نابلس - النجاح الإخباري - ينسب إلى أبو قراط، أبو الطب، القول إن "جميع الأمراض تبدأ في الأمعاء"، وفي التراث الإسلامي هناك مقولة: "المعدة بيت الداء".
الدراسات العلمية الحديثة أكدت العلاقة المهمة بين صحة الأمعاء والصحة النفسية والمحافظة على الوزن والشعور بالنشاط وتحسن الحالة المزاجية وصحة الجهاز المناعي.
وعندما نتحدث عن أمعاء صحية، نتحدث عن وجود مليارات البكتريا النافعة التي تعيش فيها.
هذه البكتريا النافعة تحتاج إلى رعاية حتى تتفوق على البكتريا الضارة، بحسب غلين غيبسون، أستاذ علم الأحياء الدقيقة بجامعة ريدينغ، وفق ما نقلت عنه صحيفة التليغراف البريطانية.
يقول غيبسون إن 70 في المئة من نظامنا المناعي يوجد في أمعائنا و90 في المئة من مادة السيروتونين (التي تسبب السعادة) تنتج في الأمعاء.
لكن عدم وجود توازن بين البكتريا الضارة والنافعة يؤدي إلى مشكلات جمة مثل التهاب الأمعاء، والتهاب المفاصل والسمنة والقولون العصبي والسرطان والاكتئاب وغيرها.
كيف تغذي البكتريا النافعة ؟
الألياف
أكثر من تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات والخبز الذي يحتوي على الحبوب الكاملة والشوفان والمكسرات. هذه الأطعمة تحافظ على صحة الخلايا وقدرة الجهاز الهضمي على التخلص من الفضلات.
تناول الخضروات والحبوب الكاملة يساعد البكتيريا النافعة على النمو لأنها تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة التي لا يستطيع الجسم البشري هضمها فتتحول لبكتريا.
تنصح مايو كلينيك بتناول خمس حصص من الفواكه والخضروات على الأقل يوميا.
البروبيوتيك
البروبيوتيك هي البكتيريا الحية والخمائر في الزبادي ومنتجات ألبان أخرى وتوجد أيضا في المكملات الغذائية.
هذه البكتريا مفيدة للجهاز الهضمي، فهي تساعد على تقليل نسبة البكتريا الضارة، ومساعدة البكتريا النافعة في عملها، بحسب كليفلاند كلينيك.
جولي لامبل، عالمة الكيمياء الحيوية الغذائية تنصح باستخدام مكملات البروبيوتيك مع مشروب أو طعام بارد في الصباح.
وهي ألياف نباتية تغذي البكتيريا النافعة الموجودة بالفعل في الأمعاء، وهي موجودة بشكل طبيعي في خضروات مثل الكراث والبصل والثوم والفاصوليا.
لكن الأمر قد يحتاج إلى تناول مكملات تحتوي عليها من أجل ضمان فعاليتها بشكل أكبر.
تناول أيضا المنتجات التي تحتوي على مادة البوليفينول مثل الفواكه والخضروات والكاكاو وزيت الزيتون والنبيذ الأحمر والشاي.
تجنّب..
تجنب الإفراط من الأطعمة التي تحتوي على كميات عالية من السكر والدهون لأنها تؤدي إلى زيادة البكتريا الضارة، وبالتالي فرص حدوث أمراض. الأطعمة المصنعة مصدر رئيسي للسكر والدهون.
بحسب مايو كلينيك، الوجبات الغذائية التي تحتوي على كمية كبيرة من البروتين الحيواني مرتبطة أيضا بزيادة البكتريا الضارة، لذلك من الأفضل تقليل اللحوم خاصة اللحوم الحمراء مثل لحم البقر ولحم الضأن.
تجنب أيضا نمط الحياة غير الصحي مثل التدخين وشرب الكحول.
والأفضل طبعا هو التوقف عن التدخين نهائيا لصحتك بشكل عام.
يمكنك تقليل الكحول وزيادة كمية الماء الذي تشربه يوميا. الماء أفضل لصحة أمعائك، لأنه يساعد على امتصاص المعادن في الجسم.
قلل من التوتر، فالتوتر يفرز هرمون الكورتيزول في الجسم، لمقاومة حادث ما مرتبط بالتوتر. هذا الأمر يؤدي إلى حدوث مشكلات عديدة في الجهاز الهضمي من بينها إحداث خلل في توازن بكتريا الأمعاء.