النجاح الإخباري - تلقى مبيعات فيتامين سي رواجا كبيرا، ويتوقع كثير من الزبائن الذين يقبلون على شرائه -والذين غالبا ما يدفعهم إلى ذلك الإعلانات الجذابة التي تشير إلى مزاياه- الحصول على فوائد صحية من ما يفترض أنه مكمل غذائي يرونه أعجوبة، وإن كان خبراء الطب يثيرون علامات استفهام حول ذلك.
ومع ذلك فليس ثمة شك في أن فيتامين سي، الذي يعرف علميا باسم حمض الإسكوربيك، يقي من الإصابة بمرض الإسقربوط ويشفي منه.
وهذا المرض تصاحبه أعراض الإرهاق والأنيميا وآلام المفاصل والعضلات، والكدمات المؤلمة، وضعف في الأنسجة الرابطة، وتأخر التئام الجروح ونزيف اللثة وخلخلة الأسنان أو سقوطها.
والإسقربوط مرض مميت إذا ترك دون علاج، كان يطلق عليه في القرن الثامن عشر اسم "طاعون البحر"، حيث كان يتسبب في وفاة أطقم البحارة على متن السفن بسبب عدم تناولهم فيتامين سي أو جرعة منه أثناء الرحلات البحرية الطويلة.
وفيتامين سي هو مكون غذائي حيوي، يوجد أساسا في الفاكهة والخضروات من بينها الحمضيات والتوت والفراولة والكرنب والسبانخ، وللفيتامين مهام في عمليات التمثيل الغذائي، كما يعمل مضادا للأكسدة وقد يحد من التأثيرات المدمرة للجزيئات الحرة التي تنتج أثناء هضم الجسم للغذاء أو عندما يتعرض لدخان التبغ أو للإشعاع.
وعن فيتامين سي يقول الباحث بمعهد تاريخ الطب بجامعة "برن" بيت بايشي "في البداية لم يكن الناس يرون أي حاجة طبية لتناول هذا الفيتامين، ثم أصبح بعد ذلك بمثابة سلعة تلقى رواجا هائلا، حيث أصبح ينظر إليه باعتباره يحسن أداء الفرد، وكان ينظر للشخص على أنه مريض في حالة أنه لم يكن في قمة مستوى أدائه".
ولا يكاد يوجد اليوم أي منتج غذائي مصنع من دون إضافة حمض الإسكوربيك إليه، ويوجد الفيتامين على سبيل المثال في النقانق والخبز والزبادي، وباعتباره مضادا للأكسدة يستخدم في إطالة عمر صلاحية المواد الغذائية، كما يساعد على الحفاظ على ألوان الأطعمة.
وفي الوقت الذي تواصل فيه مبيعات مكملات فيتامين سي الرواج، يقول كثير من الخبراء إنه غير ضروري في صورة مكملات ويمكن الحصول عليه بشكل طبيعي من التغذية المتوازنة، ويوصون بدلا من استخدامه بتناول الفاكهة والخضروات، ويشيرون إلى أن تناول جرعات كبيرة من فيتامين سي بما يتجاوز حاجة الجسم تفرز بسرعة مع البول.
بينما تشير جمعية التغذية الألمانية إلى أن الجرعة اليومية الكافية من الفيتامين تتمثل في 110 مليغرام للرجال و95 مليغرام بالنسبة للنساء، وهي كميات يمكن الحصول عليها بتناول نصف ثمرة فلفل أحمر أو برتقالة واحدة ومن المعروف حاليا تناول عشرة مليغرامات من الفيتامين يوميا تكفي للوقاية من الإسقربوط.