وكالات - النجاح الإخباري - مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة، بدأ بعض المستخدمين السعي نحو تحقيق الشهرة وكسب المال من خلال هذه الوسائل ومن أهمها موقع "يوتيوب" الذي يطلق من خلاله اسم "يوتيوبر" على الشخص المشهور الصانع للمحتوى في موقع اليوتيوب.
ومن خلال هذا الموقع ينجح البعض في الحصول على الشهرة في وقت قصير، مع تحقيق مكاسب مادية وهذا ما يدفع بعض الأطفال لقضاء معظم أوقاتهم في متابعة مقاطع الفيديو والسعي لتحقيق الشهرة على حساب
وقتهم وحياتهم الاجتماعية.
وفي هذا الموضوع، أوضحت ياسمين أيشيق تانر، البروفيسورة والمتخصصة في علم الصحة النفسية للأطفال في جامعة غازي في أنقرة، للأناضول، أن الأطفال يهدفون من خلال العالم الافتراضي للتعبير عن أنفسهم
بشكل أسهل والسعي لتحقيق هدف الشهرة من خلاله.
وأضافت البروفيسورة تانر، أن الأطفال من خلال تعلقهم بالعالم الافتراضي يبدأون بفقدان سلوكهم وتصرفاتهم الطبيعية، والابتعاد عن العلاقات الأسرية العادية، والتراجع في التحصيل العلمي ، فضلا عن فقدان
العلاقات الاجتماعية وظهور مشكلات في الانسجام الاجتماعي مع الآخرين.
وذكرت تانر أن الآباء تقع على عاتقهم مسؤولية الحفاظ على أبنائهم وتجنيبهم الوقوع في الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية.
ودعت تانر الآباء لزيادة التفاعل مع الأبناء عبر القيام بنشاطات تعزز التواصل المتبادل والفعال بينهم، كزيارة مراكز التسوق الكبيرة، والحدائق العامة ومشاركتهم في الأنشطة الرياضية واللعب.
بدوره، قال البروفيسور أركون يولجو، عميد كلية الإعلام في إسطنبول، أن العام 2018 شهد تحقيق طفل يبلغ من العمر 8 سنوات أكبر ربح في العالم من بين مشاهير اليوتيوب، بلغت قيمته 22 مليون دولار مقابل
الفيديوهات التي ينشرها عبر قناته في يوتيوب، حيث يظهر في الفيديوهات وهو يجرب ألعابا جديدة ويقيمها أمام جمهوره.
وأشار يولجو إلى تحقيق طفل تركي يبلغ من العمر 5 سنوات المركز الثالث في قائمة الخمسة المشاهير الأكثر تحقيقا للربح عبر موقع يوتيوب.
وأوضح البروفيسور يولجو، أن تحقيق الأشخاص مكاسب مالية تقدر بملايين الدولارات في وقت قصير يسبب تأثيرات سلبية على نفسيتهم وسلوكهم، مؤكدا أن تأثير ذلك يشكل خطأ أكبر على الأطفال.
وأفاد يولجو، أن دراسات مختلفة حول تأثير الشهرة وكسب المال عند الأطفال، أظهرت أن ذلك يؤدي لابتعاد الأطفال عن مفاهيم التعاون والثقة والمشاركة والميل نحو مصالحهم الشخصية ووضعها في الصدارة.
من جانبه، قال الدكتور الخبير في وسائل التواصل الاجتماعي، ليونت أرأصلان، أن رغبة الأطفال في الشهرة وكسب العديد من المشاهدات يدفعهم للقيام بأعمال صادمة وخطرة.
وأوضح أرأصلان، أنه عندما يحقق طفل مشهور نحو 300 ألف مشاهدة في قناته على اليوتيوب، وعند إنخفاض هذا الرقم إلى 30 ألف، يشعر الطفل بتراجع شهرته ويسعى لإستعادتها عبر تصويره مختلف المقاطع
المصورة والخطرة، وهذا ما يسمى علميا بمتلازمة "ديفا".
وأشار أرأصلان، أن متلازمة ديفا غالبا ما توجد لدى المغنيين المشاهير، إلا أنها انتقلت حديثا للأطفال والفتيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد أرأصلان، أن جميع الأشخاص العاديين يرغبون في كسب إعجاب الآخرين لهم، إلا أن هذه المتلازمة تجعل من صاحبها أكثر رغبة في رؤية اهتمام وإعجاب الآخرين به وبشكل مستمر، وفي حال لم يحقق
الاهتمام المتوقع يسعى للانعزال والانطواء عن مجتمعه.
وأوضح أمره دوراك، صاحب قناة على اليوتيوب منذ 7 سنوات، أن لديه أكثر من 24 ألف مشترك في قناته، وأنه يقدم مقاطع مصورة لحوادث مخيفة ومؤلمة، إلا أنه يقوم بعمل ذلك من باب التسلية وليس الشهرة أو
كسب المال.
وأكد دوراك أنه يقوم بتحذير الأطفال من التقاط مقاطع فيديو مشابهة لما ينشره وذلك في بداية كل مقطع.