وكالات - النجاح الإخباري - أصدر مركز التعليم البيئي التابع للكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة نشرة إرشادية حول مبيدات الأعشاب، لمناسبة يوم البيئة الفلسطيني.
وتؤكد المعطيات أن المبيدات تدق أجراس الخطر، وتتطلب أبحاثًا تطبيقية مُعمّقة للحرص على صحة الإنسان على المدى البعيد، وعدم المس بالبيئة والتنوع الحيوي مستقبلا.
وأفادت النشرة، التي استندت على مراجع علمية، ومتابعات لمجلة "آفاق البيئة والتنمية" أن استخدام المبيدات بدأ بالانتشار منذ السبعينيات، واتسعت دائرته في السنوات الأخيرة، وجاء بعد تراجع ممارسات التعشيب اليدوي، واختفاء حراثة الأرض بالمحاريث التقليدية، التي تجرها الخيول.
ونقلت النشرة عن دائرة المبيدات في وزارة الزراعة، أن مكافحة الأعشاب بالمبيدات هي "الخيار الأخير"، فالإكثار من استخدامها يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر في النظام والاتزان البيئي.
وبيّنت الوزارة عدم وجود قائمة بالمبيدات الممنوعة في فلسطين، بل "قائمة بالمسموح منها، وفيما عدا ذلك فممنوع"، فيما تراقب الإدارة العامة للوقاية، من خلال مفتشي وقاية النبات في المديريات والأسواق بشكل دائم".
ووفق الخبير في الزراعة البيئية، سعد داغر، فإن انتشار استخدام هذا النمط لغياب الوعي، ولوجود اعتقاد خاطئ لدى المزارعين، يعززه المروجون للمبيدات، بأنها "لا تشكل خطرًا على الصحة والتربة والأشجار"، ويدعي المروجون أنها "موجهة للأعشاب فقط".
ويروج داغر منذ عام 1996 لبديل المبيدات بقص العشب وتركه في الحقل، لما له من فوائد للتربة والشجرة، وينعكس على الإنتاج، ويحافظ على البيئة، ولا يلوث المياه الجوفية أو الينابيع.
ودعا داغر إلى عدم حراثة حقول الزيتون، بل قص الأعشاب وتركها، وبعد سنوات قليلة ستتضاعف المادة العضوية فيها، التي تتحول لمادة شبيهة بالإسفنج، وتمنع تسطح التربة، كما تحسّن من قدرتها على امتصاص مياه الأمطار، وتجعل التهوية للتربة أفضل.
ورأى بأن مبيدات الأعشاب هي المسبب الرئيسي في انتشار ذبابة أوراق الزيتون، فهي قضت على الأعداء الحيوية التي كانت تعيش على الأعشاب وتُحدث التوازن المطلوب. ويؤكد أن الأعشاب ليست عدوًا للأرض والشجرة، بل فرصة للمكافحة والتوازن الطبيعي، وهذا ما يجب أن نروّج له.
ويؤكد عضو الأمانة العامة لاتحاد الفلاحين والتعاونيين الفلسطينيين، والأمين العام المساعد لاتحاد الفلاحين العرب جمال خورشيد، بأن مبيدات الأعشاب الموجودة محلياً كلها "غير مدروسة؛ لأنها تعمل على القضاء على التنوع الحيوي في التربة، وتتسبب في انقراض بعض الأصناف والنباتات النادرة. ويروج مستخدمو هذه المبيدات أنها لمكافحة الأعشاب الضارة، لكن ما يحدث عملياً أن الرش يطال كل شيء، ودون معايير، وهذا يؤثر على النحل، ويهدد التنوع الحيوي والبيئي، ويقضي على الموروث الوطني لبعض الأزهار النادرة التي يجب المحافظة عليها. وهناك مبيدات عُصارية، وبعضها محظورة، وهي لا تقضي على النبتة نفسها، بل تتغلغل داخل التربة وتقضي على البذور الموجودة فيها، كما تقضي على الأعداء الطبيعية للآفات، وهذا أمر مشابه للمضادات الحيوية، التي يسبب الإفراط بها الضرر على أجهزة الجسم.
ودعا "التعليم البيئي" إلى العودة للممارسات التقليدية في معالجة الأعشاب، والتبكير في إزالتها، وتفادي استخدام الكيماويات، واللجوء إلى قصها وتركها لتتحول إلى أسمدة عضوية، وتفادي إهمالها، خشية عدم التسبب بحدوث حرائق بعد جفاف الأعشاب.
وأكد المركز أن حرق الأعشاب بالمبيدات، وتسميم الطيور، وتخريب موائلها، والقضاء على الكثير من النباتات البرية والنادرة، يُهدد التنوع الحيوي، ويقلل من فرص المكافحة العضوية للآفات بقتل الأعداء الطبيعية.