النجاح الإخباري - رغم المزايا التي تقدمها الشبكات الاجتماعية، فإن الإفراط في استخدامها يمكن أن يولد شعورا بعدم الارتياح، فضلا عن الميل إلى العزلة، وبعض المشاعر السلبية الأخرى.
فكل شخص يشعر بعدم الأمان حيال بعض الأمور ولا يرى حرجا في التعبير عن ذلك، بينما يفضل التكتم عن بعض مخاوفه الأخرى. ومع ذلك، يحاول الكثيرون الظهور في صور مثالية عند محاولة مقارنة أنفسهم بأشخاص آخرين على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولكن في الواقع فإن التحقق بشكل مستمر من وضعية شخص آخر على فيسبوك أو بقية شبكات التواصل الاجتماعي يزيد من الشعور بعد الأمان. وذلك وفقا للكاتبة فاسيليفا إيكاترينا، في تقرير لها بموقع "أف بي ري" الروسيووفقا لدراسة أجرتها جامعة كوبنهاغن، فإن عددا كبيرا من الأشخاص من بين رواد شبكات التواصل الاجتماعي يعانون من الحسد.
علاوة على ذلك، ووفقا لدراسة استقصائية أجراها باحثون، فإن الأشخاص الذين تخلوا عن استخدام فيسبوك، يعتبرون أكثر رضا عن أنفسهم وحياتهم مقارنة بغيرهم من الناشطين على هذه المواقع.
سعادة خارج السيطرة
ونقلت فاسيليفا إيكاترينا عن الكاتب تيم بونو، أن القدرة على الشعور بالسعادة تصبح خارج سيطرتنا عند اكتساب الثقة بناء على أوجه الشبه بيننا وبين الآخرين.
وعموما، يساهم الحد من الوقت المقضي على تصفح الملفات الشخصية للآخرين في التركيز أكثر على الاهتمامات الخاصة وتعزيز الثقة بالنفس.
وأضافت الكاتبة أن شبكات التواصل الاجتماعي يمكن أن تلهي المرء عن اكتشاف بعض المعارف من العالم الحقيقي. وفي الواقع، يقضي الكثيرون وقتا طويلا في محاولة التقاط صور مثالية في أماكن مثيرة للاهتمام، الأمر الذي يشتت الانتباه عن مراقبة العالم والاهتمام بالمشاعر.
النوم
ودعت الكاتبة إلى ضرورة التأكد من الحصول على قسط كاف من النوم، خاصة أن الجميع تعود على استخدام الهواتف الذكية فور الاستيقاظ وقبل الخلود إلى النوم، الأمر الذي يؤثر على جودة النوم ويسبب الأرق.
ونقلت الكاتبة على لسان بونو أن الشعور بالقلق والحسد بسبب حقيقة ما نراه على شبكات التواصل الاجتماعي يثير ردود فعل ترهق أدمغتنا، مما يجعلنا عرضة للأرق.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للضوء المنبعث من الهاتف المحمول أن يعرقل سير عملية الإفراز الطبيعي لهرمون الميلاتونين، المسؤول عن الشعور بالتعب والذي يساعد على النوم. في الأثناء، من الأفضل عدم الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي قبل ساعة على الأقل من وقت النوم.
وأكدت الكاتبة أن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي دون ضابط لا يؤدي فحسب إلى ظهور حالة التقلبات المزاجية، بل يؤثر أيضا بشكل سلبي في الصحة النفسية، مما يتسبب في التعرض للعديد من الأمراض، على غرار القلق أو الاكتئاب.