نابلس - ترجمة خاصة - النجاح الإخباري - عندما يضطر الرجال المصابون بسرطان البروستاتا إلى تناول الأدوية التي تمنع هرمون التستوستيرون من تغذية الأورام الخبيثة، فقد يعانون من مجموعة من الأعراض الجانبية التي تشمل العجز الجنسي، وفقدان العظام، ومشاكل القلب، والسمنة.
ويكشف بحثًا جديدًا عن جانب سلبي آخر محتمل في العلاج، بحيث قد يكون هؤلاء الرجال أكثر عرضة لخطر الإصابة بالخرف.
وأشار الباحثون بأن خطر الإصابة بأي نوع من الخرف زاد بنسبة 17% ، بينما زاد خطر الإصابة بالزهايمر بنسبة 23%.
وتشمل الأعراض الجانبية الشائعة لما يسمى (بعلاج الحرمان من هرمون الأندروجين) نوبات الحرارة، والمزاج غير المستقر، ومشاكل النوم، والصداع، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وردود الفعل التحسسية والعجز الجنسي.
وقال الباحث الدكتور كارل تولي، باحث في مستشفى بريجهام ،ومستشفى النساء في بوسطن:"قد لا يتسبب علاج الحرمان من الأندروجين فقط في حدوث تغيرات جسدية مثل: مرض هشاشة العظام أوأمراض القلب والأوعية الدموية أوالسمنة، ولكنه قد يتسبب أيضًا في حدوث تغييرات في الإدراك ".
ولكن تولي حذر من أن هذه الدراسة لا يمكن أن تثبت بأن هذا العلاج الهرموني مسبب للخرف، ولكن فقط يبقى الاثنين مرتبطان ببعضهما.
ووجد الباحثون أيضًا أن الرجال الذين يخضعون لهذا النوع من العلاج ،كانوا أكثر عرضة بنسبة 10٪ في اللجوء إلى خدمات الطب النفسي.
وأشار الباحثون إلى أن خطر الإصابة بالخرف يزداد مع زيادة طول العلاج.
وأظهرت النتائج أن الرجال الذين يخضعون لعلاج الحرمان من الأندروجين لمدة ستة أشهر ،تزيد لديهم مخاطر الإصابة بنسبة 25٪ لأي نوع من أنواع الخرف، وزيادة خطر الإصابة بالزهايمر بنسبة 37٪ ، وقال تولي إن العلاج بالهرمونات لفترة أطول من ستة أشهر يزيد من خطر الإصابة بالخرف وزيادة استخدام خدمات الصحة العقلية، ومع ذلك، لا يعتقد أي من أطباء المسالك البولية أنه يجب إخبار المرضى حول هذه العلاقة الضعيفة.
وجمع تولي وزملاؤه من أجل الدراسة بيانات حول أكثر من 100،400 رجل مسجلين في الرعاية الطبية لكبار السن ( (Medicareحيث تم تشخيص الرجال بسرطان البروستاتا ما بين يناير 1992 وديسمبر 2009.
وقال تولي بالنظر إلى هذه النتائج: "يجب على الأطباء إخبار مرضاهم حول هذا الخطر وربما يتعين عليهم إجراء فحص منتظم".
من جهتها قالت الدكتورة إليزابيث كافالير، أخصائية المسالك البولية في مستشفى لينوكس هيل ،في مدينة نيويورك: "لا أعتقد أنها مناقشة عادلة، وقد لا تكون الزيادة في الخرف ناجمة عن العلاج الهرموني كليا في هذه الفئة من السكان، فكلما يعيش الناس فترة أطول، تزداد احتمالات الإصابة بالخرف بشكل طبيعي".
وأضافت كافالير :"إن العديد من هؤلاء المرضى ربما يعانون من حالات طبية أخرى قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف والزهايمر، وكانت الأجيال السابقة تشعر بالقلق من السرطان ونحن قلقون من الخرف ، بالإضافة إلى ذلك، قد لا يكون لدى مرضى سرطان البروستات خيار جيد سواء لبدء العلاج الهرموني أم لا."
وتابعت : “ليس لدينا حقًا خيار آخر ،وعلاج الحرمان من الأندروجين هو ما يمكن تقديمه للرجال المصابين بسرطان البروستاتا المتكرر أو المتقدم، إنها مسألة علاج مرض فتاك مقابل خطر الإصابة بمرض غير مهدد للحياة، فكيف تطلب من شخص ما الاختيار بين فقدان عقله أو عدم علاج مرضه شديد الخطورة، ومن الصعوبة وضع المريض بهذا الخيار، أنا لن أفعل ذلك".