ترجمة إيناس الحاج علي - النجاح الإخباري - للمرة الأولى قام العلماء بقياس ما يحدث عندما يبدأ الموظفون العمل في مكتب مفتوح وتظهر النتائج التي توصلوا إليها أن مساحات العمل الحديثة هذه ليست تعاونية كما نظن.

قام اثنان من الباحثين من جامعة هارفارد إجراء اختبار تجريبي على ما إذا كان إزالة الجدران في مكان العمل الحقيقي يزيد بالفعل من التفاعل بين زملاء العمل.

ولا توجد دراسة سابقة تقيس مباشرة التأثير على التفاعل الفعلي الذي ينتج عن إزالة الجدران المكانية لخلق بيئة مكتبية مفتوحة.

ولهذه الغاية تواصل الباحثون مع شركتين عالميتين كانتا تعيدان تنظيم مساحات مكاتبهما في المقر العالمي وقاما بتقسيم مجموعات صغيرة من الموظفين لدراستين.

ولمدة ثمانية أسابيع قبل إعادة تصميم المكتب وبعد ثمانية أسابيع  قام الباحثون بتتبع التفاعلات الاجتماعية للموظفين وتم تحليل هذه البيانات ومعلومات المراسلة الفورية لقياس الاختلافات في كيفية تواصل الأشخاص مع بعضهم البعض وما وجدوه هو اختلاف مذهل في التفاعلات وجهاً لوجه ولكن ليس في الاتجاه الذي قد تظنه.

حيث انخفض التفاعل الاجتماعي للموظفين شخصيًا بنسبة 70 بالمائة بينما شهدت الوسائل الإلكترونية ارتفاع بنسبة تقارب 20 إلى 50 بالمائة.

لذا بدلاً من قضاء المزيد من الوقت في "التعاون" مع زملاء العمل في الفضاء الجديد حيث يمكن للجميع رؤيتهم بدأ الناس ينهارون وحاولوا الحفاظ على خصوصيتهم بأي طريقة ومنها وضع سماعات الرأس أو وضع الحواجز.

ووفقًا لهذه النتائج  يبدو أن الإجبار على بيئة أكثر انفتاحاً يمكن أن يجعل الأشخاص ينتقلون من الدردشة مع الآخرين شخصياً لإرسال بريد إلكتروني أو استخدام المراسلة الفورية بدلاً من ذلك.

كما يلاحظ الفريق فإنه هذا لا يعد أمر سلبي بشكل تلقائي ولكنه بالتأكيد قادر على تغيير ديناميكيات العمل بطريقة غير متوقعة وخلص الباحثون إلى أن "هذا يمكن أن يكون له عواقب كبيرة لى كيفية إنجاز العمل وكيف يتم إنجازه".

 ووفقاً للفريق أظهرت الدراسات السابقة التي استخدمت استطلاعات الرأي أن المكاتب المفتوحة يمكن أن يكون لها بعض الآثار النفسية السلبية مما يقلل من رضا الموظفين  والتركيز ومشاعرهم الخاصة بالحصول على الخصوصية في العمل.

وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين أجبروا على تقاسم مساحات العمل أبلغوا عن شعورهم بالتهميش وأنهم واجهوا المزيد من العلاقات السلبية والسلوك غير المتعاون ناهيك عن الشعور بأن مشرفيهم كانوا أقل دعماً.

"في حين أن هذه البيئات يمكن أن تعمل بشكل جيد بالنسبة لبعض الموظفين أولئك الذين يتمتعون بدرجة عالية من التنقل والاستقلالية على سبيل المثال فإن الأبحاث تظهر أن العديد من الموظفين لا يعملون بشكل جيد في هذه البيئات".

ولكن بما أن الشركات يمكنها توفير المال على الجدران والأبواب ومساحة الأرضية العامة من خلال جمع الموظفين معاً فإننا لسنا متأكدين مما إذا كانت اتجاهات المكاتب المفتوحة ستختفي في أي وقت قريب لذا قد يكون من المفيد صقل مهاراتك في كيفية محاولة التكييف في العمل.