النجاح الإخباري - الجينوم البشري يتكون من حوالي 8% من الحمض النووي للفيروسات القهقرية الداخلية. هذه الآثار الباقية بعد الإصابة تكون عادة في حالة هدوء، لا تنشط أو يكبحها الجسم. ولكن قد لا تعمل آلية الكبح، إذا تحولت الخلية إلى سرطانية. حينها يمكن للحمض النووي للفيروس "القديم"أن ينشط من جديد.
وفي بحث جديد أعلن علماء من معهد فرنسيس كريك للطب الحيوي، أن الآثار الوراثية للفيروسات التي أصابت أسلاف الإنسان قبل ملايين السنين يمكن أن تساعد منظومة مناعة الجسم في تدمير الخلايا السرطانية.
ويقول الدكتور جورج كاسيوتيس، رئيس مجموعة علماء الوراثة البريطانيين، "لقد بحثنا عن الحمض النووي الفيروسي، الذي ينشطه السرطان، ويصبح مرئيا لمنظومة المناعة. حينها يمكن "تدريب" منظومة المناعة على تدمير الخلايا السرطانية بصورة انتقائية".
وتحتوي الجينات على "تعليمات" لإنتاج البروتينات اللازمة لعمل الخلايا أو الجسم بكامله. وقبل ظهور البروتين تتم "ترجمة" هذه التعليمات في جزيئات الحمض النووي الريبوزي، حيث يمكن أن تؤثر الفيروسات القهقرية مع عوامل خارجية أخرى على عملية "الترجمة".
وقدأخذ الباحثون عينات لـ 31 نوعا من أنواع السرطان باستخدام تكنولوجيا RNASeq التي تسمح "بقراءة" أجزاء عشوائية صغيرة من الحمض النووي الريبوزي، حيث أن كل "قراءة" منها تعطي قسما بسيطا من التسلسل الكلي، الذي يتطلب أكثر 50 مليون محاولة للحصول على صورة كاملة له. لقد تمكن العلماء من ربط هذه الأقسام بمساعدة خبراء مجموعة الكمبيوتر في المعهد، وبالنتيجة حصلوا على فهرس يحتوي على 130 ألف "رمز" من إنتاج الفيروسات القهقرية الداخلية. ولم تكن معروفة للعلماء سابقا أكثر من نصف هذه "الرموز"، وعثر على 6000 في الخلايا السرطانية والأنسجة المصابة.
وقد تمكن العلماء بالنتيجة من اكتشاف 14 "رمزا" نموذجيا للورم الميلانيني من ثمانية أجزاء مختلفة في الجينوم، قادرة على إنتاج مستضدات الورم. وقد انخفض عدد هذه "الرموز" المرئية لمنظومة المناعة إلى تسعة بعد التحليل الطيفي الشامل. فإذا تم بواسطتها "تدريب" منظومة المناعة للتعرف على الخلايا السرطانية لتدميرها، فقد تظهر طريقة جديدة لعلاج المصابين بالسرطان. بحسب الخبراء.