نابلس - النجاح الإخباري - أوضح رئيس قسم الكبد والجهاز الهضمي في مستشفى هداسا البروفيسور رفعت الصفدي، أن هناك نوعين من المشاكل الأساسية الموجودة في المنطقة وفي فلسطين هناك الوبائيات من فيروس الكبد نوع B وهو موجود بشكل كبير في مناطق الضفة الغربية، مشيراً الى أن هناك انتشاراً كبيراً للفيروس من نوع C، في قطاع غزة.
وأضاف في حديث لـ"النجاح" بمناسبة اليوم العالمي ضد أمراض الكبد:" بدأنا برنامج التطعيمات لمواليد سنة 1992 فما فوق الأمر الذي أدى إلى التخفيف من هذه المشكلة، والأدوية متوفرة لهذه الأنواع من الفيروسات في وزارة الصحة في الضفة وفي القطاع، وبالتالي يتم عمل التشخيص ومن ثم اعطاء العلاج المناسب".
وأشار الصفدي إلى أنه "في حال وجود حالة مصابة بالعائلة يتوجب على جميع أقارب المصاب من الدرجة الأولى عمل فحص مسح لهذا الفيروس سواء B أوC .
وتابع:" أما الوباء الثاني الذي يتفشى هو تدهن الكبد الذي ينجم عن الافراط بالسعرات الحرارية التي نأكلها ولا يتم حرقها بغض النظر عن مصدرها، فقد يكون السكر أو النشا وهو السكر المركب أو دهون وحتى البروتينات التي يتناولها الشباب الذين يتدربون في المراكز الرياضة ويستهلكون كميات كبيرة منها، وبالتالي الفائض من السعرات الحرارية يحولها الكبد إلى دهون داخل خلاياه و خارج الكبد في شتى أنحاء الجسم".
وبيّن الصفدي، أن هذه الدهون في الكبد تساهم في مشكلتين اللاكبدية والكبدية، واللاكبدية تساهم في ظهور السكري وعمليا كل تدهن كبد يمكن تسميته المرحلة قبيل السكري واذا لم يتم أخذ الأمور بالاعتبار قد يتفاقم الوضع الى السكري وأبعد من ذلك، فالكبد يأخذ سنوات طويلة ليتحول الى ألياف متراكمة وحتى تشمع الكبد وكذلك سرطانات الكبد.
وشدد على ان المطلوب هو تحسين منهج الحياة الصحي من حيث الطعام كما ونوعا ومن ناحية الرياضة، والعملية الحسابية الخاصة بمؤشر كتلة الجسم ( BMI - Body Mass Index) وهي أداة لتقييم الوزن الطبيعي أو زيادة الوزن من خلال استخدام مؤشر كتلة الجسم الذي يفحص العلاقة بين طول ووزن الجسم، (الوزن بالكيلو غرامات على الطول تربيع). بحيث يكون مؤشر كتلة الجسم المثالي 24.
ونوه إلى أن كل من لديه BMI عالي يفضل أن يعمل تعديل لنمط حياته، ولا يفضل التغير الجذري بالوزن والنزول السريع لأن الوزن سيعود بشكل سريع مضيفاً :"نريد نظام حياة صحي فخسارة 10 % من الوزن على مدار سنة طبياً هو الأفضل".
وأوضح أن من يريد أن ينزل 10% من الوزن عليه القيام بالتالي:
أن يقلل كمية استهلاك الأكل اليومية.
تحسين نوعية الطعام وبدون حرمان.
الرياضة 30 دقيقة 3 مرات بالأسبوع على مدار السنة وهي كفيلة بإنزال الوزن 10 %.
وفيما يتعلق بالأدوية الخاصة يتخفيض الوزن ، قال الصفدي أن الأدوية التي أثبتت فاعلية في تخيفض الوزن وباتت أكثر نجاعة في علاج السكري وتنزبل الوزن ولتحسين تدهن الكبد، ابر فيكتوزا أو ساكسيندا أو ابر الاوفنتيك الأسبوعية وهي معتمدة من قبل ال (HDA) وكل الجهات ذات العلاقة.
ولفت إلى أن هناك أمراض أخرى تأتي في الدرجة الثالثة والرابعة والخامسة، كالالتهابات المناعية على عدة أشكالها في الكبد، وأمراض الكبد الوراثية من ترسبات نحاسية أو حديد أو وراثية أخرى قليلة الوجود لكن بحكم التزاوج المختلط نراها شائعة هنا بكثرة، مضيفاً:"وهناك أيضا أمراض الكبد الخاصة بالأوعية الدموية للكبد وأمراض مختلفة أخرى أقل وجوداً".
وبالنسبة للعلامات وأعراض الإصابة بأمراض الكبد، أوضح الصفدي أن الكبد عضو صامت لايظهر المرض عليه، إلا عند حدوث تلف وهو ما يحتاج إلى سنوات طويلة من حوجود المرض بدون أي عارض، وهنا تظهر أهمية الفحوصات الدورية لكشف هذه الأمور وفي حال وجود سجل تاريخي للعائلة لأمراض الكبد B أو C أو حتى السمنة أو السكري أو كوليسترول دهنيات أو ضغط دم، جميعها اشارات لوجود خطأ في نمط الحياة ويجب اصلاحه.
وحول الفحوصات التي يتوجب اجراؤها للكشف عن هذه الأمراض ، قال الصفدي :" فحوصات الدم الدورية (تكشف انزيمات الكبد ووظائفه والكوليسترول وأملاح الدم وقوة الدم) وهي فحوصات كفيلة بأن تكشف عن أغلب المشاكل عن طريق ارتفاع في انزيمات الكبد، اضافة إلى عمل التراساوند للبطن ويشمل الكبد والطحال ويفيد كثيراً بالمعلومات من هذا النوع فقد يكشف عن وجود تدهن من عدمه أو حتى تضخم بالاعضاء سواء الكبد او الطحال، وهناك الآن جهاز يشبه الالتراساوند يسمى سيبوسكان يقيم نسبة الدهون والالياف.
أما بالنسبة للصيام ومرضى الكبد أشار الصفدي إلى أنه من أحسن أنماط الحياة المقترحة عالميا لتخفيض الوزن ودهون الكبد وهو ما يسمى اليوم "الصوم المتقطع" فشهر رمضان هو بمثابة صيام متقطع موجود منذ الاف السنين.