وكالات - النجاح الإخباري - حدد باحثون في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت وزملاؤهم عوامل وراثية تزيد من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي وعواقبه الشديدة التي تهدد الحياة.
وقد تساعد النتائج التي توصلوا إليها، والتي نُشرت مؤخرا في المجلة الأمريكية للوراثة البشرية، في الجهود المبذولة لتحديد المرضى المصابين بـ"كوفيد-19" المعرضين لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، وتمكين التدخلات المبكرة لمنع المرض الشديد والوفاة.
وتقول الدكتورة جينيفر بايبر بيلو، الأستاذة المساعدة في الطب والمؤلفة المشاركة في الدراسة: "هذه الدراسة مهمة للغاية لأننا أجرينا تحليلات منفصلة في المشاركين من أصل قوقازي وكذلك من أصل إفريقي لتحديد عوامل الخطر الجينية التي تساهم في قابلية الإصابة بالالتهاب الرئوي وشدته".
وأضافت: "جنبا إلى جنب مع العنصرية النظامية والعوامل الاجتماعية والاقتصادية التي أبلغ عنها الآخرون، قد تساهم هذه الاختلافات في المخاطر الجينية في بعض التباينات التي نلاحظها في نتائج كوفيد-19".
وأجرى الباحثون دراسة الترابط الجينومي الكامل (GWAS) لأكثر من 85 ألف مريض، ويتم تخزين معلوماتهم الجينية في البنك الحيوي BioVU التابع لـ VUMC، وربطها بالسجلات الصحية الإلكترونية "غير المحددة"، والتي تم تجريدها من معلومات التعريف الشخصية.
ويمكن لدراسة الترابط الجينومي الكامل (GWAS) تحديد الارتباطات بين الاختلافات الجينية والمرض.
وحدد باحثو VUMC مع زملائهم من جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، ومركز إم دي أندرسون للسرطان بجامعة تكساس في هيوستن، وكلية إيكان للطب في ماونت سيناي في نيويورك، ما يقارب 9000 حالة من حالات الالتهاب الرئوي لدى المرضى من أصل أوروبي. و1710 حالة لمرضى من أصول إفريقية.
وكان أقوى ارتباط للالتهاب الرئوي في المرضى من أصل أوروبي هو الجين الذي يسبب التليف الكيسي (CF). وينتج عن هذا المرض مخاط سميك بشكل غير طبيعي يؤدي إلى التهابات مزمنة وفشل تنفسي تدريجي.
وفي المرضى من أصل أفريقي، كان الارتباط الأقوى للالتهاب الرئوي هو الطفرة التي تسبب مرض فقر الدم المنجلي (SCD)، وهو اضطراب خلايا الدم الحمراء الذي يزيد من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي والإنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي الحادة.
والأطفال المصابون بالتليف الكيسي وداء الكريات المنجلية معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بمرض شديد إذا أصيبوا بفيروس كورونا.
ووجد الباحثون أن "الحاملين" الذين لم يتأثروا بالتليف الكيسي ومع ذلك يحملون نسخة من جين التليف الكيسي لديهم قابلية عالية للإصابة بالالتهاب الرئوي، وأولئك الذين لم يتأثروا بفقر الدم المنجلي ولكنهم يحملون نسخة من طفرة داء الكريات المنجلية كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتهاب رئوي حاد.
وقال الباحثون إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كان هؤلاء الحاملون يحملون أيضا "خطرا صامتا متزايدا للنتائج السيئة من كوفيد-19".
ولتحديد الاختلافات الجينية الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، قاموا بإزالة المرضى الذين يعانون من التليف الكيسي وفقر الدم المنجلي من تحليلهم، وكرروا اختبار GWAS، واستخدموا تقنية أخرى تسمى PrediXcan، والتي تربط بيانات التعبير الجيني بالسمات والأمراض في السجل الصحي الإلكتروني.
وهذه المرة وجدوا تباينا مرتبطا بالالتهاب الرئوي في جين يسمى R3HCC1L في مرضى من أصل أوروبي، وآخر قريب من جين يسمى UQCRFS1 في مرضى من أصل إفريقي. والوظيفة الجزيئية لـ R3HCC1L غير واضحة، لكن حذف UQCRFS1 في الفئران يعطل جزءا من الاستجابة المناعية لمكافحة العدوى.
وقال المؤلف الأول للورقة البحثية، هونغ هسين، "على الرغم من أن فهمنا للآلية الجينية للالتهاب الرئوي ما يزال محدودا، إلا أن هذه الدراسة حددت الجينات المرشحة الجديدة، R3HCC1L وUQCRFS1، وقدمت نظرة ثاقبة لمزيد من الدراسات الجينية المضيفة لـ"كوفيد-19".