيد من الاختبارات.
واكتشف فريق البحث أن إحدى المواد الكيميائية الحمراء دمرت فعليا المكورات العنقودية الذهبية، والتي تسبب التهاب الجلد عادة. وفي الوقت نفسه، ساهم العنصر الأزرق من benzoquinones في قتل سلالات البكتيريا المسببة للسل، سواء الطبيعية أو تلك المقاومة للعقاقير، مع عدم إصابة بطانة الرئتين في الفئران بالأذى.
ولكن عقبة كأداء تلوح في الأفق، مع صعوبة استخراج السم المميت من العقرب، كما يقول العلماء، تفيد بأن إنتاج الدواء لأغراض العلاج سيكلف زهاء 34 مليون جنيه إسترليني.
ويعد مرض السل أحد أهم أسباب الوفاة في العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، حيث أصاب المرض 10 ملايين شخص وقتل 1.6 مليون فرد في عام 2017.