النجاح الإخباري - الزوج والزوجة مشتركان في كل شيء، فالحياة الزوجية السليمة تقوم لبنة أساسها على الشراكة والصراحة، ومن هنا يتأسس كيان أسري قوي بنيانه سليم، ولكن هناك أيضًا مساحة شخصية لا بدَّ أن يحافظ كل منهما عليها، فيجب أن يكون للزوج والزوجة مساحةٌ خاصة بكل منهما، مع عدم تدخل أيّ منهما في تلك المساحة الصغيرة، فهناك أشياء لا بدَّ أن ترفض الزوجةُ أن يتدخل الزوج فيها؛ لأنها تخصُّ الزوجة فقط، وحقها أن تتصرف في ذلك بمفردها، ولا يعني ذلك أن تُخفي أمورًا على الزوج بالتأكيد، فذلك لا يَصِحُّ، وإنما ترفض أن يتدخل الزوج سلبيًا في بعض قرارتها.
وهذا ما ستوضحه مستشارة العلاقات الزوجية والتربية السلوكية «إيمان كامل»، حيث تقول: «هناك بعض الأمور التي لا بدَّ أن تأخذ زمامَ قرارِها الزوجةُ؛ لأنها قد تخصُّها بمفردها، ولا يمنع ذلك أن تخبر زوجها أو تطلب استشارته، وفي الوقت نفسه لا يحقّ للزوج أن يمنعها من تلك الأمور. ومن تلك الأشياء التي لا بدَّ أن ترفض الزوجة أن يتدخل فيها زوجها الآتي:
• العلاقات الأسرية أو العائلية: في محيط أسرتها مع والدها ووالدتها وأخواتها، تلك الأمور عائلية بحتة، وقد تحدث مشاكل في العائلة، وهناك بعض الزوجات اللاتي يَرْوِينَ تلك المشاكل لأزواجهن، وهناك زوجات أخريات يحتفظن بالمشاكل العائلية؛ حتى تجمِّل صورة العائلة، ولا تخبر زوجها بأمر مشكلاتها، هنا تمامًا من حق الزوجة أن تخبره بتلك المشاكل أو لا، بالإضافة إلى أن أي قرارات تأخذها الزوجة في شأن عائلتها لا يصحّ للزوج أن يرفضها، مثلًا إذا حدثت مشكلة لإحدى الأخوات؛ فلا يصح أن يرفض الزوجُ ذهابَ زوجته للعائلة، في وقت الشدة تحديدًا، أو وقت احتياج الأهل لها.
• لا يحقّ للزوج أن يفرض على زوجته أن تدفع من راتبها -إن كانت تعمل- في أمور هو المسؤول عنها، فالرجال قوَّامون على النساء بما أنفقوا، وهم أساس الإنفاق، وخاصة إذا كانت الزوجة هي من تدفع تكلفة حضانة الأطفال، حتى تذهب للعمل مع عدم التقصير في واجباتها الأساسية في بيتها وتجاه زوجها، فإذا شاركت الزوجةُ في الأعباء المادية؛ فهذا تكرُّمٌ وفضلٌ منها، وليس واجبًا أو أمرًا يأتي بالإكراه والغصب.
• لا يحق للزوج أن يرفض مساعدة زوجته لأهلها ماليًا، أو دعمهم ماديًا إذا لزم الأمر، خاصة إذا كانت الزوجة تعمل، وتكسب من عملها، أو إذا كان لديها رصيد في البنك من قبل زواجها، فهي المتحكم الأول في أمورها المادية إذا احتاج الأمر أن تدعم أهلها ماديًا، بل يجب (ذوقيًا) أن يدعم الزوجُ أهل الزوجة؛ إكرامًا لهم، بناءً على أنه ناسَبَ تلك العائلة ودخل فيها، فإذا كان الشخص يفكُّ كُرَبَ الغرباء، فالأقربون أولى بالمعروف.
• لا يُسْمَحُ للزوج بأن يتجسَّس على زوجته مطلقًا؛ بأن يطلب الأرقام السرية لهاتفها، أو حساباتها على مواقع التواصل؛ وذلك لأن سماح المرأة بهذا سيعرضهما لمشكلتين؛ الأولى هي عدم ثقة الزوج في زوجته، وهذا هو ما نرفضه، فلا بدَّ أن تكون هناك ثقة متبادلة، بالإضافة إلى أن ذلك سيؤدي إلى أن تطلب الزوجة أيضًا الأرقام السرية لجوَّال الزوج وأرقام حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن هنا ستندلع المشاكل إذا رفض الزوج أن يعطي المرأة ذلك الحق الذي يحلِّله لنفسه، فمن الأفضل أن تكون تلك الأمور أشياء شخصية لكلٍّ منهما.
• لا يحق للزوج أن يرى محادثات الزوجة إذا كانت تتحدث مع إخوتها أو عائلتها أو إحدى صديقاتها، فقد تكون هناك أسرار أو مشاكل ترويها الصديقة أو الأخت، ولا ترغب في أن يتعرف شخص آخر على ما تقوله، فمن استأمنك لا تَخُنْهُ حتى لو كنت خائنًا. لا بدَّ أن تكون الزوجةُ أمينةً محافظة على أسرار صديقاتها أو أهلها، ولا تخبر بها أحدًا حتى إن كان الزوج.