النجاح الإخباري - يستدل من نتائج البحث الممنهج حول مرض السكري في المجتمع العربي والمستجدات على مستوى العلاج الذي أجراه مركز البحوث التطبيقية ومركز البحوث الاجتماعية "ركاز" في جمعية الجليل، والتي تم عرضها خلال المؤتمر الذي عُقد الأربعاء الماضي في شفاعمرو، أن هناك أكثر من مائة ألف مريض عرب بالسكري في العام 2017، بحيث تضاعف عدد المرضى بثلاثة أضعاف عن الـ15 عاما الأخيرة.
وبيّن المسح نتائج مقلقة خاصة إزاء تفشي المرض بنسبة عالية عند الفئة العمرية 40 - 49 عاما بحيث بلغت 15% وبزيادة أكثر من 120% عن العام 2014.
الشيخ محمد: السكري بات وباءً تتزايد نسبة الإصابة به يوما بعد يوم
وتطرق الباحث أحمد الشيخ محمد من جمعية الجليل إلى ماهية مرض السكري في المجتمع العربي وملامح التغيير من خلال نتائج المسح الصحي 2016 لجمعية الجليل، وقال إن "السكري بات، اليوم، وباءً تتزايد نسبة الإصابة به يوما بعد يوم، لذلك رأينا من المهم وضعه على الأجندة اليومية المحلية والقطرية والتدخل به على كافة المستويات: الوقاية، العلاج والتأهيل نحو تحسين حياة المرضى، إضافة إلى الالتفات للجانب المجتمعي من حيث التحديات والفرص في سيرورة العناية بمريض السكري في المجتمع العربي".
وأكد أن "أعلى نسبة مرضى السكري موجودة في الخليج، وللتنويه في فلسطين كانت النسبة 6.4% وارتفعت إلى 10.1%. كذلك يتوقع بحسب نتائج البحث بأن العرب في الداخل يحتلون أعلى نسبة من حيث مرض السكري في الشرق الأوسط، فعدد المرضى في العام 2014 بلغ 34.544 مريضا ووصل في العام 2017 إلى 103 آلاف مريض سكري".
خطيب: علاقة بين الإصابة بالمرض وبين الجيل والنشاط الجسماني والسمنة
وقال الباحث في مركز البحوث الاجتماعية "ركاز"، د. محمد خطيب، حول استكشاف عوامل الخطر لمرض السكري، نوع 2 في المجتمع العربي: "بلغت عينة البحث 2030 مشتركا، مجموعة من مرضى السكري ومجموعة غير مريضة بالسكري، وتم مقارنة المميزات بين المجموعتين، أما المتغيرات التي تم وضعها في البحث فقد كانت، الوضع الاقتصادي، الاجتماعي، ممارسة الرياضة، استهلاك الكحول، ومكان السكن للفرد. وتظهر النتائج بأن مرض السكري يرتفع مع التقدم في الجيل عند الذكور والإناث، فيما أن النسبة أعلى عند النساء، كذلك مرض السكري أعلى عند الأشخاص الذين يعانون من وضع اقتصادي سيء، كذلك أثبتت النتائج وبشكل ذات ثبات إحصائي بأن غالبية مرضى السكري يملكون ثقافة أقل من 12 سنة تعليمية، وفيما يتعلق بالوزن فإنه كلما ارتفع الوزن هناك قابلية لازدياد في مرض السكري، أما فيما يتعلق بمتغير ممارسة الرياضة فإن 85% من مرضى السكري الرجال لا يمارسون الرياضة، و97% من مريضات السكري النساء لا يمارسن الرياضة، أما بالنسبة للعامل الثقافي فهو يساهم إيجابيا في تقليل السكر، ولكن لم يكن أي إثبات إحصائي لهذا المتغير".
وفي سياق البحث العلمي، عرض د. خطيب نتائج بحث أجري في المجتمع العربي والذي أظهر أن "نسبة الإصابة بالمرض وصلت 13.7% بواقع 15.3% بين النساء و12.1% بين الرجال، ما يؤكد العلاقة بين الإصابة بالمرض وبين الجيل، النشاط الجسماني والسمنة".
شحادة: 600 ألف مريض سكري في البلاد
وقال مدير معهد أمراض الغدد الصماء والسكري في مستشفى "رمبام" ورئيس الجمعية للسكري، بروفيسور نعيم شحادة، حول المستجدات في مجال تشخيص وعلاج مرض السكري: "يوجد في إسرائيل 600 ألف مريض سكري، والرقم لدي هو 130-140 ألف سكري عربي. يجوز أن الإحصائيات لدي تضم كذلك منطقة القدس. السكري مرض معروف من فترة الفراعنة، وهذا المرض وباء منتشر بشكل كبير وهو مرض طبقي نسبته أعلى عند الفقراء من حيث الموازنة، وهذا يلقي بظله على التعقيدات وعلى الموت بسبب السكري".
عباس: تحديات مرضى السكري من الأطفال هي الأصعب
وقالت مسؤولة عيادة خدمات الصحة الشاملة، الممرضة نجمة عباس، عن العناية بمريض السكري في المجتمع والتحديات والفرص، إن: "المعيقات والتحديات التي يواجهها مريض السكري بالتعامل اليومي كثيرة، بالإضافة إلى أن الفرص التي يجب تطويعها من هذا الواقع، لمواجهة التحديات والتأثير ومساعدة السكريين غير المتوازنين على موازنة السكري بشكل أفضل وأسهل مطلوبة، إذ يواجه مرضى السكري تحديات كثيرة أبرزها، العادات والتقاليد، نمط الحياة بحيث نفتقر لحيز عام يمارس به المواطنين المسارات الرياضية لمسارات مشي صحية، كذلك فإن مجتمعنا يشكل ضغط خلال المناسبات الاجتماعية من حيث التضييفات، فالحلويات تكون إحدى التضييفات الرئيسية، بالإضافة للوضع الاجتماعي الاقتصادي السيء عند النسبة العالية من العرب تصعب شراء الأدوية التي قد تصل تكلفتها حتى 500 شيكل في الشهر".
وأضافت: "تختلف التحديات عند الأطفال مرضى السكري، ذلك أنه لا يمكن فرض السيطرة على الأطفال، ولا يمكن مراقبتهم خلال تواجدهم مع زملائهم في المدرسة من حيث المشتريات".
عواودة: مرض السكري يهدد أمن وسلامة المجتمع
وقال مدير جمعية الجليل، بكر عواودة، إنه "خلال السنوات العشر الأخيرة تضاعفت نسبة مرضى السكري في مجتمعنا ما يدل على أن هناك ضعفًا في الوقاية وخللًا في الوعي العام للوقاية والحذر من هذا المرض".
وأشار إلى أن "هذا المرض بالذات بحاجة إلى تعاون عدة جهات مركزية من أجل الحد من انتشاره وتقليل آثاره منها مشاركة العائلة في رفع وعيها للتغذية والرياضة والسلطة المحلية وصناديق المرضى من خلال تشجيعهما لنمط حياة سليم".
وختم عواودة بالقول إن "مرض السكري يجب أن يكون على أجندة المهنيين وأصحاب القرار والسلطات المحلية لأنه تحول إلى موضوع مجتمعي حارق يهدد أمن وسلامة المجتمع".