النجاح الإخباري - البحر الأحمر عبارة عن أخدود مائي يفصل بين قارتي إفريقيا وآسيا، وقد اشتهر منذ القدم كممر بين الشرق والغرب، وحلقة وصل بين الهند وبلدان العرب وإفريقيا وأوروبا، وتحوم حوله الكثير من القصص والأساطير التي لا يمكن حصرها. وإليكم بعض الحقائق حول هذا الأخدود.
أولا: اسمه القديم عند اليونانيين هو Sinus Arabicus تكتب Ἀραβικὸς κόλπος ويعني التجويف أو الجيب أو الخليج العربي، وقد كان ممراً تجارياً استراتيجياً في عصور الرومان. وتدل هذه التسمية على الحضور العربي في هذه المنطقة منذ القدم لمجاورته شبه الجزيرة العربية.
ثانياً: يسمى البحر_الأحمر في المدونات اليهودية بـ"يام صوف" Yam Suph وهي باللغة العبرية، وقد ورد ذكره في سفر الخروج في رحلة موسى من مصر إلى فلسطين.
ثالثاً: يعتقد أنه استمد صفة الأحمر من لون الجبال الحمراء على شاطئه الغربي، أو من شعب المرجان الأحمر التي تتواجد به، وعموما الطحالب والعوائق ذات الصبغة الحمراء، فعندما تنعكس عليه أشعة الشمس يبدو للناظر بهذا اللون.
رابعاً: أطلق عليه العرب اسم "بحر القُلزم"، ويقال في اللغة تَقَلْزمَه إذا ابتلعه والْتَهَمَه، وبحر القُلْزُم مشتق منه بحسب "لسان العرب"، حيث يذكر أنه سمي القلزم لالتهامه من ركبه، وهو المكان الذي غرق فيه فرعون. يشار إلى وجود بلدة في السويس بمصر يطلق عليها القلزم.
خامساً: يعتقد أن البحر الأحمر يضم في قاعه 17 موقعاً لحطام السفن التي غرفت في فترات تاريخية مختلفة، وهناك أكثر من 50 سفينة غارقة في جوفه بهذه المواقع، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2016 عُثر على حطام سفينة بموقع قرب مدينة أملج بتبوك، تعود إلى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي. وهذا يجعل البحر الأحمر غنيا بالمقتنيات الأثرية والكنوز التي لم يكشف عنها بعد من هذه السفن الغارقة.
سادساً: تقول إحدى الأساطير إن أول من نقّب عن الشعب المرجانية هي الملكة بلقيس في بلاد اليمن، وإن ذلك حصل في البحر الأحمر، بعد أن رأت ذلك في المنام، فأرسلت بمساعديها ليستخرجوا اللآلئ والمرجان من البحر، وتزينت بها. ويحتوي البحر الأحمر على 250 نوعاً من المرجان، وهو من أغنى البحار بالشعب المرجانية الصلبة واللينة.
سابعاً: البحر الأحمر غني بالثروات السمكية والأحياء البحرية، وفيه 1200 نوع من الأسماك، و204 أنواع خاصة به فقط، لا توجد في غيره من البحار والمحيطات.
ثامناً: تعتبر مياه البحر الأحمر أحد أكثر المياه ملوحة في العالم، وذلك بسبب نسبة التبخر العالية، حيث تتراوح الملوحة ما بين 30% في الجزء الجنوبي نظراً لتأثير مياه خليج عدن وتصل إلى 41% في الجزء الشمالي.
تاسعاً: يضم جزراً بركانية بوسطه، معظمها خامل. كما يوجد فيه العديد من الجزر الصغيرة (التي عادة ما تكون مساحتها أقل من كيلومتر مربع واحد) والمتوسطة الحجم (حتى 10 كيلومترات مربعة) والكبيرة (أكثر من 10 كيلومترات مربعة). وهناك ما يقارب 400 جزيرة معتبرة الحجم حالياً صالحة للاستيطان.
عاشراً: عُرف البحر الأحمر بثروته المتنوعة من المكونات الأحيائية كالمستحاثات الدقيقة والمنخربات والحفريات السيليكونية، إلى المكونات البركانية، فالمعادن مثل الميكا والفلسبار والكوارتز والمغنيسيوم وغيرها من أنواع الصخور النادرة.